قال قدرى جورسيل، أحد الصحفيين الأتراك المعارضين للنظام التركى، ومؤلف كتاب "تركيا سنة صفر"، إن ما تقوم به تركيا من تدخل فى الشأن السورى ما هو إلا تعمد لإخلال الدولة هناك، وأن ما يتم تداوله مؤخرا حول إرسال قوات برية إلى الأراضى السورية لحسم الموقف خطأ كارثى إذا تم تنفيذه فهو كم هائل الخسائر المادية والبشرية حيث من المؤكد أن يكون هناك وفيات فى صفوف الجيش التركى، الذى سيكون محتلاً لسوريا وبالتالى سوف يتعرض باستمرار للمقاومة الشعبية والجيش السورى والأكراد، كما أن صواريخ الجيش الروسى سوف تحشد أرواح الكثير منه.
أردوغان يصرح من أجل إظهار ذاته
وانتقد الكاتب التركى الرئيس رجب طيب أردوغان قائلاً "أردوغان لابد أن يطلق تصريحات ويزج بتركيا فى صراعات ومواقف دولية محتدة لكى يكون ظاهرا على طاولة المفاوضات فقط، وإن لم يتدخل فى الشأن السورى سوف يشعر وكأن بلاده دون فائدة، وسيتم محو دورها فى المفاوضات على الأوضاع السورية.
وأكمل أن أردوغان لا يتعلم من أخطائه ويحبذ الظهور دائما فى مكان قوة وسيطرة، ولكنه وقع فى الفخ الروسى بسهولة للغاية فى نهاية سبتمبر الماضى، بعدما استفزوا تركيا ودفعوها للمشاركة فى ضرب سوريا، وأسقط الروس طائرتنا على الحدود السورية التركية.
هدف دخول سوريا هو محاربة الأكراد
وعن الهدف الحقيقى للرئيس أوردوغان الذى يدفعه بشدة للتدخل فى سوريا والحرص على ضربها، هو محاربة الاكراد التابعين لحزب العمال الكردستانى التركى وحلفائهم الموجودين فى سوريا ويحتلون أماكن واسعة على الحدود بين البلدين ويعملون دائماً على توسيع أراضيهم، وقال الصحفى التركى "أردوغان هو من فتح البوابة للتنظيمات الإرهابية والتى منها داعش للعبور إلى سوريا من جانبها، من أجل محاربة الأكراد فى سوريا، وألا يكون العمل العسكرى الحقيقى عبئا على تركيا، وساعد هذه التنظيمات على لكى تمتد وتصبح قوى كبرى تهدد بلدان العالم، وكانت أهم الطرق التى تستخدمها تركيا هى العمل على تجنيد الشباب بحجة الجهاد فى سبيل الله، وتفتح لهم الحدود للمرور تحت إشرافها، والانتشار للقتل وسفك الدماء".
الحل العسكرى فى سوريا ليس حلا
وقال المعارض التركى، "لا أتوقع أن يستطيع أردوغان القضاء على حزب العمال الكردستانى والأكراد الذين هم فى زيادة مستمرة وانتشروا فى سوريا والعراق وإيران، وبالطبع تركيا، والحل العسكرى ليس هو حل وإنما استكمالاً لخسائر تركيا.
جدير بالذكر أن أحد المسئولين فى الجيش التركى أكد على أن بلاده ترغب فى التدخل العسكرى فى سوريا ولكن بشكل برى، وقال "نريد القيام بعدد من العمليات البرية على الأراضى السورية بمساندة مع حلفاؤنا الدوليين"، وأكد "أن تركيا ليست هى البلد الذى يمكن أن يشاهد هذه الأوضاع ويقف مكتوف الأيدى، وبدون تدخل برى قوى، فمن المستحيل التوصل لحل حقيقى لوقف القتال فى سوريا".
أردوغان ينقلب على حليفته أمريكا.. ويؤكد: واشنطن تدعم الإرهابيين وعليها الاختيار بين تركيا ووحدات الشعب الكردى.. الرئيس التركى: الولايات المتحدة تصرح فى العلن بشىء وتقول شيئا آخر خلف الأبواب المغلقة