ريلاركس.. "إشاعة عطر ".. 5 دول تقع فى خدعة "البرفان السام".. شائعات المنتجات الوهمية تجتاح فيس بوك .. انتشرت فى الجزائر والإمارات والسعودية ومصر والأردن وانتهت إلى لا شىء.. ولا يوجد حالات إصابة أو

عطر قاتل ينتشر فى الأسواق، ويقتل فى مدة 3 أيام فى حال استخدامه ، تحذير أطلقته وزارة التموين فى بيان لها، مطالبة المواطنين بالحذر الشديد فى استخدام هذا العطر أو شرائه، أعقبه حملات من الوزارات على مختلف الصيدليات وتدخل من وزارة الصحة بالتأكيد ، أنه لا صحة لكل ما يتردد عن وجود أى حالة مصابة جراء استخدام العطر السام المعروف باسم عطر ريلاكس بعد انتشار شائعات تروج أنه يسبب الوفاة بعد 3 أيام من استخدامه. البداية من الجزائر بداية انتشار الخبر لم يكن من مصر، وإنما كان من الجزائر، من خلال خبر نشرته عدد من المواقع والصحف الجزائرية ونسب لوزارة الدفاع الجزائرية، يحذر من تداول عطر اسمه "ريلاكس"، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى الموت المفاجئ بعد فترة من استعماله. وقالت صحيفة "الخبر" الجزائرية، إن إرسالية عسكرية تم تسريبها موجهة من الناحية العسكرية الأولى بالبليدة إلى المديرية الجهوية لمصالح الصحة العسكرية تحت رقم 8331 بتاريخ 15 أغسطس 2017، أكدت أن العطر القاتل تم اكتشافه بعدد من الدول العربية، وذكرت بعضها مثل مصر والعراق والكويت والبحرين ولبنان والسودان. وأفادت وزارة الدفاع الجزائرية أن التحاليل التي أجريت على العطر، أثبتت، بعد إخضاع المستعملين له لفحوصات طبية، أنه سام وأن أعراضه لا تظهر مباشرة بعد استعماله، بل لها مفعول متأخر قد يمتد إلى 3 أو 4 أيام بعد رشه. الخبر فى المواقع الجزائرية منذ أكثر من شهر الغريب أن هذا الخبر الذى تم نشره منذ حوالى شهر فى المواقع الجزائرية أعقبه إعلان وزارة التجارة في الجزائر أن نتائج التحقيقات الأولية بشأن "العطر السام" كشفت "عدم وجود هذا المنتج في السوق الجزائرية"، إلا أنها في الوقت نفسه أكدت أن التحقيق لايزال مستمرا على أن تنشر نتائجه "في الوقت المناسب". وقالت الوزارة، في بيان: "تبعا للمعلومات المتداولة في بعض القنوات التلفزيونية العربية وشبكات التواصل الاجتماعي عن وجود خطر ناتج عن استعمال عطر يحمل العلامة رولاكسي و مسوق في بعض البلدان العربية مثل مصر والمغرب واليمن.. قامت وزارة التجارة بفتح تحقيق للتأكد من صحة هذه المعلومات". وزارة التجارة الجزائرية لم تجد المنتج ولم تتمكن من تحليله وأشار البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء الجزائرية "واج" إلى أن الوزارة "تعلم جميع المواطنين بان استيراد العطور يخضع لرخصة مسبقة تسلم من طرف مصالحها، حيث لم يتم تسليم أي رخصة لهذه العلامة". ولم تعلق الوزارة على الخبر الأول الذى نشر فى الصحف الجزائرية ، والذى يفيد بوجود هذا العطر السام والتحذير من استخدامه . الشائعة تنتقل إلى مصر والوزارات تتحرك من الجزائر إلى مصر ، انتقل الخبر ، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعى ، بنفس الآلية ، وأعقبه البيانات التى صدرت من وزارتى التموين والصحة ، وكذلك مجلس الوزراء ، ورغم تحذير وزارة التموين إلا أن العطر المذكور لم يتخطى طور النشر عنه وعن اسمه دون التوصل إلى أى عبوة لهذا المنتج ، حتى بعد كل الحملات التى قامت بها وزارة التموين فى مختلف الصيدليات ، وكذلك بعد مطالبة وزارة الصحة المواطنين الاتصال والإبلاغ فى حال شراء أى مواطن لهذا العطر ، مؤكدة أنها لم يصلها أى حالة مصابة نتيجة استخدام هذا العطر. الإمارات تنقى وجود المنتج فى أسواقها فى الوقت نفسه نفت