كشف موقع "دايلى كولر" الأمريكى عن أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة تم تحذيرها من النوايا الحقيقية لجماعة الإخوان الإرهابية، والتى كانت تهدف إلى السيطرة على الدولة المصرية فى أعقاب ثورة 25 يناير.
ونشر الموقع إحدى رسائل البريد الإلكترونى الموجهة إلى كلينتون، والتى وصفها انها ضمن كثير من الرسائل المدفونة من فترة الوزيرة السابقة، وقال إنها تثير تساؤلات بشأن موقف أمريكا وسلوكها إزاء الإخوان فى أعقاب الربيع العربى. وأضاف أن إنكار معرفة النوايا الحقيقة للإخوان من الصعب تصديقه عند مواجهة المعلومات التى تم تقديمها لكلينتون من قبل مدير التخطيط السياسة السابق جاك سوليفان.
ففى الرسالة التى أرسلها سوليفان لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بتاريخ 24 يناير 2012، قال نقلا عن شخص ذو صلات حساسة للغاية بالمستويات العليا من الإخوان إن الجماعة عقدت سلسلة من الاجتماعات لتعزيز سلطتها بعد جولة الانتخابات البرلمانية من أجل تنفيذ أجندتها، وتشمل تلك الأجندة توجيه الإخوان للدولة والمجتمع المصرى نحو أن تصبح جمهورية إسلامية. وكان الإخوان ملتزمون بالعمل مع المصالح الغربية الاقتصادية، لكن ستكون الحكومة المصرية الجديدة التى سيشكلها الإخوان، ملتزمة بشكل كامل بالشريعة.
وجاء فى الرسالة إن المرشد العام محمد بديع عقد اجتماعا فى 20 و21 يناير مع قادة الإخوان وذراعهم السياسى الحرية والعدالة ، من أجل تعزيز موقفهم عقب النجاح فى الجولة الأخير من الانتخابات.
وحاول قادة الجماعة خلال تلك الاجتماعات تنسيق خططهم للاستفادة من النجاح الانتخابى بشكل كامل، واتفقوا على ضرورة التوازن بين حزب النور وأعضاء منتقين من حزب الوفد مما يمنحهم السيطرة على 75% من المقاعد، وحاولوا الاتصال بأعضاء فى المجلس العسكرى لتطمينهم بان مكانة الجيش ستكون محمية فى حكومة مصر الإسلامية الجديدة.
ونقلت الرسالة عن المصدر قوله إن الإخوان بعد نجاحهم فى الانتخابات سيوجهون مصر سريعا لتصبح دولة إسلامية وإن كانت ستعمل مع الحكومات والشركات الغربية، كما نقل المصدر انه عندما علم محمد بديع ومحمد مرسى وسعد الكتاتنى أن محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد انسحب من الترشح للرئاسة، رد بديع قائلا إن البرادعى قد علم أن منصب الرئاسة سيبح الآن شرفيا، بينما ستبقى السلطة الحقيقية فى يد رئيس الحكومة والبرلمان.. وتوقع الإخوان إن يفوز عمرو موسى فى الانتخابات الرئاسية، ولم يكن لدى بديع مشكلة فى هذا الأمر، بل إن قيادات الإخوان رأوا أن موسى سيرضى بدور شرفى كرئيس ولن يتحدى سلطة البرلمان تحت سيطرة الإخوان.
وإلى جانب الموقف داخل مصر، كشف البريد الإلكترونى أيضا عن معلومات تتعلق بالشرق الأوسط، وان حكومة الإخوان كانت تنوى ان تغير العلاقة مع إسرائيل.. وقالت الرسالة "وفقا لرأى هذا الشخص، فإن الحكومة المصرية الجديدة ستعيد تحديد العلاقة مع دولة إسرائيل. وفى حين أنها لن تدعم العمل العسكرى ضد الدولة العبرية، فإنها ستنأى بنفسها عن العهد السابق الذى شهد تعاونا معها. وهذا ما يعنى، بحسب المصدر، إنهاء التعاون مع قوات الأمن الإسرائيلية فى السيطرة على حركة حماس والعتاد الخاصة بها عبر الحدود مع غزة. وأعرب المصدر عن اعتقاده أن هذا سيعنى أنهم فى النهاية كانوا سيقومون بتقديم مساعدة لحماس.