تحتل قرى الجيزة القليوبية والغربية والمنوفية والفيوم وبنى سويف أعلى المحافظات لتجاوز مزورى عقود الزواج وتهديد حياة الأطفال، حيث ينتشر نوع جديد من التجارة الرخيصة بعيد عن أعين القانون والرقابة لمحترفين النصب من مأذيين تحت السلم والمحامين وأئمة المساجد الذى أخذوا من وظيفة للاتجار فى مستقبل بنات مصر مصدر ربح لهم وهما لا علاقة لهم بالمهنة من قريب أو بعيد ليرتكبوا جرائم فادحة فى حق الزوجات والفتيات القاصرات والمطلقات لتصبح أجسادهم سلع رخيصة تباع وتشترى ويتم السمسرة فى حياتهم ومستقبلهم مقابل مبالغ مالية مستغلين فقر أهلهم وسعيهم لستر بناتهم والتخلص من همومهم لتنتهى زيجاتهم بكوارث فمنهم من ضاع حقها فى أثبات زواجها ومنهم من وجدت نفسها مطلقة بلا وثيقة وكثير من الفتيات تنتهى قصتها وراء قضبان السجن .
بحسب قطاع الأحوال المدنية يتم ضبط قضية زواج قاصرات بعقود وهمية كل يومين وربع أى بمعدل 12 قضية فى الشهر لتصل النسبة السنوية ما بين "144-200" قضية سنوية بخلاف ما يتم فى الخفاء ولا يكشف إلا بعد وقوع كارثة.
كما جاءت المراكز المهتمة بقضايا المرأة وأكدت أن نسبة 90% من زواج الحدث الذى يتم بعقود مزورة يسفر عن جريمة وأن نسبة إقدام الفتيات القصر على محاولة الانتحار خلال عام 2015 كانت 10% من أجمالى الزيجات ونسبة 2% من محاولة الانتحار كانت من الذكور الذى تزوجن فى سن صغير.
نسبة الدعاوى لأمهات قاصرات أمام محاكم الأسرة خلال عام 2015 وعام 2016 الباحثات عن حقوقهم بعد الزواج بعقود مزورة أكدت أن عدد دعاوى" أثبات الزواج 16الف,اثبات النسب 14 الف,النفقة 12الف" ,فيما تصل مدة دعوى أثبات النسب أو أثبات الزواج أمام محاكم الأسرة فترة ما تقارب سنة الى سنة ونصف.
أكدت الإحصائيات الرسمية لمركز الإحصاء والتعبئة أن النسبة الأكبر من زواج الحدث يصل من 30 إلى 40% بالصعيد والقرى والأرياف و90 %منها يعقدها مأذون "شرعى" يتحايل على القانون مقابل مبالغ مالية.
نقيب المأذونين الشيخ إسلام عامر لـ" انفراد"، عن نسبة الزواج العرفى والمتمثل فى زواج القاصرات، أكد أنه أنتشر بصورة مفزعة لتصل لأكثر من 60% بسبب أئمة المساجد الذى يتسببوا فى 90% من الحالات ومن أشهر القرى التى يتم فيها عمل ذلك قرية طوخ وقرية العمار وقرية صمط الجزيرة .
وأضاف: أن مشكلة زواج القاصرات تتمثل فى جشع العديد من المحامين ومنتحلى صافتنا والبعض من أئمة المساجد الذى يتخذون قال الله ورسوله ستار واستغلال الفتيات وتدمير مستقبلهم بعد أن يقوم منتحلى صفة مأذون للأسف بارتكاب أبشع الجرائم بعمل قسايم –شهادات- زواج مزورة فتصبح الزوجة دون وثيقة تثبت زواجها وتضيع حقوقها .
محامى: التهم الموجهة لهم التزوير وانتحال صفة مأذون وتسهيل أعمال منافية للآداب
قال محامى الأحوال الشخصية "خالد شهاب" زواج القاصرات يعد استغلالا جنسيا للأطفال يجب معاقبة من يفعله أو يقوم به سواء الأبوين أو المحامين أو الوسطاء" و النيابة العامة تستند فى توجيه الاتهام الى قانون الطفل المصرى الذى اقر العام الماضى أن ذلك الزواج استغلالا جنسيا يعاقب عليه القانون"
وتابع: القانون يشترط بلوغ الفتاة سن ال 18 للزواج، ويخضع زواج القاصر إلى قانون العقوبات وذلك لأنه يعتبر تزوير فى محرر رسمي، ويعتبر هذا الزواج غير صحيح قانونيا لأن الفتاة تعتبر طفله حتى بلوغها سن 18 وقبل هذا السن لا يجوز للفتاة أن تتزوج طبقا لقانون الأسرة والأحوال الشخصية الجديد .
وأكمل : التهم الموجهة لمن ينتحلون صفة المأذون التزوير وانتحال الصفة وتسهيل أعمال منافية للآداب بموجب شهادات زواج غير قانونية.
وقائع تشهد على بشاعة جرائم التزوير فى حق الزوجات وفق محاكم الأسرة وسجلات محاضر أقسام الشرطة التى وثقت الحالات بعد وقوع الكارثة
أمام مسجد من مافيا زواج القاصرات.. فى قبضة الأمن وبحوزته 84 عقد زواج
تمثلت أخر واقعة فى القبض على "محمود. إ" أمام مسجد بمحافظة البحيرة بقرية النجاح من مافيا زواج القاصرات وبحوزته 84 عقد زواج"عرفى-غير رسمى-غير مسجل-زواج قاصرات) أثناء ارتكابه جرم تزويج قاصره وهى ليست الحادثة الأولى له بحسب الجهات الشرطية.
