استنكر الدكتور عادل عبد الناصر، شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، اتهام عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، الزعيم الراحل، بشراء طعامه من سويسرا، وقال: "أنا لم أرى إلا الكوسة والبامية والملوخية والأرز.. والفاكهة كانت البطيخ والشمام، ومعرفش الكلام اللى بيتقال إيه مصدره".
وقال شقيق الزعيم الراحل، خلال حواره مع الكاتب الصحفى خالد صلاح، ببرنامج "آخر النهار" المذاع عبر فضائية النهار، إن الزعيم الراحل كان يرتدى ملابس والده التى تضيق عليه فى المقاسات، رغم كونه رئيس الدولة "وكان يقول ضيق على بابا فادهونى ألبسه، لكن الحقيقة معروف عنه الزهد والتقشف وغير حقيقى إنه يجلب حاجات من سويسرا، والأمر غريب والأستاذ عمرو موسى قد جانبه الصواب"، فيما وجه حديثه لعمرو موسى بالقول: "انت عارف يا استاذ عمرو، الرئيس كان قد إيه قاسى على نفسه وأسرته وعلى أهله، ولما والده الحاج عبد الناصر قاله أنا كبرت فى السن وبركب المواصلات ومحتاج عربية، جابله عربية بالتقسيط على حسابه وقاله فى شرط البنزين على حسابك".
وأوضح شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أن الزعيم جمال عبد الناصر منع أهله من الحديث فى السياسة أو الاقتراب منها وكذلك عدم الاقتراب من دائرة "البيزنيس"، وتابع: "قاعدة فى العيلة كلها ممنوع تتجوز ممن ينتسبون لأسرة محمد على باشا"، وتابع "فى واحد قريبنا راح مع مليونير سعودى زمان، فحب يشاركه وقاله أنا برأس المال وأنت باسم الريس، فما كان إلا أن راحت الشرطة العسكرية اعتقلت قريبنا وقعد فى سجن القلعة 4 شهور".
وقال الدكتور عادل عبد الناصر، شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إن أشقاء الزعيم الراحل كانوا ينادونه بـ"سى جمال" منذ أن كان طالباً فى الثانوية لهيبته، وتابع: "هو طبيعته كده وميهزرش ومينكتش".
وأضاف عبد الناصر، أن بعض المؤرخين يتحدثوا عن "هزيمة" 1967، ولم تكن كذلك على الإطلاق، لأن مكان المنازلة بين القوة المصرية والاستعمارية، كانت فى بورسعيد وليس سيناء، وكان الشباب فى بورسعيد لديه الرغبة فى المقاومة دائما، وكانوا يخطفون الجنود الإنجليز.
وأوضح أن الرئيس الراحل محمد نجيب انشغل خلال ثورة 23 يوليو، باستقبالات الضيوف، بينما أكمل جمال عبد الناصر الثورة ولم يتوقف، وذهب يجوب المحافظات آنذاك، وتابع: "محمد نجيب لما كان حد بيسأله عن حاجة يقوله روح لجمال بيه، وكان الوحيد اللى محمد نجيب بيقوله يا بيه فى مجلس قيادة الثورة هو الريس جمال عبد الناصر، وبعدين محمد نجيب مكنش يعرف بمجلس قيادة الثورة إلا يوم 25 أغسطس لما دخل الغرفة ولقاهم مجتمعين".
وأشار إلى أن جمال عبد الناصر يعد أول رئيس مصرى منتخب بينما يعد الراحل محمد نجيب أول رئيس مُعين من قبل مجلس قيادة ثورة 23 يوليو، فيما قال عن اتهام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بانضمامه للإخوان فى مسلسل الجماعة الذى عرض برمضان الماضى بالقول: "وحيد حامد جانبه الصواب لما طلع فى المسلسل إن السيد قطب بيستشيروه فى كل شئ".
وعن حفلات زفاف أبناء جمال عبد الناصر، قال شقيق الزعيم الراحل، إنها بسيطة للغاية، وكان أفراد العائلة يجلسون على طاولة أعلاها "مفرش" بسيط للغاية، مشيرا إلى أن أغلب الروايات التى خرجت عن جمال عبد الناصر بعد وفاته "أكاذيب".
