الفنانة التشكيلية شاليمار الشربتلى فى ندوة انفراد:أخطط لجمع لوحات"أطفال التوحد"وبيعها لصالحهم.. وتوكد:يصعب التحدث عن المخرج عمر زهران لأنه يقاسمنى الحياة وفى مكانة الأخ..ومن شوه خالد يوسف سأسحقه

• لو فتشنا لكى نبحث عن أسباب العداء سنجد ألف سبب.. لكن العداء لن يسهم فى تقدم البشرية ولا رقيها لذا يجب التفتيش عن أسباب المحبة • لن أسامح من شوه زوجى "خالد يوسف" لأنه انتهك قداسة عيون ابنتى ومن يقترب منها أسحقه • أمى "المصرية" سبب اتجاهى للفن لأنها خريجة فنون جميلة وعلى ألوان "بالتتها" فتلونت عيونى • جرائد إسبانيا قالت إننى "بيكاسو القادم" وحينما عملت بنصيحة الأستاذ محمد حسنين هيكل وزرت معرض بيكاسو ظللت شهرين لم أمسك ريشة • السينما لعبت دورًا مخزيًا فى تشويه الفنان التشكيلى كما شوهت الرجل الخليجى وصورته وكأن كل ما يفعله فى الحياة إلقاء الأموال على الراقصات كان اللقاء حافلاً بالمحبة عامرًا بالود، حيث احتفل "انفراد" مع الفنانة العربية شاليمار الشربتلى بتنصيبها سفيرة للنوايا الحسنة ومنحها درجة الدكتوراه المهنية من جامعة بوسطن بأمريكا فى الفن التشكيلى، وأثناء زيارتها القصيرة لمصر التقينا بها وسط احتفاء واحتفال بفنانة عربية استطاعت أن تصل إلى العالمية وأن تبتكر تيارًا فنيًا جديدًا هو الـ"موفنج أرت" أو الفن المتحرك الذى يمنح الحياة لونًا آخر غير الألوان التقليدية البائسة.

وفى اللقاء الذى شهد تسليمها درع "انفراد" تحدثت الفنانة العربية زوجة المخرج والنائب البرلمانى خالد يوسف وأم ابنته عن كل شىء بقوة وطلاقة وعفوية وانطلاق، لتؤكد بسلوكها هذا أن الفنان الحقيقى هو الذى يخلع قناع الزيف ويتحلى بالمكاشفة، وهذه الصفة الأخيرة هى التى تصلح عنوانًا كبيرًا للحوار.

"اختيارى سفيرة النوايا الحسنة ينبع من شيئين، هو أن تكون راعيًا للخير والأهم أن تكون مؤثرًا فى المجتمع، وأن تكون صاحب رسالة ما بين العرب والغرب".. هذا ما قالته "شاليمار" حينما تحدثت عن أسباب اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة، وعما يشغل بالها الآن بعد هذا التنصيب الرفيع هو إرسال رسائل سلام للعالم المنتفض الآن اتجاه الإرهاب عن طريق تجاوز الألوان والأعراق والجنسيات والعصبيات والانتصار للإنسانية، ونبذ كل ما قد يسهم فى خلق العداوة، فإذا نظرنا إلى التاريخ القديم والحديث سنجد أن كل العالم كان عدوًا لكل العالم فى وقت ما، فنحن نرى أن الغرب احتل العالم العربى والعالم الغربى يرى أن العرب احتل الأندلس، ولو فتشنا لكى نبحث عن أسباب العداء سنجد ألف سبب، لكن العداء لن يسهم فى تقدم البشرية ولا رقيها، لذلك يجب علينا أن نفتش عن أسباب المحبة لا العكس. لذلك فإننى أرى أن العرب فى حاجة إلى توجيه رسالة سلام للعالم مثلما فعل الملك عبد الله فى 2006 فى المبادرة الراقية التى اطلقها تحت اسم "حوار الأديان"، لأن العالم يجب أن يحمى بعضه.

وكما أن للفنان همومًا عالمية، له أيضًا همومًا إنسانية.. هذا ما عبرت عنه "شاليمار" فى حديثها عن نيتها لتبنى حملة كبيرة من أجل أطفال التوحد قائلة: أطفال التوحد لديهم قدرات ومواهب عظيمة للغاية وبعضهم يرسم بطريقة مدهشة، لذلك فإنى أفكر فى جمع لوحاتهم داخل معارض عالمية ويتم إنفاق المال العائد عليهم من إنتاجهم حتى لا ينتظروا أموالاً من أحد، كما أن هذا يزيدهم سعادة، وأؤكد أن هذا ليس من باب العطف، ولكن اقتناعًا بموهبتهم.

