قدمت الفنانة صبا مبارك العديد من الأعمال، سواء فى السينما أو التليفزيون، آخرها مسلسل حكايات بنات وأفراح القبة وغيرها من الأعمال، كما تولى صبا اهتماما كبيرا بالقضايا الاجتماعية وتحديدا قضايا اللاجئين، وتم اختيارها مؤخرا للمشاركة كعضو فى لجنة تحكيم مهرجان «مالمو للسينما العربية».
انفراد التقت صبا مبارك وتحدث معها عن العديد من الأمور منها مشاركتها فى مهرجان الجونة السينمائى ولقائها بالزعيم عادل إمام..
فى البداية.. كنت ضمن حضور مهرجان «الجونة السينمائى» فما رأيك بالمهرجان فى دورته الأولى؟
مهرجان «الجونة السينمائى» كان على مستوى جيد جدا سواء من ناحية التنظيم أو من ناحية الأفلام المشاركة به، حيث يوجد عدد كبير من الأفلام الجيدة، سواء المحلية أو العالمية والمعروضة حديثا والمشاركة فى الكثير من المهرجانات العالمية، وذلك ما يميزه عن غيره من المهرجانات التى لا تستطيع أن تقوم بشراء مثل هذه الأفلام.
حضرت كل من «الجونة السينمائى» ومهرجان«كان» فهل وجدت تشابها بينهما؟
لا يمكن أن يقارن مهرجان «الجونة» بمهرجان «كان»، فمهرجان «الجونة» ما زال وليدا وعمره دورة واحدة فقط، ولكن بعد خمسة أو ستة أعوام سيصبح أفضل وقتها من الممكن مقارنته بمهرجانات أخرى فى عمره وأى محاولة للمقارنة فى هذا التوقيت لن تصب فى مصلحة «الجونة»، ولكن وجه التشابه حاليا بينهما فى صغر حجم المدينتين فقط وسهولة التنقل داخلهما.
وهل من الممكن يطفئ مهرجان «الجونة» بريق مهرجان «القاهرة السينمائى»؟
أرفض هذا المنطق فلا يوجد مهرجان يطفئ بريق الآخر، فأنا أرى أن كل بلد كبير من بلدان العالم لا يوجد به مهرجان واحد فقط، بل يوجد بها ما يقارب من الـ 5 إلى 6 مهرجانات، فإذا نظرنا إلى تونس نجد أن لديها ثلاثة مهرجانات رغم صغر حجمها مقارنة بمصر، فمصر مساحتها كبيرة وبها كثافة سكانية، لذلك لابد أن يوجد بها أكثر من مهرجان، وفى وجهة نظرى أن الذى يطفئ من بريق أى مهرجان هو سوء التنظيم، وسوء الأفلام المشاركة بالمهرجان، أما عن مهرجانات القاهرة أو الإسكندرية فكل مهرجان حالة منفردة وله نكهة تميزه عن باقى المهرجانات.
وكيف وجدت تكريم الزعيم عادل إمام ومنحه جائزة الإنجاز الإبداعى بالجونة؟
شعرت بأن «تاريخ الفن فى مصر يكرم»، فلا يوجد أحد من شعوب البلدان العربية لا يحبه أو لا يشعر بأنه جزء من طفولته، وكانت لحظة تكريمه فى غاية التأثير، ولكن أتمنى أن أنقل له مشاعرى ولكن بسبب الوجود الجماهيرى الكبير الملتف حوله، «اتكسفت» من أن الذهاب إليه خوفا من أن أزيد عليه ضغوطا أكثر.
