تتوالى الزيارات الرسمية البريطانية إلى القاهرة منذ بداية العام الحالى، فبعد زيارة وزير الخارجية بوريس جونسون فى فبراير الماضى، زار، أليستر بيرت، مسئول شئون الشرق الأوسط فى وزارة الخارجية البريطانية ووزارة التنمية الدولية، الشهر الماضى، فى إشارة على أهمية السوق المصرية وعزم الجانب البريطانى على تعزيز التعاون فى مجالات مختلفة أبرزها الاقتصاد والتعليم والأمن.
ولم تنته الزيارات بعد، إذ وصل القاهرة اليوم، السبت، المبعوث التجارى البريطانى لمصر، جيفرى دونالدسون مع وفد مكون من 14 شركة بريطانية بهدف بحث فرص الاستثمار وتعزيز التعاون التجارى.
وقال جيفرى دونالدسون، بحسب بيان وزعته السفارة البريطانية اليوم: "يسرنى أن أعود إلى القاهرة مع بعثة تجارية أخرى من المملكة المتحدة، بما فى ذلك مجموعة كبيرة من الشركات البريطانية المهتمة بالتجارة مع مصر وقد أدت الإصلاحات الأخيرة، التى تم تنفيذها إلى تحقيق نمو اقتصادى أقوى فى مصر، ونتج عن هذا النمو زيادة فى اهتمام الشركات البريطانية بممارسة الأعمال التجارية مع مصر، لدينا برنامج ممتاز للاجتماعات للبعثة التجارية، ويمنحنى أمل كبير فى أن تتدفق التجارة والاستثمار من زيارتنا هذا الأسبوع".
وأوضح البيان أن الوفد سيستكشف فرصا جديدة للأعمال التجارية فى مصر، بما فى ذلك البنية التحتية والدفاع والرعاية الصحية والزراعة، لافتا إلى أن 70٪ من شركات الوفد التجارى تبحث عن فرص القيام بأعمال تجارية للمرة الأولى فى مصر.
وسوف يجتمع الوفد مع عدد من الوزراء المصريين، بما فى ذلك رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزيرة الاستثمار الدكتورة سحر نصر، ووزير الإسكان مصطفى مدبولى، ووزير التجارة طارق قابيل، ووزير النقل هشام عرفات، ووزير البترول طارق الملا، والفريق مهاب مميش، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
كما سيزور الوفد العاصمة الإدارية الجديدة لمناقشة فرص الاستثمار مع رئيس مجلس الإدارة بشركة العاصمة الإدارية الجديدة أيمن إسماعيل.
وأضاف البيان أن المملكة المتحدة هى المستثمر الأجنبى الأول فى مصر، مع تدفق 43 مليار دولار هذا العقد من الزمن وأكثر من 1450 شركة بريطانية النشطة، وقد شهدت الأشهر الأخيرة مزيد من النمو، فقد افتتحت الشركة المصنعة البريطانية SEWS مصنع جديد الشهر الماضى وخصصت عملاق الاتصالات البريطانية فودافون 2 مليار جنيه مصرى للتوسعات هذا العام.
وأوضح البيان أن المملكة المتحدة هى أيضا مستثمر رئيسى فى قطاع النفط والغاز فى مصر، وتجاوزت استثمارات شركة النفط البريطانية BP فى مصر فى عام 2016 استثماراتها فى أى بلد آخر.
ومن جانبه، قال السفير البريطانى جون كاسن: "تم لفت انتباه المستثمرين حتى يروا الاقتصاد المصرى وثمار الإصلاح الأولى، هناك فرص ذهبية للقيام بأعمال تجارية هنا، والقطاع الخاص هو بطل الفترة القادمة، كما تعمل الحكومة على بناء اقتصاد حر ونزيه ومفتوح لجميع الرجال والنساء المصريين، أنه وقت مثير للترحيب بجيل جديد من الشركات البريطانية التى تبحث عن فرص عمل هنا.
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التى يزور فيها المبعوث التجارى مصر، إذ عينه رئيس الوزراء البريطانى السابق ديفيد كاميرون خلال الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى لندن فى نوفمبر 2015.
وزار دونالدسون القاهرة كمبعوث تجارى لأول مرة فى فبراير عام 2016، وركزت زيارته على ثلاثة قطاعات استراتيجية رئيسية يمكن للشركات البريطانية أن تقدم فيها لمصر تجربتها الكبيرة وخبراتها ذات الطراز العالمى وهى الطاقة والبنية التحتية والتعليم.
وقال حينها دونالدسون: "مصر هى أرض الفرص الواعدة الحقيقية للشركات البريطانية، وأنا متحمس لقيادة جهود بريطانيا نحو تعميق الشراكة التجارية مع مصر وتشجيع الإصلاحات الاقتصادية الجريئة، ولن تقتصر المنفعة الاقتصادية الكبرى على بريطانيا فحسب، بل إنها ستكون جوهرية فى مساعدة مصر على بناء اقتصاد قوى وديناميكى يساهم فى خلق وظائف وإيجاد فرص حقيقية للشعب المصرى.
كما زار المبعوث التجارى البريطانى جيفرى دونالدسون مصر فى فبراير من العام الحالى، على رأس وفد من أكثر من 40 شركة بحثا عن فرص جديدة للتجارة والاستثمار مع شركاء مصريين جدد.
وقال السفير البريطانى آنذاك: "نرى زيادة فى شراهة الاستثمار البريطانى فى الوقت الذى تنفذ فيه مصر برنامج الاصلاح الاقتصادى، ويستند هذا النمو الجديد على أسس قوية هى أن مصر وبريطانيا شريكتان".