أما عن الأزمة التى عاشتها "شاليمار الشربتلى" باعتبارها زوجة المخرج خالد يوسف، وأصدقائها الذين وقفوا معها فتقول: جميع أصدقائى "الأصلاء" وقفوا بجانبى، وكل ما قيل على شاشة التليفزيون بخصوص أزمة المخرج خالد يوسف، تصدى له الكاتب الكبير خالد صلاح، وقد شكرت كل من وقفوا بجانبى فى آخر حوار أجريته، لكنى للأسف نسيت أن أذكر صديقى الفنان المخرج عمر زهران لفرط قربه من عائلتى، وفى الحقيقة فإننى لا أستطيع أو أوفى عمر حقه ما حييت لما يحيطنا به من محبة وأخوة وصداقة تتعدى حدود الصداقة وتدخل فى حدود الأخوة، فعمر بالنسبة لى واحد من العائلة، وأراه عمًا لابنتى، ودائمًا ما أقول إن من يريد أن يحصل على رضا ابنتى فعليه أولاً أن يحصل على رضا عمر، وبالتالى هو مثل أشقائى، ومن الصعب التحدث عنه لأنه يقاسمنى الحياة فهو أكبر من أن أشرحه بكلمات وهو فى مكانة الأخ والعائلة وليس فى مكانة الصديق، أما عن هذه القضية وتفاصيلها، فإننى أؤكد أننى لن أتسامح مع من أثارها ولن يتم بيننا صلح، والقضية التى حررتها ضده ما زالت فى مساراتها القانونية، ولن أسامحه لأنه انتهك قداسة عيون ابنتى ومن يقترب من ابنتى أسحقه، فالخوض فى الأعراض ليس مقبولاً، ذلك فإن عدائى لهذا الشخص سيظل طوال الحياة وأنا أثق فى قضاء مصر العادل الذى سيضع هذا الشخص وراء القضبان وسألتقط معه صورة "سيلفى".

أما عن بداياتها الفنية وقصة صعودها الفنى تقول شاليمار: أنا ولدت من أب سعودى وأم مصرية خريجة فنون جميلة، فتلونت عيونى بشكل ألون "بالتته" الألوان التى تستخدمها، بدأت موهبتى وأنا فى الثالثة من عمرى، عندما رسمت لوحة وذهبت لكى أعرضها على أمى فسألتنى من رسم هذا، فرديت عليها أنا يا أمى، ولما لم تصدقنى طلبت منى أن أرسم أمامها، وكانت أمى من إحدى نعمات الله علىَّ، فأمى كانت تسعرنى بمسئوليتى تجاه نفسى فلم تطلب منى يومًا أن أذاكر ولكنها تتطلب منى أن أرسم، فأسرتى انتبهت لموهبتى واهتمت بى.

نسألها: ماذا عن شعورك حيال ما ينشر عنك فى الصحافة العربية والعالمية وتحقيقك لهذه النجاحات المتتالية؟ فتقول: عندما كتب على صفحات جرائد إسبانيا شاليمار الشربتلى "بيكاسو" القادم، فهذا التشبيه أزعجنى للغاية، وقلت لنفسى أين أنا من بيكاسو؟ وهنا تحضرنى قصة عن هذا الفنان العظيم الذى نصحنى الأستاذ محمد حسنين هيكل ذات مرة بأن أزور أحد معارضه وحينما زرته أنا وزوجى خالد يوسف رجعت من ذلك المعرض وأنا فى حالة ذهول وعزوف عن الرسم ظلت شهرين كنت خلالهما أقول لنفسى: هذا ما رسمه بيكاسو فماذا سترسمين أنتِ؟ فحينما كنت طفلة صغيرة ابنة الثالثة عشر كنت أذهب إلى الفنان عبد العال حسن الذى أعده من أهم الفنانين وأفرح بثنائه على لوحاتى الصغيرة، وكنت أسمع أشعار فاروق جويدة وأحولها للوحات، وفى ذلك الوقت تقابلت مع رئيس التحرير المحترم لويس جريس، الذى أخذنى لرسم غلاف مجلة صباح الخير وأجرى معى حوارًا، وفى تلك اللحظة أحسست أننى فى حلم لا أريد أن استوعبه، لأن والدى قال لى "يوم ما تصدق أنك غنى فأعرف أنك افتقرت"، ثم افتتح لى معرضًا فى إحدى الفنادق ونجح نجاحًا كبيرًا وسمعت أصداءه بشكل واسع، وسافرت إلى السعودية ووضعت لوحتى بجانب الفنان عبد الحليم رضوى، وكان أهم فنان تشكيلى فى الخليج، وعندما عرضت لوحاتى مع خوان راميريز الوريث الشرعى لـ"سيلفدور دالى" ورسمت بريشته زعيم السريالية فى العالم توقفت أحاسيسى ولم أستطع أن أصدق أنى ممسكة بنفس الريشة التى كان يرسم بها "دالى".

