بالصور.. بعد اعتمادها أول مأذونة نوبية.. أم كلثوم: واجهت كل التحديات ومفيش شغلانة للرجال بس.. زوجى أكثر من شجعنى.. سيدات قريتى سعداء بفوزى.. وتؤكد: هدفى مهنة المأذون متبقاش "بيزنس"

لم تكن العادات والقيود الاجتماعية ولا حتى السن عائقا أمامها، لتعطى "أم كلثوم" درسا لكل سيدة شاء لها القدر أن تعيش فى مجتمع صعيدى يقصر دور المرأة على المهام المنزلية، واستطاعت أن تقدم نموذجا كأول مأذونة نوبية تتسلم مهام عملها فى محافظة أسوان بمنطقة الغرب. أم كلثوم محمد يونس حسانين، تبلغ من العمر 63 عاما كانت تعمل موجه أول تربية إسلامية بإدارة أسوان التعليمية، تمكنت بعد عامين أن تنتصر فى معركتها وتحصد لقب المأذونية من اثنين من الرجال المتقدمين لهذا المنصب. أول مأذونة بأسوان: سعيت للفوز بهذا اللقب منذ عامين من التعب والإصرار وعن التحديات التى واجهتها وموقف أسرتها من عملها، تجيب "أم كلثوم"، تقدمت بأوراقى على منصب مأذونة عن منطقة غرب أسوان فى عام 2015، لكن لم يحالفنى الحظ وواجهت بعض الإجراءات الروتينية التى عرقلت تقدمى، لكننى أصريت على تجهيز نفسى وتقدمت من جديد، وذلك بعد أن وجدت إعلانا عن فتح باب التقدم عبر الإنترنت لذلك تحمست للفكرة خاصة بعد انتشار ظاهرة الطلاق للمتزوجين حديثا، وأدركت وقتها أن عملى كمأذونة من الممكن أن يحد من هذه الظاهرة بين أبناء قريتى. أم كلثوم: تفوقت على 7 رجال وسيدة للحصول على لقب أول مأذونة وأضافت "أم كلثوم"، عندما تقدمت للاختبارات كنا فى البداية قرابة 9 أشخاص، سيدتان و7 رجال، قبلوا فى الاختبارات الآلية، وتم تصفية المتقدمين إلى 3 أشخاص، كنت من بينهم وكان أحدهم ابن عمى والآخر خريج جامعة الأزهر، وتم تحديد الفائز من خلال القرعة، وفوجئت بفوزى بلقب أول مأذونة فى المحافظة، فى شهر مايو الماضى. أول مأذونة نوبية: زوجى سعد بخبر فوزى أكثر منى عن موقف أسرتها من طبيعة عملها، أكدت قائلة: زوجى وقف بجانبى كثيرا، منذ قرار تقدمى على هذا المنصب، ولم يمانع أو يقف ضدى على الإطلاق، فعلى النقيض ساعدنى على إتمام جميع أوراق التقديم، واندهشت من سعادته بعد فوزى بالمنصب، إذ شعر بالسعادة أكثر منى شخصيا. وفيما يتعلق بالتحديات التى واجهتها " أم كلثوم"، أشارت إلى أن عند ترشحها فى عام 2015 وجدت صعوبات فى التقديم حتى أننى لم أستطع الالتحاق بالاختبارات فى موعدها المحدد، إلا فى المرة الثانية تمكنت من التقديم بكل يسر وفوجئت بسعادة على وجه المسئولين عند فوزى بالمنصب. أم كلثوم: الدنيا اتغيرت والست فى الصعيد زى اى ست ونظرا لطبيعة عملها القاصرة على الرجال، أكدت أنه لا توجد مهنة قاصرة على الرجال فقط، قائلة: الدنيا اتغيرت والست فى الصعيد زى أى ست وبتتعلم وقادرة تبقى ناجحة لو هى عايزة تنجح، مشيرة :"صحيح أنا ست بس هعرف أغير مفهوم الناس عن المأذون"، مؤكدة: شغل المأذون مش بيزنس بس ده ليه دور ومسئولية اجتماعية مهمة، خاصة فى ظل ارتفاع معدلات الطلاق، لازم يصلح بين الزوجين ويحاول أكتر من مرة قبل إتمام إجراءات الطلاق. وعن دورها المجتمعى فى قريتها، أشارت إلى أنها تمكنت من إصلاح العديد من المشاكل الزوجية فى محيط قريتها وبالفعل تم التصالح، وأبرز تلك الحالات كانت، أب لثلاث فتيات كان قد شرد بناته وزوجته والاستيلاء على أثاث المنزل، إلا أنها تمكنت من إقناعه بلم شمل أسرته من جديد، كما تمكنت من إقناع زوج هجر زوجته سنوات إذ يعمل فى إحدى بلدان الخليج، وكان يرفض الإنفاق عليها، وبعد التواصل معه هاتفيا تمكنت من إقناعه بدوره كزوج وبالفعل أصبحت الزوجة تتسلم مصروفها الشهرى بانتظام. أم كلثوم: يمكن استغلال دور المأذون لمواجهة ظاهرة الطلاق وزواج القاصرات وعن بعض الآراء التى تنادى بإلغاء الزواج عند المأذون كحل للحد من ظاهرة الطلاق وزواج القاصرات، أكدت " أم كلثوم"، أن المأذون له مسئولية مجتمعية كيف نلغى دور، وأن ما يحدث من بعض العاملين بالمهنة أخطاء فردية ويمكن استغلاله ليكون سلاحا لمواجهة حالات الانفصال. وأضافت قائلة: اتخذت عهدا على نفسى بعدم إتمام أى زيجات للقاصرات، فإذا لم تبلغ الفتاة 18 عاما من عمرها لن أوافق على عقد القران، وسأحاول إقناع الأهل بعدم إتمام هذه الزيجة. وعن موقف أهل قرية، بعد تسلم مهامها، أكدت أن أى شىء جديد فى الأول بتاخد وقتها، الناس بكرة تعرف إن مفيش فرق بينى وبين أى راجل، وممكن أكون أفضل، وعندى استعداد وحماس لإقناعهم بتغيير وجهة نظر المجتمع. وتابعت : صحيح نساء قريتى شعرن بسعادة بالغة بعد خبر فوزى بالمنصب، أكثر من الرجال لشعورهن أننى سأنصفهن لكن هذا لايعنى أننى لم أنجح فى مهمتى. أول مأذونة: تعاليم دينى لا تحرم تواجدى وسط الرجال خلال عملى وعن عقد القران فى المساجد، أكدت "لا يهمنى أين سأجلس، إذا رغب الزوجان فى إتمام عقد القران بمصلى الرجال سأجلس بينهم، فهذا عملى، ويحتم عليا وجودى بينهم وهذا لايعارض تعاليم دينى. واختتمت " أم كلثوم" حديثها، كنت أتمنى أن يتم عقد قرانى على يد مأذونة وليس مأذون، لذلك أصريت أن أعمل فى هذا المجال لأعطى نموذجا أن المرأة قادرة على النجاح فى أى مكان وفى كل المهن.