بالصور.. "رحلة إنقاذ بنت الناس من شوارع زايد".. تعانى اضطرابات عقلية وتسير عارية تتحدث أكثر من لغة وتتعرض لتحرش عنيف.. هشام ولؤى يعثران عليها ويناشدان: مفيش جهة رضيت تستلمها والقسم حولها النيابة وعايز

** مواطنة: كانت بدون ملابس فى الشارع ولفيت على كل دور الأيتام ورفضت تاخدها ** تعليق على فيس بوك: رنت علينا الجرس كانت بتحاول تستنجد بينا لأن شباب كانوا مستنينها تحت العمارة ** جمعيات أهلية لا ترد على الهاتف ونجدة الطفل: إحنا مش جهة تنفيذية وشرطة النجدة يسخرون من الاتصال مأساة إنسانية شهدتها مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة،خلال الأيام الماضية، بعدما نشر بعض الأهالى على مواقع التواصل الاجتماعى صورًا لفتاة مراهقة، قالوا إنها تسير فى شوارع المدينة، عارية تماما فى كثير من الأحيان، وبات واضحا من تعليقاتهم، أنها تعانى من اضطراب عقلى بالغ، نتيجة إصابتها الواضحة بمرض "الفصام"، والذى يعانى مريضه من ضلالات وأوهام وتفكير غير سوى، ربما نتيجة مشكلة جينية، أو ظروف سيئة تعرض لها، كما أنها تتعرض للتحرش والمضايقات من عدد من الشباب، إلا أنهم أكدوا أنها "بنت ناس"؛ حسب قولهم، تتكلم أكثر من لغة أجنبية، وتشتم من يضايقونها باللغة الإنجليزية، لكنها تعانى مرحلة شديدة من الاضطراب العقلى تجعلها غير قادرة على الوصول لأهلها. التعليقات دلت أن الكثيرين حاولوا أن يساعدوها دون فائدة، فيما حاول آخرون نهش لحمها والنيل منها، لكن الجميع أجمع أنها "بنت ناس" كما قال كل من رآها تسير عارية فى شوارع مدينة الشيخ زايد، تردد كلمات غير مفهومة بعضها بأكثر من لغة أجنبية، آخرون قالوا إنها ضغطت الجرس على بيتهم محاولة الاستغاثة بهم من مطاردة عدد من الشباب يريد ممارسة الجنس معها، وآخرون قفزت داخل بيوتهم لتسرق منها الطعام، لكنها تبيت فى شوارع المدينة، فيما يحاول البعض إنقاذها. أحد المواطنين أخذ المبادرة لإنقاذ تلك الفتاة، قام بتصويرها وهى تتناول الطعام من صندوق قمامة، ووضع صورتها على صفحة "أطفال مفقودة"، وقال إنه رآها ويطلب أن يساعد أحدهم فى إنقاذها، فكتب على صفحة "يلا نغير زايد" البنت دى تقريبا مختلة عقليا وموجودة بالشيخ زايد حد يقدر يساعد؟"، أنا رحت القسم معملش حاجة وقالى مش اختصاصى". التعليقات أتت بعشرات من الأشخاص الذين شاهدوها فى المدينة على مدار الأيام الماضية، أحد المستخدمات كتبت "ناس أخدوها يلبسوها ما رضيتش تلبس من هدومهم، أوقات بتقول إنها عايشة فى أكتوبر وأوقات تقول إنها عايشة فى المطار، البنت دى بتتعرض لمضايقات كتير من الشباب حوالين المنطق" فيما قال تعليق آخر: "البنت دى امبارح بليل رنت علينا الجرس وكانت بتحاول تستنجد بينا، قعدت على باب شقتنا ومش عاوزة تمشى بابا فتح الباب وقالهم عاوزين منها أيه، لإن كان فى شباب كتير أوى مستنينها تحت العمارة" مغردة أخرى