نسألها: أشرتى فى كلامك فى أكثر من مرة بإصبع الاتهام لدور السينما فى تشويه صورة الفنانين التشكيليين فكيف هذا؟ فتقول: نعم السينما لعبت دورًا مخزيًا فى تشويه الفنان والتعامل معه باعتباره من ساكنى الأبراج العاجية، ومن المتحذلقين فى الحديث المتعمدين ترديد المصطلحات المبهمة، كما شوهت الرجل الخليجى وصورته وكأن كل ما يفعله فى الحياة هو إلقاء الأموال على الراقصات، وأغفلت دور الكثير من أبناء الخليج النجباء الذى صنعوا طفرة فى الخارج، وهذا للأسف يعمق من ثقافة الكراهية التى نعانى منها الآن، ونحن ننتظر من مصر دائمًا أن تقود العالم العربى كله نحو المحبة والفن والتقدم والتحضر، وهنا أتذكر قول الشاعر الكبير فاروق جويدة حين قال: حينما غنت مصر هذه ليلتى انضم العالم العربى من حولها وحين غنت بحبك يا حمار انفض العالم العربى من حولها.

توجهنا لها بالسؤال، تقولين إن أوربا تقدرك وتكرمك فهل معنى ذلك أن العرب لم يقدروكِ؟.. لتجيب قائلة: أنا إن لم أقدر فى مصر وفى وطنى لم أصل لـ10% من عالم الغرب، فكل ناكر لفضل أوطانه العربية فلن يصل لأنه بلا شطان سفن مهاجرة بلا أوطان، لقد رسمت فى مصر وأنا فى سن الثالثة عشر إذًا فإنى قُدرت، وذهبت المملكة العربية السعودية وكنت أول امرأة فى الخليج تصنع جداريات، وكان ذلك عام 2005، لإرسال رسالة للعالم أجمع أن التماثيل ليست حرامًا، وإن قدرت من الغرب ولم أقدر من الشرق فلا يعنينى الغرب بشىء، ففى النهاية أنا شرقية وعربية من الصميم، وكل شىء محسوب عليكِ كعربية، فإن لم أكن عربية فأنا بلا هوية، ولن يتقبلك العرب ولا الغرب.

وبسؤالها: من أين أتت لك فكرة الخروج من اللوحة والانتقال بها لتنفيذها على السيارات؟ قالت: أنا أكره دائًما شكل الألمونيوم واللون الفضى، فأنا كنت أسير فى الشارع وأرى السيارات فى الطرق وأشعر بإحساسها الحديدى الصلد فأنزعج، وعندما شعرت بكل ذلك بدأ يتكون عندى حلم أن ألون سيارتى فى العام 2006، وقد تحقق ذلك عام 2015، وكانت المشكلة فى البداية هى المادة المستخدمة فى الرسم فإن رسمت بألوان جواش أو أكريليك من السهل ازالتها بالماء، وإن رسمتهم بالزيت ستتلوث بالتراب، حتى قال لى أخى متحديًا: هترسمى بالدوكو يعنى؟ فقلت له نعم سأرسم بالدوكو، وعندما بدأت الرسم اكتشفت أن الدوكو يجف كل ثلاثة ثوانٍ، فأصبحت فى معركة مع الألوان، ولكنى استطعت أن أنتصر فى هذه المعركة التى استغرقت 15 يومًا لرسم سيارة واحدة.

استكملنا حوارنا معها بسؤال: ماذا عن فكرة تنفيذ الرسومات على الملابس التى اتبعتها مؤخرًا؟ فأجابت: استكمالاً لتنفيذ اللوحات على السيارات، جاءت فكرة تنفيذها على الملابس، وذلك لأن الذوق العام فى انحدر، فألوان المفروشات وتصميمات البيوت تقليدية وليس بها ذوق، وللأسف فقد وجدت أن الملابس أيضاً ليس بها حس فنى وطغت عليها الثقافة الأمريكية السطحية باستعراض ماركاتها المكتوبة باللغة الإنجليزية، لذلك فكرت بأن أنقل اللوحة إلى الملابس، وبدأت تتمحور الفكرة وبدأت تتحقق ونقلتها على البنطلونات، مستخدمة مادة الدوكو أيضاً، وقد لاقت استحساناً كبيراً وبدأ تطعيمها بالأحجار الكريمة والألوان المختلفة، وحالياً أعمل على نقل هذه التقنية إلى الستائر والأنتريهات.

فى ختام حديثنا مع الفنانة التشكيلية شاليمار الشربتلى سألناها: هل تقنية الفن الحركى أبعدتك عن اللوحات التقليدية؟ فأجابت: لا لم تبعدنى عنها، مثل الكاتب فاروق جويدة عندما يكتب مقالات يظل شاعراً فى النهاية، فاللوحة هى الحقيقية والأساسية بالنسبة لى.




















































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;