تفاصيل مثيرة كشفتها تحقيقات نيابة أول أكتوبر تحت إشراف المستشار مدحت مكى المحامى العام الأول لنيابات أكتوبر والوحات، فى حادث اشتعال النيران بمصحة لعلاج الأدمان بالحى المتميز بمدينة 6 أكتوبر، فى الساعات الأولى من أول أمس الأحد، والذى أسفر عن إصابة 4 أشخاص من المرضى، ووفاة آخر متأثراً بإصابته بحروق واختناقات.
وانتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان المصحة لمعاينتها، وتبين أنها عبارة عن فيلا بمجمع سكنى، تتكون من ثلاثة طوابق، وتحتوى عل باب حديدى، زجاجه مهشم، فضلاَ عن احتراق واجهات الفيلا نتيجة ألسنة اللهب، كما تبين من خلال المعاينة، أن الفيلا محاطة بسور حديدى، وسياج أخضر، فضلاً عن تدعيم كافة النوافذ بأسوار حديدية لمنع المرضى من الخروج، وتبين أيضًا أن القائمين على المصحة استعانوا بعدد من الـ"بودى جاردات" لحراستها، ومنع المرضى من الهرب.
واستعلمت النيابة عن تراخيص المصحة، وتبين أنها لا تملك تراخيص عمل طبية، وعليه صدر قرار النيابة بضبط وإحضار مالكها، وتم التحقيق معه بتهمة إدارة منشأة غير مرخصة وصدر قرار بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت النيابة بإغلاق المصحة ووضعها تحت الحراسة لحين انتهاء التحقيقات، وتحفظت على عدد من الملفات الخاصة بالمرضى والفريق المعالج.
وأمرت النيابة بالتحفظ على المصابين الأربعة الذين أصيبوا فى الحادث، وصرحت بدفن جثمان الضحية الخامسة الذى لقى مصرعه جراء الحادث، وطلبت تقريرًا طبيًا وافيًا عن حالة المصابين، وتقرير الصفة التشريحية للمتوفى، وأشارت التقارير الأولية إلى أن الإصابات تنوعت ما بين حروق من الدرجة الثانية وحالات اختناق جراء الحريق، فضلاً عن وجود بعض المرضى مصابين بكدمات جراء التدافع.
وكشفت التحريات الأولية، أن الفيلا التى تم اتخاذها كمقر للمصحة، مستأجرة من أحد الأستاذة الجامعيين بمبلغ مالى قدره 15 ألف جنيهاً شهريًا، وأن المرضى الذين يتلقون العلاج داخل المصحة، من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ18: 25 عاماً، وأن بعض المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج داخل المصحة ذو جنسيات عربية.
وأشارت التحريات إلى أن أحد نزلاء المركز أشعل النار بالمركز لرغبته وآخريين فى الهرب، لرفضه تلقى العلاج، ومنع مسئولو المركز خروجه بسبب معاناته من الإدمان، وتنتظر النيابة تقرير المعمل الجنائى الذى رفع الآدلة الجنائية من موقع الحادث للوقوف على ظروف وملابسات الحريق.