تستعد محافظة أسوان لحدث سياحى فريد من نوعه يقام لأول مرة بمدينة أبو سمبل، وهو الاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبى سمبل بعد أن تمكن المستكشف الايطالى جيوفاني بيلونزي من اكتشافه فى عام 1817، لذا تعتبر هذه الاحتفالية حدث هام للترويج للسياحة المصرية خارجيا خاصة مع حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي للاحتفال ووجود تمثيل دولى رفيع المستوى.
والتقى "انفراد" بمدير عام آثار أسوان والنوبة نصر سلامة، للوقوف على آخر استعدادات معبد أبو سمبل، كما تحدث عن أحدث الاكتشافات الآثرية كما تكلم عن نسبة البلاغات التى تم رصدها عن ظاهرة التنقيب عن الآثار بالمحافظة.
قال نصر سلامة، إن هناك اهتمام بالغ باحتفالية مرور 200 عام على اكتشاف المعبد لذلك تم الاستعداد لهذه الاحتفالية منذ 4 أشهر، من خلال أعمال تطوير وترميم للمنطقة المحيطة بالمعبد حيث تم تغيير المسطحات الخضراء بالكامل، وتطوير طرق التأمين الخاصة بالمعبد بعد أن تم الاستعانة بكاميرات مراقبة وبوابات الكشف عن المعادن لفحص الزائرين، كما تم تطوير نظم الاضاءة بالكامل.
وأضاف "سلامة"، أن كافة الأعمال التحضيرية تم الانتهاء منها وأصبحت المدينة على استعداد تام للاحتفالية، مؤكدا على أهمية مردود هذا الحدث على مستوى السياحة المصرية من خلال الترويج لمنطقة أثرية هامة مثل معبد أبو سمبل الذى يمثل أكبر عملية نحت تمت فى العصور القديمة، مما يعتبر خطوة فى تنشيط السياحة الداخلية والعالمية خاصة مع استقبال الموسم السياحى بالمحافظة.
وعن حجم ميزانية تطوير مدينة أبو سمبل، أشار "سلامة" إلى أنه تم التعاون مع عدة جهات منها محافظة أسوان ووزارتى الآثار والسياحة فى أعمال التطوير لذلك يصعب تحديد حجم التكلفة الضخمة لأعمال التطوير.
وفيما يتعلق بتفاصيل الاحتفالية، أوضح أنه تم الاعتماد على نمط حديث يستهدف لفت أنظار العالم تجاه المحافظة، وبناء على ذلك تم التعاقد مع فرق عالمية لإحياء الحفل بجانب الفرق المصرية .
وحول جهود وزارة الآثار فى مواجهة ظاهرة التنقيب عن الآثار بالمحافظة، أكد "سلامة"، أن هناك رصد دائم لمعدلات البلاغات التى نستقبلها حول المنقبين عن الآثار، حيث تبين زيادة عدد البلاغات بنسبة 5% عن العام الماضى، وذلك يرجع لتدهور الحالة الاقتصادية ورغبة المنقبين فى الثراء السريع.
وأضاف أن أكثر المناطق التى تشهد تنقيبا عن الآثار هى منطقة عباس فريد والشوارع المجاورة لها، لافتا أن المنقبين يبحثون عن مقابر أثرية بمنطقة أسوان القديمة على الرغم أنه لايوجد مقابر أثرية فى هذه المنطقة على الإطلاق، لافتا أنه نظرا لقيام المواطنين بالتنقيب داخل منازلهم فيكون الأمر صعبا على الجهات المختصة اكتشاف هذا الأمر، لذلك فإن أغلب البلاغات التى نستقبلها تكون من الجيران وأهالى المنطقة، خوفا من تأثير أعمال الحفر على منازلهم.
وأوضح أن تغليظ العقوبة هو الحل الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة، حتى يعلم هؤلاء أن ما يوجد فى باطن الأرض هو ملك لمصر وليس ملكا له.
وحول أحدث الاكتشافات الآثرية، أكد "سلامة"، أنه تم اكتشاف نقوش صخرية فى منطقة شمال أسوان يرجع تاريخها إلى 15 ألف سنة، وتحديدا إلى العصر الحجرى القديم وهى أحدث الاكتشافات التى تم التوصل إليها، حيث تم العثور على هذه النقوش على إحدى الجدران وتمثل أقدم نقوش تم اكتشافها فى مصر وأفريقيا بشكل عام، وتبين أن هذه النقوش تتشابه مع إحدى النقوش التى تم اكتشافها فى إحدى الكهوف القديمة بدولة فرنسا وألمانيا مما يعكس عن وجود تبادل للأفكار بين أوروبا وأفريقيا فى العصور القديمة.
وأوضح مدير عام آثار أسوان، أن هناك خطة تطوير تستهدف نقل "بلوكات حجرية" تم العثور عليها فى منطقة الشلال إلى معبد فيلة، وذلك بهدف عرضها بشكل لائق، حيث ظلت متواجدة بهذا المكان عشرات السنين وكان يجب نقلها منذ فترة.
وعن كيفية التسويق لمحافظة أسوان، اختتم "سلامة"حديثه قائلا: لايوجد تسويق سياحى لمحافظة أسوان، نحن نفتقد لمفهوم الترويج لمنتج السياحة، وخير دليل على ذلك عدم وجود لوحات إرشادية تدل السائح على أهم المعالم الآثرية بالمحافظة، فعند دخولك المدينة لا تستطيع تحديد إذا كانت مدينة سياحية أو زراعية، لذا يشعر السائح بالتشتت عند التجول بها.
وتابع: لابد من أن نتبع خطة تعتمد على تحديث نمط التسويق بشكل سنوى يتناسب مع التغيرات العالمية، مؤكدا على أهمية تشكيل لجنة تضم جهات متعددة من وزارة السياحة ووزارة الآثار ومحافظة أسوان تسعى الى تشكيل رؤية للترويج لمعالم المحافظة بشكل مبتكر.
نصر سلامةمدير عام آثار أسوان والنوبة