ما الفيلم الذى حرصت على مشاهدته بمهرجان «الجونة»؟
فيلم «الشيخ جاكسون» من الأفلام التى حرصت على مشاهدتها بالمهرجان، فالفيلم على مستوى عالمى، ووجود مخرج مصرى وأبطال مصريين يقومون بذلك العمل يعتبر فخرا للصناعة المصرية ودائما ما كنت أتمنى أن يصنع فيلم مثل ذلك فى مصر، وما صدر من أحمد الفيشاوى فى افتتاح المهرجان لا يمكن أن يصيب الفيلم بأى ضرر، فالفيلم يحمل جهد وتعب أشخاص كثيرين لا يمكن أن يتم حصره فى الفيشاوى فقط، وأتمنى أن يتصدر «الشيخ جاكسون» قائمة أفلام الأوسكار لأنه يستحق ذلك، كما أنه نال إعجاب العديدين وأبكى عددا كبيرا من الأشخاص وأنا منهم.
ولكن ألا ترين أن ما صدر من أحمد الفيشاوى فى افتتاح المهرجان خطأ كبير؟
لا أرغب الحديث فى ذلك، فـــ الفيشاوى لا يتعمد ذلك مطلقا، فعندما رأى شاشة العرض المقرر أن تعرض فيلمه تتحرك بشكل كبير بسبب شدة الهواء غضب لأنه تمنى أن يكون العرض الأول لفيلمه بمصر على أكمل وجه أما عن اللفظ، الذى تلفظ به غير لائق لكنه غير متعمد.
تداولت العديد من المواقع فى الفترة الأخيرة أخبارا عن خضوعك لأكثر من عملية تجميل فما رأيك؟
لم أخضع لأى عمليات تجميل أو حقن، وانظروا فى صورى من صغرى كى يصدق الجميع ذلك، و«اللى اتكتب عنى بخصوص الموضوع ده كلام فاضى أنا معملتش عمليات تجميل ولو عملت عملية واحدة مش هتكسف، عمليات التجميل مش عيب، ورئيس وزراء فرنسا عامل عملية تجميل».
لماذا حرصت على إنتاج فيلم «المسافر»؟
فيلم «المسافر» يتحدث عن قضية اللاجئين فى الوطن العربى، وتحديدا فى سوريا، وقمت بإنتاج ذلك العمل لأن فكرته جيدة للغاية ونالت إعجابى، إضافة إلى أن محتواه يمس كرامتى وضميرى كإنسانة ومواطنة عربية، حيث يوجد عدد كبير من السوريين المطرودين خارج بلادهم، وهم فاقد،ن لجزء كبير من عائلتهم، وإذا نظرنا إلى سوريا فلا يوجد عائلة واحدة بدون شهيد، وعندما قررنا عمل فيلم «المسافر» لم ننظر إلى أى انتماءات سياسية أو عرقية، ولكن نتحدث خلال العمل عن رحلة فى منتهى الإخلاص والأمل.
متى سيعرض فيلم «المسافر»؟
الفيلم فى المراحل الأخيرة تمهيدا لعرضه، ولكن لم يتم تحديد حتى الآن موعد محدد للعرض.
وما سر اهتمامك بالعمل الاجتماعى وخاصة قضايا «اللاجئين» فى الوطن العربى؟
أعمل فى أكثر من مشروع يخص اللاجئين فى سوريا، وبجانب ذلك أقوم بأكثر من عمل تطوعى فى الأردن يخص أيضا اللاجئين هناك، وأقوم خلال مقابلتى بهم بجمع التبرعات ومراعاة وسد حاجتهم، ويجب على كل شخص يتمتع بالشهرة بأن يسخر شهرته والعمل لصالح تلك الحالات الإنسانية الموجودة فى جميع أركان الوطن العربى.
وما رأيك فى ندرة الأفلام التى تهتم بالقضايا الإنسانية؟
أشعر بأنه يوجد تقصير فى تلك النوعية من الأفلام، فالسينما الإسرائيلية اهتمت بالقضايا الإنسانية، التى تخص شعوبهم فيوجد أفلام مهمة للغاية هناك، بغض النظر عن الاختلاف التام فى العقائد والآراء بيننا وبينهم، ولكنها أفلام مهمة ولا يوجد فى السينما العربية من يستطيع أن يقدم تلك النوعية المقدمة فى إسرائيل.
