حرب من نوع آخر بدأت تطرق أبواب العلاقات الروسية ـ الأمريكية، فبعد أن ضيقت الولايات المتحدة الخناق ببعض القيود القانونية على مراسلى روسيا هددت بدورها روسيا وسائل إعلام أمريكية تعمل على أراضيها بفرض قيود قانونية جديدة بعدما عبرت شبكة "روسيا اليوم" (راشا توداى - آر تى) عن استيائها من عراقيل تواجهها نشاطاتها فى الولايات المتحدة.
ووجهت وزارة العدل الروسية، طبقا لـ"فرانس 24"، رسالة إلى عدد من وسائل الإعلام الأمريكية العاملة فى روسيا تحذرها من أن مخالفة القانون الروسى غير مقبولة، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن المكتب الصحفى للوزارة.
وأضافت الوزارة أن الرسالة شكلت "إجراء رد على الاضطهاد الذى تتعرض له وسائل الإعلام الروسية فى الولايات المتحدة".
وذكرت إذاعة أوروبا الحرة التى يمولها الكونجرس الأميركى أنها تلقت رسالة تحذير من أن نشاطاتها يمكن أن تخضع لقانون روسى يلزم المنظمات غير الحكومية التى تستفيد من تمويل خارجى بالتسجيل بصفة "عميل أجنبى".
وهذا القانون الذى أقر فى 2012 لم يستخدم ضد وسائل الإعلام من قبل.
قيود على الطيران الروسى
ومن جانب آخرأعلنت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة قد تفرض قيودا على تحليقات استطلاعية للطيران الروسى فوق أراضيها اعتبارا من بداية العام المقبل، حسبما نشرت روسيا اليوم.
وحذر مدير قسم عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة فى الوزارة ميخائيل أوليانوف من أن موسكو لا تستبعد اتخاذ خطوات جوابية حال إقدام واشنطن على ذلك، مشيرا إلى أن الادعاءات التى توجهها الولايات المتحدة إلى روسيا بشأن هذه الاتفاقية لا أساس لها.
وأوضح المسئول أن هذه الاتفاقية معقدة للغاية ولديها إمكانية التناقض فى تفسير بعض موادها، مشددا على ضرورة البحث عن تفاهمات وحلول وسط.
تجدر الإشارة إلى أن اتفاقية السموات المفتوحة تم التوقيع عليها فى العاصمة الفنلندية هلسنكى 24 مارس عام 1992 من قبل 23 دولة، وانضمت روسيا إليها عام 2001، وتتيح هذه الاتفاقية لأطرافها تنفيذ تحقيقات استطلاعية فوق أراضى الدول الأخرى الموقعة عليها من أجل الرقابة على الأنشطة العسكرية فيها.
وسبق أن أفادت مجلة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأن واشنطن تعتزم تقييد التحليقات الروسية فوق أراضيها بموجب هذه الاتفاقية.