كتبت: "البنت دى أنا لقيتها يوم الأحد اللى فات وكانت فعلا بدون ملابس تقريبا وأخدتها أنا وزوجى وجبتلها لبس ولفيت على كل دور الأيتام ورفضت تاخدهم وقسم الشرطة رفض يعمل محضر وقالى مش اختصاصنا، نيمتها فى العربية بتاعتى والصبح ملقتهاش" وكتبت أخرى: "جاتلى امبارح وأنا نازلة من العربية وطلبت منى سيجارة، وكانت بتتكلم إنجليزى، واضح جدًا إنها بنت ناس وحصلها صدمة عصبية، وللأسف تجردت تماما من هدومها، وولاد الحلال لبسوها بنطلون جينز وتيشرت". التعليقات لم تخل من قسوة، وسخرية على المأساة الإنسانية، أحدهم كتب: "دى عايزة تطلع فى التلفزيون باين"، فيما كتب آخر: "ههه البنت دى مسخرة". تعليقات ساخرة من مأساة الفتاة لكن اثنين آخرين من سكان المنطقة قررا التصرف، وإنهاء أزمة هذه الفتاة، هما لؤى أحمد، وهشام ، الذان قررا أن يجوبا شوارع المدينة بحثا عنها، قضيا الليل كله فى محاولة البحث عنها، حتى عثرا عليها بعد 10 ساعات كاملة، لكنهما بعد العثور عليها اكتشفا أن أكبر متاعبهما لم تبدأ بعد. دوريات للبحث عن الفتاة فى شوارع زايد "انفراد" تواصلت مع "هشام"، الذى أكد على أنهم عانوا أشد المعاناة بعد العثور على الفتاة، فى البداية احتاجوا لتهدئتها، فقد كانت خائفة ومرعوبة وهى موجودة فى أحد المولات، وحاولت الهرب قبل أن تطمئن لهم، وبدأوا رحلة البحث عن جهة تنقذ هذه الفتاة. يقول هشام: "اتصلنا بجمعية "معا لإنقاذ الإنسان" والمختصة بتلك الحالات، فلم يردوا علينا أصلا، ثم تواصلنا مع خط "نجدة الطفل"، وقمنا بعمل محضر، وطلبنا منهم إرسال من يستلمها، لكنهم ردوا عليهم أنهم ليسوا جهة تنفيذية، ولا نستطيع استلامها". واستكمل هشام حديثه فى مكالمة هاتفية مع "انفراد": "كلمنا شرطة النجدة اللى بياخدوا الاتصال فضلوا يضحكوا ويتريقوا علينا، فى النهاية لقينا دورية شرطة معدية فى الشارع بالصدفة، كلمنا الظابط وحكينا له الموضوع، وكان محترم وقرر ياخدها القسم بعد طول عناء، أنا دلوقتى وكذا حد من ولاد الحلال رجالة وستات موجودين فى النيابة، عايزين حد يساعدنا فى إننا نلاقى أهلها، وعايزين القاضى يوديها مكان تتعالج فيه لأن واضح إنها اتعرضت لصدمة جامدة، عايزين حد ينقذ البنت دى من كلاب الشوارع، إحنا لما لقيناها كان فيه شباب مش متربيين عايزين ينهشوها وبيقنعوها ياخدوها معاهم البيت، ودى روح بريئة ما تستاهلش اللى بيحصلها ده". الفتاة فى قسم الشيخ زايد وتابع هشام: "لازم حد يساعدنا نلاقى أهلها، البنت بتتكلم لغات، وواضح إنها بنت ناس، قالت لنا إنها كانت فى "المعمورة" فى الإسكندرية، وساعات بتقول إنها كانت ساكنة فى "كومباوند" البنوك فى 6 أكتوبر، بتقول إن أبوها محامى كبير بس مريض دلوقتى، حرام نسيب بنت صغيرة ومريضة زى دى فى الشوارع، إحنا كمان مستعدين نتكفل بمصاريفها ونلم من بعض، لكن محتاجين جهة تاخدها وتعالجها من مرضها العقلى".