دولتا الإمارات والأردن، وجود هذا العطر فى أسواقها ، أو وجود أى حالات إصابة نتيجة استخدامه. وبالتالى نحن أمام عطر خفى غير موجود فى أى سوق من أسواق الدول العربية التى أصابها الرعب بسببه ، وكذلك لا يوجد أى حالة مصابة نتيجة استخدامه ، وكل ما تم تداوله عنه مجرد تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعى بالأخص " الفيس بوك" ، واخبار فى بعض الصحف والمواقع . ما سبق يشير إلى احتمالية أن عطر "رولاكس أو ريلاكس" ، ما هو إلا مجرد شائعة ، انتشرت كالنار فى الهشيم فى أربع دول عربية ، دون وجود أساس حقيقى لها . ريلاكس ليس العطر الأول .. شائعة عطر " لافلى lovely" السام انتشرت منذ سنوات وما يزيد من هذه الاحتمالية ، هو أن أسطورة العطر السام والقاتل لم تكن الأولى من نوعها ، وريلاكس أيضا لم يكن الأول ، وإنما نفس الشائعة، بنفس التفاصيل انتشرت منذ حوالى سنة فى مصر، ومنذ أكثر من 3 سنوات فى الدول العربية، مع اختلاف اسم العطر لـ"لافلى lovely" . فبنفس الآلية انتشر خبر وجود عطر سام فى عدد من الدول عربية ، هى السعودية ومصر والإمارات والأردن ، اسمه لافلى ، ويسبب الوفاة فى خلال 3 أيام فى حال استخدامه ، حيث نشر الخبر على مواقع احدى القنوات العربية ، تلاه خبر فى جريدة الشروق الجزائرية حذرت خلاله جمعية حماية المستهلك هناك من استعمال أي عطر يحتوي على المادة القاتلة التي تسمى "الميتانيل"، وهو كحول اصطناعي محظور استعماله عالميا في العطور يؤدي إلى الوفاة، أو التسمم. ونشرت صحيفة الاتحاد الإماراتية تحذيرا قالت فيه إن هناك عطرا قاتلا ومسموما يباع في أسواق الخليج، تسبب في حالة من الهلع بالسعودية والبحرين والعراق، بحسب تقارير صحفية اليوم الثلاثاء ، وقد سادت حالة من الذعر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اثر انتشار خبر "عطر قاتل"، حيث سارع نشطاء بنشر صورة العطر واسمه. ونقلت عن صحيفة الانباء " الكويتية إن العطر القاتل تسبب في مقتل 8 أشخاص في العراق وإصابة 35 شخصا. وأثارت هذه الأخبار حالة من الفزع فى السعودية ، خاصة فى المنطقة الشرقية التى قيل إن حالات الإصابة والوفاة كانت فيها ، ولكن المفاجأة كانت أن المديرية العامة للشئون الصحية فى هذه المنطقة أصدرت بيانا نشرته جريدة الوطن السعودية ، نفت فيه تماما صحة ما تم تداوله بِشأن هذا العطر ، وبشأن وجود حالات وفاة. وقوع الوزارات فى خطأ تصديق الشائعات دليل على ضعف الكفاءة الدكتور ياسر عبد العزيز ، مدرب ومستشار في مجالات الاتصال والإعلام ، قال عن الشائعات إنها معلومات مضللة يتم تقديمها للمجتمعات ، وبعضها يخضع لتخطيط مركزى ، لتحقيق أهداف وأغراض بعينها لجهات معينة ، قد تكون هذه الجهات مؤسسات دولية، أو جهات أمنية او غيرها. وأضاف عبد العزيز لـ"انفراد " أن الشائعات تزدهر على حسب درجة الثقافة والوعى السائدة فى المجتمع، لافتا إلى أن هناك عوامل تساعد على انتشارها مثلا الإعلام الردىء، الذى يمثل مجال خصب لترويج الشائعات. وتابع عبد العزيز: " السوشيال ميديا أيضا مجال نموذجى لترويج الشائعات ، خاصة أنها لا تلزم مستخدميها بأى نوع من الدقة ، إلا التى يفرضها المستخدم على نفسه فقط ، وبالتالى فإننا لدينا كل العوامل التى تصيبنا بجلطات الشائعات". واعتبر عبد العزيز ، أن تحرك الوزارات بهذا الشكل وراء شائعة ، ووقوعها فى خطأ تصديقها وإصدار بيان رسمى بشأنها يعكس أيضا ضعف الكفاءة فى هذه الوزارات، لافتا إلى أنه كان من المفترض التأكد من هذا البيان قبل إرساله أو التصريح به من قبل وزارة التموين حتى لا يحدث حالة من الرعب والقلق ما بين المواطنين .