أرذل الكلام هو الذى تسوقه أفواه ذوى القلوب المريضة الحاقدة، وأقبح أنواع الاستغلال ذلك الذى يرتدى فيه الذئب ثوب "الحملان" لخداع الناس وتمرير مصالحه القذرة، وهذا النهج الذى يسير عليه النظام القطرى الحالى أصبح مفضوحا للجميع وعلى رأسهم الشعب القطرى الذى بدأ يعيش حالة من التضجر من سياساته التى ستؤدى بإماراتهم إلى الهاوية.
بلغ التناقض والكذب القطرى مداه، ففى الوقت الذى تتلقى فيه جماعة "الإخوان المسلمين" كل الدعم والمساندة من النظام القطرى بقيادة تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى، الداعم للإرهاب والتطرف بالمنطقة، أقر مهندس العلاقات المشبوهة "الإيرانية - القطرية" وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، خلال لقاء تلفزيونى له إن الجماعة تنظيم إرهابى.
تصريحات آل ثانى الأخيرة خلال لقاءه مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، وهو متجهًا من نيويورك إلى باريس فى جولة استجداء جديدة للغرب، أكدت مدى كذبه على العالم بالكامل، فزعماء التنظيم وقياداته وعلى رأسهم شيخ الإرهاب "يوسف القرضاوى"، الذى يحجز مكانا خاصا فى الديوان الأميرى فى كل مناسبة عامة بجوار تميم، يعيشون فى الدوحة ويتلقوا كل الدعم والتمويل من شيوخها.
وقال آل ثانى، فى زلة لسان له ، دفاعا عن إمارته بأنها لا تدعم الإرهاب، "بخصوص القاعدة والإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المتطرفة الإرهابية فأن الدوحة لا تدعمها"، وهو ما يؤكد أن النظام القطرى يعلم تماما إن الإخوان جماعة إرهابية ولكنه لا يريد الاعتراف بذلك.
وتداول نشطاء خليجون على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو اعتراف آل ثانى بإرهابية جماعة الإخوان، والذى جاء فيه عدة تساؤلات حول من يدفع المليارات لخدمة أجندة التنظيم المشبوهة؟، ومن يأوى قيادات التنظيم فى الدوحة وعلى رأسهم شيخ الإرهاب يوسف القرضاوى؟، ومن يوفر الملاذات السياسة والجغرافيا للتنظيم؟، مضيفا أن كل تلك الأسئلة تنتظر زلى لسان جديدة من النظام لاقطرى ورموزه.
وزير النفى والكذب
ويتعمد آل ثانى فى جولاته المكوكية إحراج بلاده الداعمة للتطرف، فلا يتوقف عن التفوه بسيل الاتهامات الواهية، حيث فاجئ الجميع بتصريح هزلى بعد اتهامه "الرباعى العربى" الداعى لمكافحة الإرهاب بأن إجراءاتهم تدفع قطر نحو إيران، وذلك بعد شهر من إعادة قطر سفيرها لطهران.
وقال الوزير القطرى فى محاضرة له أول أمس الإثنين، فى المعهد الفرنسى للعلاقات الدولية: "إنه ليس أمام قطر أى بديل سوى اللجوء إلى إيران"، مواصًلا التعنت القطرى فى ظل وجود حلول بديلة أسهل أمام الدوحة متمثلة فى الرضوخ للمطالب الـ ١٣ واحترام دول الجوار وعدم التدخل فى شئونها ووقف دعم وتمويل الجماعات المتطرفة.
وفيما لم تبدى الدوحة أى بوادر للحل والحوار مع الدول الأربع، أكد الوزير القطرى أنه رغم الخلافات مع طهران حول العديد من القضايا الإقليمية إلا أنهم قرروا حلها بواسطة الحوار، فى موقف يطرح تساؤلات عديدة حول توجه الدوحة المستقبلي، ولماذا ترضخ للحوار مع طهران وترفضه مع الدول الأربع.
وفى قراءة متأنية لحديث الوزير القطرى فهو يحذر من تقديم قطر هدية لإيران، لاعتبارات عدة منها خوفه من التمدد الإيرانى فى الإمارة الخليجية، ورغم ذلك تجد الدوحة تمد يدها لمصافحة طهران بشكل علني، ويصفها وزير الدولة القطرى للشئون الخارجية سلطان المريخى خلال الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة بـ"الشريفة".
أحضان إيران
ما سبق يؤكد أن الوزير القطرى يجهل ما يحدث فى بلاده تحديدًا، أو لم يمكنه عقله من معرفة مجريات الأحداث فى المنطقة، فقد خرج بتصريحه المفضوح ليكشف الخبث القطرى، فهدد بفعل المفعول سالفًا، وأن المقاطعة الاقتصادية المفروضة على إمارة الإرهاب تدفعها إلى التقارب مع إيران اقتصاديا.
وتناسى آل ثانى عمدا أن إمارته منذ زمن ليس بعيد لم تفارق حضن الملالىفى إيران، إذ فقد بدأ التعاون جليًا منذ عام 2015 حينما وقعت الدوحة على اتفاقية مع "الحرس الثورى الإيرانى" لتعزيز التعاون الأمنى بينهما، ووقعت فى العام نفسه مع قائد حرس الحدود الإيرانى قاسم رضائى ومدير أمن السواحل والحدود القطرى على أحمد سيف البديد على اتفاقية أمنية بذريعة حماية الحدود المشتركة بين البلدين.
وزير الخارجية القطرى غاب عنه التقارب مع الطهران حد العناق وتطابق سياسة البلدين تجاه دول المنطقة، فإيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب تعى دور الدوحة فى دعمها المادى والإعلامى للجماعات الإرهابية.