44 عاما مرت علىحرب أكتوبر المجيدة، وطوال هذه السنوات لا نزال نطرح نفس السؤال لماذا حتى الأن لم نقدم فيلما يليق بما أنجزته القوات المصرية فى حرب الـ 6 ساعات، والتى قضت على أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر.. ولكن للأسف لم يتحمس أحد لإنتاج مثل هذا العمل رغم أن هناك المئات من قصص البطولات الجماعية والفردية للجنود البواسل والقيادات التى خاضت هذه الحرب العظيمة، ولكن السؤال الحتمى والذى يجب أن يوجه للجميع.. ألا تستحق حرب أكتوبر بعد 44 عاما أن ننجز عنها فيلما يليق بها ؟
والمفارقة أن السينما المصرية فى السبعينيات والثمانينات، ورغم الإمكانيات التقنية الأقل أنتجت عددا قليلا من الأفلام عن حرب أكتوبر وهى الأعمال التى لا نزال نستدعيها ونعيد عرضها على الشاشات كل عام، ولا أعرف حقا هل كان نجوم ومنتجى السينما المصرية والدولة يملكون وعيا أكبر بضرورة وأهمية التأريخ لحرب أكتوبر المجيدة لأننا لو فتحنا الزاوية على اتساعها، سنجد أن السينما الأمريكية والأروبية واليابانية لا تزال حتى الأن تنتج أفلاما عن الحرب العالمية الثانية، ومن هذه الأفلام أعمالا تروى قصص بطولات فردية و إنسانية أو حتى لحظات من المعاناة التى عاشها الجنود فى أرض المعركة، وهى النقطة التى من الممكن أن نبدأ منها وسجلات حرب أكتوبر مليئة بمثل هذه القصص لتعرف الأجيال الجديدة ما غاب عنها من هذه الحرب بعيدا عن المعلومات القليلة والزهيدة التى تدرس فى الكتب، والسينما هى ذاكرة الشعوب الحقيقة وكل ما نتمناها ان يتم الاعلان عن عمل سينمائي يليق بحرب أكتوبر ويعرض علي الاقل بمناسبة مرور 50 عاما عليها .. ليكون هناك متسع من الوقت للتحضيرات والتجهيزات.
الأهم أن تكون هناك إرادة لصنع مثل هذا العمل.. لينضم لقائمة الأعمال التاريخية المعروفة، والتى تم إنجازها عن حرب أكتوبر ومنها "العمر لحظة" الفيلم الشهير الذى قامت ببطولته وأنتجته ماجدة الصباحى وشاركها بطولته أحمد مظهر ونبيلة عبيد وناهد شريف وأحمد زكى ومحمد خيرى، والفيلم مأخوذ عن رواية للأديب يوسف السباعى، وهناك أيضا "الرصاصة لا تزال فى جيبى" والذى تم إنتاجه عام 1974 عن قصة للكاتب إحسان عبد القدوس ونال عنها جائزة أحسن قصة، بينما كتب السيناريو للفيلم رمسيس نجيب ورأفت الميهي، ومن إخراج حسام الدين مصطفى.
والفيلم من أشهر كلاسيكيات السينما التى عبرت عن حرب أكتوبر وشارك فى بطولته محمود ياسين ونجوى إبراهيم وحسين فهمي ويوسف شعبان وسعيد صالح والعديد من الوجوه الجديدة آنذاك.
وبعد نصر أكتوبر بعام 1974 قدم أيضًا محمود ياسين فيلمه الثانة عن حرب أكتوبر"بدور" وقاسمته البطولة نجلاء فتحي وهدى سلطان ومجدي وهبة وعدد من الأبطال، والفيلم أسندت منتجته مارى كوين إخراجه لإبنها نادر جلال.
وقدمت أيضًا فى 74 نجلاء فتحي فيلمًا آخر عن الحرب بعنوان "الوفاء العظيم" مع المخرج حلمي رفلة وتشاركت بطولته مع محمود ياسين وكمال الشناوي وسمير صبري، وتدور القصة حول المجندين عادل وصفوت والذى يكتشف كل منهما حبهما لولاء أثناء لقائهما في حرب أكتوبر وبعد النصر يعودان لينسحب عادل من حياتها ويسعى لإتمام زيجتها مع صفوت بعد أن يقنع والدها بذلك.
وحاول المخرج حلمي رفلة الذي فضل تقديم فيلم عن الحرب في إطار رومانسي اجتماعي أن يتخلل العمل العديد من المعارك الحربية التي تم تنفيذها، وبعدها بعام وبالتحديد فى 1975 قدمت السينما المصرية فيلمًا آخر عن الحرب بعنوان " و"حتى آخر العمر" و" الذى كتب قصته يوسف السباعى وقدم خلاله محمود عبد العزيز أولى بطولاته السينمائية بمشاركة نجوى إبراهيم وعمر خورشيد.