صاحبة الـ14 عام تستغيث بعد تزوجيها بعقد مزور:طردنى أولاده خوفا على الميراث
"ميرفت ش" صاحبة الـ14 عام وابنه قرية نهايا بمحافظة الجيزة، لجئت لمحكمة الأسرة بإمبابة لكى تستغيث مما حدث لها بعد أن تم تزويجها بشكل صورى على يد أمام مسجد بمركز الصف على عجوز يبلغ 67 عام ومن وقتها وهى لا تجد من يجلب لها حقها بعد أن طردها أولاده عندما علموا بحملها بصبى خوفا على مشاركتهم لهم بالميراث.
سعاد صاحبة الـ 15 عام تجبر على الزواج من عربى تحت مسمى "السترة"
عانت سعاد أمام محكمة الأسرة بالقليوبية لكى تثبت ما تعرضت له ما زوجها الثرى العربى ولكن دون حل فهو أخذ غرضه طوال 7 ليالى بوثيقة مزورة على يد إمام مسجد يحمل شهادات زواج مزورة لمأذون متوفى وقاسمها فى مهرها وما تحصل عليه أهله وفر هاربا وتركها دون سند قانونى لوضعها معلقة لا هى متزوجة ولا مطلقة.
سهره تستغيث بمحكمة الأسرة بعد إجبارها على الزواج من أرمل لتربى أبنائه الثلاثة
لم تكن سهره عبد الله صاحبه الـ13 عام أحسن حالا ممن سابقوه فهى تعرضت للعنف على يد زوجة أبيها بعد أن قتلت طفولتها وأجبرتها على الخروج من المدرسة والخطبة لأرمل لديه 3 أبناء لتذهب لتريبيهم وتعاقب على أنها تمتلك جسد تمله ملامح الأنوثة رغم صغر سنها لتجد نفسها تتزوج زواج بعقد مزور كونها قاصر تحت الخوف عليها من الفتن لتطلق بعد ان ترزق بفتاة ولا تجد من يعولها وأبنتها ولا ما يثبت زواجها بعد هروب منتحل صفة المأذون وهى تقف أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة.
ضحية النصب بالزواج بعقد مزور من سمسار منتحل صفه مأذون بالدويقة تم تزويجها مقابل مبلغ مالى وفر هاربا قالت :"زوجنى وأنا بسن 16 عام بعقد عرفى وعندما حدثت خلافات مع زوجى بعد شهر من الزواج بحثت عن ورقة تثبت وضعى ونسب أبنى فلم أجدها"
ضحية أخرى لمنتحل صفة مأذون أو السمسرة بمستقبل الفتيات من مافيا مأذونين تحت السلم"إيمان.سيد" صاحبة المؤهل المتوسط والمتزوجة على يد نصاب مقر مكتبه بالدويقه لتقول لنا قصتها:" كنت أبلغ من العمر 16 عام عندما جاء لى المأذون "ن.ط" بعريس وقال لأهلى بإنه ميسور الحال وسيتكفل بكل مصروفات زواجى وسيجعلنى أعيش فى مستوى مادى جيد ويحرم أهلى من الأعباء المادية مما جعل أهلى لا يتردووا ووافقوا على الفور بتزويجى منه رغم عدم بلوغى السن القانونية لذلك بسبب ظروفهم المعيشية السيئة.
وتابعت: تعرض للعنف والضرب والأغتصاب والحرمان من الطعام والشراب على يد زوجى"م.ن" مستغلا ضعف وقلة حيلة أسرتى وهنا كان يجب على البحث على وسيلة لتأمينى فبحثت عن عقد الزواج ولكنى لم أجد أثر للشخص الذى عقد لنا القران والمكتب الذى تم به الزواج عند ذهابنا له كان قد أغلق .
وأكملت: لجئت لزوجى بحسن نيه لمحاولة مساعدتى ظنا منى أنه سيكون مهتم للبحث عن وثيقة الزواج ولكنى أكتشفت أننى أخذت أكبر مقلب فى حياتى فبعدها لم أراه وفر هاربا وعلمت أنه كان متفق مع المأذون لخداعى وتدمير حياتى وأخذ غرضه فى التمتع بى كسلعة مقابل مبلغ مالى كبير تحصل عليه ولكنى وقتها كنت قد أصبحت أحمل فى أحشائى طفل لا نسب له ولاذنب له فى الحياة إلا أن الفقر والحاجة جعلوا أهلى يبعونى بالرخيص من أجل يزيحوا همى عنهم،وحتى الشقة التى أوهمنى أنها ملكه طرد منها بعد أن أتضح أنه إيجار مفروش وعليه ديون لصاحب المنزل.
وأستطردت الزوجة المعنفة إيمان والتى تبحث عن حل لمشكلتها: الأن لا أدرى ماهو الموقف القانونى هل أنا مطلقة أم متزوجة فى ظل ضغط أهلى عليا للموافقة بعريس أخر ولكن ماذا سيقولوا له ولا أنا لا وثيقة لدى تثبت موقفى الحالى.
أما شادية عبدالله البالغة من العمر 16عام والمقيمة بقرية صمط الجزيرة والتى تزوجت من عجوز سعودى بالغ من العمر 60 عام بعقد مزور عن طريق منتحل صفه مأذون هارب من أحكام والتى أقامت دعوى أثبات زواج ونسب لطفلتها"هناء" .