17 يوما تغرق العاصمة طهران فى تلوث هواء بلغ معدلات خطيرة، وبحسب مؤشر التلوث AQI بلغ مستويات مرتفعة جدا فى العاصمة الإيرانية طهران وحدها (137 درجة) علما أن المستوى المقبول الذى تحدده منظمة الصحة العالمية يراوح بين صفر و50، بحسب الأجهزة المكلفة بمراقبة التلوث.
وتقول وسائل الإعلام الإيرانية أن لجنة الطوارئ تجتمع كل يوم لكن ما من قرارات وإجراءات عاجلة أو إغلاق للمدارس، بعد أن اعيد فتحها الأسبوع الماضى.
ويعود التلوث فى المدينة الإيرانية إلى عاملين أساسيين هما عوادم السيارات القديمة وعدم تطبيق لوائح الرقابة على الانبعاثات بشكل منتظم. ويقول الخبير الإيرانى رضا حجت "لـ "انفراد"" أن هناك أسباب عديدة منها التلوث الصناعى والسيارات ونوع وبناء المعمار الذى يمنع دخول الهواء، وخاصة أن طهران مدينة تحاصرها الجبال، والوضع أصبح خطيراً على الأطفال وكبار السن والمرضى ومرضى الحساسية.
وتعد طهران المكتظة التى لا يقل عدد سكانها عن 12 مليون نسمة أشد المدن تأثرا. وتشتد حدة التلوث فى الشتاء، حيث يحول الهواء البارد دون ارتفاع الضباب الدخانى إلى طبقات الجو العليا.
كما أعلن رئيس مجلس مدينة طهران، مهدى جمران، أن تلوث الهواء فى العاصمة الإيرانية يتسبب فى مقتل 180 شخصاً على الأقل يومياً.
ويعود سبب التلوث فى طهران بنسبة 80% إلى عوادم السيارات البالغ عددها 5 ملايين والدارجات النارية، والتى تسبب ازدحاماً خانقاً فى شوارع العاصمة بشكل شبه دائم، وتتضاعف آثارها خلال الشتاء.
وتقول بعض الصحف إن التلوث الناجم عن الدراجات النارية أكبر من ذلك الذى تسببه السيارات. وكانت العاصمة الإيرانية شهدت مستويات قصوى من التلوث فى أواسط الشهر الجارى بعد أن غطت سحابة كبيرة من الضباب المدينة، ما جعل الرؤية فيها سيئة وحجب عنها جبال البرز المغطاة بالثلوج والمشرفة عليها.
وتسعى الحكومة إلى خفض مستوى التلوث مزودة محطات المحروقات بوقود أقل تسبباً بالانبعاثات بما يراعى المعايير الأوروبية، بحسب ما أعلنت نائب الرئيس المكلفة بشؤون البيئة معصومة ابتكار فى تصريحات أدلت بها أخيراً.
الغاء مباريات
ألغيت مباراتان من الدرجة الأولى فى بطولة إيران لكرة القدم أمس (الأحد) بسبب التلوث الجوى الذى يضرب طهران منذ أكثر من أسبوع.
وبناءً على توجيه السلطات البلدية المكلفة بالشؤون البيئية «بالامتناع عن أى نشاط رياضي»، ألغيت مباراتان كانتا مقررتين أمس وأجلتا إلى يوم غد (الثلاثاء).
اغلاق المدارس
كما تسبب التلوث الجوى بإقفال المدارس ثلاثة أيام بين الـ20 والـ22 من ديسمبر ديسمبر الجارى، ونصحت السلطات الأطفال والمرضى ولاسيما مرضى القلب بتجنب الخروج إلى الشارع.
نواب يعترضون بالأقنعة الواقية
وانتقد عدد من النواب الإجراءات الحكومية المتخذة لمكافحة التلوث، ووزع أحد النواب أقنعة واقية على زملائه فى إحدى الجلسات البرلمانية. كما استغاث عددا من نواب البرلمان بالرئيس حسن روحانى اليوم، الثلاثاء، لإتخاذ التدابير الازمة لإنقاذ الأطفال والمسنيين والمرضى من التلوث غير المسبوق.
وقبل عام، نقل 400 شخص إلى المستشفيات فى طهران لإصاباتهم بمشكلات صحية سببها تلوث الهواء، وفى العام 2012، أدى التلوث إلى وفاة أربعة آلاف و500 شخص بشكل باكر فى طهران، و80 ألفا فى عموم البلاد، بحسب وزارة الصحة.