وأشار الدكتور عادل عبد الناصر، شقيق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إلى أن هناك العديد من الأعمال الفنية سواء أفلاماً أو مسرحيات كانت تنتقد الزعيم الراحل بشدة أثناء توليه مقاليد الأمور فى البلاد، ولم يمنعها أو يبدى امتعاضه منها، بل كان حريص على أن تستمر مثل هذه الأعمال، وتابع:" الرئيس كان بيقول لو لم نسمح لهذه الأعمال فلماذا قمنا بثورة على العهد الملكى؟.. وكان دائماً يقول لازم نعرف عيوبنا إيه..خاصة فى الفترة من 67 إلى 70 كان بها أعمال كثيرة ناقدة فضلاً عن المقالات التى كانت تكتب".
وأكد شقيق الزعيم، أن الرئيس جمال عبد الناصر لم يتخذ قراراً منفرداً وكان دائماً يتشاور مع اعضاء الاتحاد الاشتراكى واللجنة التنفيذية العليا خاصة فى الاستعدادات للحرب قبيل نكسة 67 ، وتابع:"لكن هناك من كتب أكاذيب رغم أنه كان حقانى ويخاف ربنا".
ورداً على القدح فى إسلام الزعيم الراحل قال "عادل"، إن أول مصحف مرتل صدر فى عصره فضلاً عن أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية برئاسة توفيق عويضة كان موجوداً وبقوة، وتابع:" وهو من أسس معسكر أبو بكر الصديق للبعوث الإسلامية والذى كان يقام كل صيف فى الإسكندرية بمنطقة ميامى يضم شباب المسلمين".
وتعليقاً على ما ورد فى مذكرات الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، من أن "عبد الناصر"، كان يجلب أكله من سويسرا، قال شقيقه:" أكثر ما أحزننى الأكاذيب التى تضمنتها".
ومن حيث الحياة الأسرية، وتعامله مع إخوته، قال عادل عبد الناصر، إن شقيقه كان جاد وحازم منذ صغره واعتمد على ذاته وجهده فى تحقيق طموحاته، وتابع:"تركيبة جمال عبد الناصر خلق ليكون زعيماً عندما تتبع حياته فى الصغر تجده كذلك أيضاً..كان جاداً ولا نستطيع التهريج واللعب أمامه..بيت العائلة كان ثلاثة غرف والدى فى غرفة وهو فى غرفة وباقى الأخوة فى الغرفة الأخيرة".
وقال شقيق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إن شقيقه كان يرفض الواسطة والمحسوبية لأى من أشقائه، مشدداً على أن جميع من عاصره أو تعامل معه يعرف ذلك جيداَ، وهو الأمر الذى أحبط خصومه بعدما فشلوا فى الحصول على شئ يشنون عليه حرباً من خلالها، وتابع:" لو شم ريحة واسطة لحد مننا مكنتش الدنيا بتعدى.. الخصوم حاولوا تزوير أشياء ضده ولكنهم لم يجدوا شئ".
وأضاف شقيق الزعيم، أن الزعيم الراحل كان يتمتع بقدر كبير من تحمل المسئولية منذ صغره وهو ما جعله يعول الأسرة حتى فى حياة والدى، وتابع:"كان يساعد والدى منذ أن تخرج من الكلية الحربية وأصبح ملازماً فضلاً عن أنه كان يساعد بعض الأسر فى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط وهى مسقط رأسنا براتب شهرى لها".
وتابع أن ناصر كان له العديد من المواقف الإنسانية مثل تعيين "الصول" الذى كان يترأسه فى حرب 48 برئاسة الجمهورية بعد خروجه للمعاش، موضحاً أنه عندما كان فى أحد جولاته بالقطاع ومن وسط المواطنين ظهر مواطن بسيط بجلباب وعمامة ينادى على الرئيس فعندما شاهده أمر بتوقف القطار وإحضار الشخص الذى يهرول أمامه، وتابع:" وعندما جاء الرجل قام الرئيس بحضنه وتقبيله وقال لمن حوله اتعرفون من هذا فقالوا لا..قال ده الصول إمبابى كان معايا فى حرب 48 ..وقال له أنت فين الآن ..فقال له أنا على المعاش فأمر بتعيينه فى رئاسة الجمهورية ومن بعدها وأصبح حارساً لضريح الزعيم الراحل بعد وفاته".
وأوضح أن جمال عبد الناصر لم ينضم إلى جماعة الإخوان، واستنكر أفعالهم مثل تقبيل يد المرشد، ورفض أن يكون أحد أعضائها.