هل المشاركات فى الأعمال التطوعية التى تقومين بها رغبة منك فى أن تكونى «سفيرة للنوايا الحسنة»؟
إذا تم ترشيحى لأكون سفيرة للنوايا الحسنة فيكون ذلك شيئا مشرفا لى، فأنا أقوم بالحملات التطوعية وغيرها من الأعمال الخيرية بهدف إنسانيتى وليس بهدف ألقاب، وأقوم بمثل تلك الأعمال لضميرى كإنسانة فقط.
ألا ترين أن اهتمامك بالسياسة قد يأخذك من الفن؟
مطلقا، أنا فنانة فقط وليس لى علاقة بالسياسة، وإذا قمت بالحديث فى قضية تخص الجانب الفلسطينى، ففلسطين وجدان الوطن العربى ووجدان أى إنسان يعيش على أرضه، ومن لا يهمه الأمر فهو لا ينتمى إلى الثقافة والحضارة العربية، بعيدا عمن يكره «حماس» أو من يحب «منظمة التحرير الفلسطينية»، فأنا أدافع عن ذلك الشعب وتلك القضية، كقضية مصيرية لأى إنسان ينتمى إلى الحضارة العربية، ولابد كفنانين أن نقدم رسائلنا من خلال الفن، فليس مطلوبا منا أن نصعد على المنابر ونتحدث فى تلك القضايا، ولكن الفن هو انعكاس للقضايا التى تدور بالوطن، الذى نعيش به، فمن المستحيل أن تصنع السينما فيلما اجتماعيا يدور حول مشادة كلامية بين محاميين فى مكتبيهما داخل بلد يوجد بها صراعات وحروب، فأنا ليس لى علاقة بالسياسية فأنا أعمل فى «حكايات بنات» مثلما أعمل فى «الاجتياح».
لماذا غبت عن الجزء الأول من حكايات بنات وشاركت فى الجزءين الثانى والثالث؟
مسلسل «حكايات بنات» الأقرب إلى شخصيتى، وشعرت فى الجزء الأول بأنه بعيد عنى تمامًا، ولكن عندما دخلت فى أحداث الجزء الثانى منه فشعرت بأنه قريب منى للغاية، أما عن طول الأحداث فأنا أرى أن ذلك المسلسل من الأعمال الدرامية القليلة، التى تقبل تعدد الأجزاء، وذلك لأن محتواه يخص البنات وتطور علاقتهن والجزء الأول منه حقق نجاحا كبيرا خلال فترة عرضه، وكان ذلك شيئا مطمئنا للغاية، ويمهد لنجاح الجزء الثانى والثالث، أما عن الفترة بين الجزء الأول والثانى فأنا أرى أنها فى مصلحة العمل، فالفترة أكدت لنا أن الجمهور مازال يحب تلك العمل، بجانب أن الجزء الثانى يشهد التطور الطبيعى لحياة تلك البنات.
ماذا عن ترشيحك فى الفترة الأخيرة كعضو لجنة تحكيم بمهرجان «مالمو»؟
ترشيحى كعضو فى لجنة تحكيم الأفلام الروائية فى مهرجان « مالمو للسينما العربية» يعوضنى عن التعب والجهد الذى رأيته على مدار مشوارى الفنى، فوصولك لعضو لجنة تحكيم بأحد المهرجانات، يؤكد أن الفنان وصل لمرحلة إحترام رأيه، فلذلك أراها مسؤولية كبيرة جدا، فأنا من جمهور السينما وأحب أن أرى الأفلام بشكل مستمر.
أنت من جمهور فريق «مشروع ليلى» فكيف تابعت أزمتهم الأخيرة؟
بالفعل أنا من جمهور فريق «مشروع ليلى» وأرى أنه فريق محترم جدا وأحب فنهم وأحب الاستماع إلى أغانيهم.