مع بدء العام الدراسى الجديد، وانتظام الطلاب فى المدارس والجامعات؛ عادت الأسر الجامعية الكنسية لنشاطها فى الجامعات المصرية لتجمع الطلاب الأقباط تحت لوائها فى الاجتماعات الطلابية وتمد الخدمة الكنسية إلى خارج أسوار الكنيسة لتصل إلى قبة الجامعة، إلا أن المراقب لفكرة الأسر المسيحية فى الحياة الجامعية قد يرى أنها ساهمت فى انعزال الطالب المسيحى عن الحياة الجامعية.
تأسيس الأسرة الجامعية بفكرة من البابا شنودة
تأسست خدمة الأسر الجامعية بفكرة من البابا شنودة فى نهاية الثمانينات، وهى الفكرة التى لاقت قبولًا كبيرًا فى الأوساط الكنسية حيث اسندت للأنبا موسى أسقف الشباب الذى كلفه البابا بتلك المهمة ومازال يشغل المنصب حتى اليوم.
الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والاجتماعية، أحد مساعدى البابا شنودة، وفى كتابه الشهير اللاهوت الرعوى، يؤكد على ضرورة استمرار العمل بالأسر الجامعية فيقول أن الفكرة تأسست فى ظل الاحتياج إلى تنظيم خاص للشباب جديد فى تركيبه ووسائله، فهو ليس امتدادا لفكرة مدارس الأحد التى يتعلم فيها طلاب المدارس العلوم الكنسية بالكنائس التابعين لها، ولكن من الأفضل أن يأخذ صبغة هيئة أو جماعة وليس مجرد حيث يشعر الشباب بأنها تتناسب مع مرحلته الجديدة ويمكنه أن يفخر بالانتساب إليها.
أدوار الأسرة الجامعية الكنسية
ورأى الأنبا صموئيل أن فكرة الأسر الجامعية تقوم على الأنشطة وليس على الكلام، وعلى الحوار والبحث وليس التلقين، ويتولى الشباب أنفسهم القيادة والترتيب وكل شيء عبر مجلس "مختار أو منتخب"، ولجان فرعية للأنشطة دون أن تنقطع فكرة العبادة "الصلاة ودرس الكتاب والترتيل" مشددًا: لا بد وأن تكون الموضوعات فى شكل ندوات للحوار، وتدور حول مشاكلهم واحتياجاتهم وليس منهج نظرى لا يمس مجتمعهم.
تؤدى الأسر الجامعية عبر لجانها المختلفة عدة أدوار، فهناك لجنة الرحلات، وأخرى تتابع الخدمات التى تؤدى للمجتمع وللكنيسة، ولجنة للمخيمات والمصايف وبيوت الخلوة التى يحرص الشباب المسيحى على الانضمام لها فى الأديرة للتعبد.
مؤيدون ومعارضون للأسر الجامعية الكنسية
ترى ماريا صفوت الطالبة بجامعة عين شمس وأحد المنضمين لخدمة الأسر، أن الأسر الجامعية ساهمت فى ربط الشباب المسيحى فى الجامعة وتعريفهم ببعضهم البعض، ففى كل كلية هناك أسرة جامعية، وفى الكليات الأقل عددًا ينضم الطلاب للكليات المجاورة، وتؤكد أن الأسر ربطت الكنيسة بالجامعة وخلقت مساحة من الود والتعارف دون أن تمنع الشباب القبطى من الانضمام لباقى الأنشطة الجامعية العامة بل شجعت على ذلك.
وهو ما يختلف معه أيمن لمعى، الطالب بنفس الجامعة الذى يرى أن الأسر الجامعية لا تقدم جديدًا يختلف عما يجرى فى اجتماعات الكنائس ولكنها دون قصد أو دراية تؤدى إلى الابتعاد عن الانخراط فى الأنشطة الجامعية حتى يشهد الناس للطالب القبطى بالتزامه وتفوقه ويقدم دروسًا فى الحب والأمانة للجميع.
أما إذا أراد الطالب أنشطة كنسية متنوعة، يقول أيمن، فأظن إنها موجودة فى كنائسنا التى نتردد عليها بانتظام، مضيفًا:تعودنا على الانعزال بحجة الخوف من الشر دون أن نتذكر أننا ملح الأرض ونور العالم كما قال السيد المسيح.
جمال أسعد: فكرة الأسر الجامعية المسيحية تكرس للدولة الدينية
فيما اعتبر جمال أسعد البرلمانى القبطى السابق، أن فكرة الأسر الجامعية المسيحية تكرس للدولة الدينية وضد المواطنة، وأوضح أنها نشأت فى السبعينيات والثمانينيات كرد فعل على تغول الحركات الإسلامية فى الجامعات والحياة العامة المصرية فواجهتها الكنيسة بتلك الفكرة ولا يجب أن تستمر.
وأوضح أسعد فى تصريحات خاصة، أن المجال العام متسع أمام كل المصريين ولا يجب أن يتعامل الطلاب معًا بصفتهم الدينية فنجد أسر تحمل أسماء مثل مارجرجس والأنبا إبرام ولا تضم غير المسيحيين الأمر الذى يعزز فكرة الفرز الدينى وينتج آثارا خطيرة ومدمرة على قيم المواطنة التى نحاول زرعها فى نفوس الشباب الصغار وطلاب الجامعات.
مهرجان الأسر الجامعية
فى نهاية كل عام دراسى، تقيم أسقفية الشباب مهرجانًا للأسر الجامعية يحضره البابا تواضروس والأنبا موسى، ويحتفل فيه بختام العام الدراسى وبداية العام الجديد، يحمل كل مهرجان شعارًا روحيًا حيث حمل مهرجان هذا العام شعار العمق، ويقدم الشباب فى الحفل عروض فنية ومسرحية تمرسوا عليها فى كنائسهم وعبر نشاطات الأسر.