قال السفير ياسر رضا، سفير مصر فى واشنطن، أن مصر دولة محورية وكبيرة فى منطقة الشرق الأوسط، ولا تستجدى مساعدات من أحد، مؤكدًا أن اللقاء الذى جمع الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى نيويورك، كان بناء وهناك حديث متصل مع الجانب الأمريكى، بشأن استئناف جزء من المعونة العسكرية التى سبق وتم تخفيض جزء منها.
وأضاف السفير ياسر رضا، سفير مصر فى واشنطن، فى حوار خاص مع "انفراد"، أجرى فى العاصمة الأمريكية، واشنطن، خلال احتفال السفارة بأعياد وانتصارات أكتوبر، أنه لا صحة لمازعمته صحيفة "واشنطن بوست"، مؤخرا، من وجود صفقة للأسلحة من كوريا الشمالية لمصر، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يمتلك رؤية للمستقبل، وأنجز الكثير فى الشؤون الداخلية المصرية وفى المنطقة العربية آخرها المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس، مؤكدًا أن حجم التبادل التجارى بين مصر وأمريكا بلغ نحو 6 مليارات دولار خلال العام الماضى، وتسعى مصر إلى زيادة الاستثمارات الأمريكية فى مصر خلال الفترة القادمة.. وإلى نص الحوار..
* هل هناك انفراجة فى استئناف جزء من المعونة العسكرية لمصر والذى تم اقتطاعه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية قبل شهور قليلة؟
- مصر دولة محورية وكبيرة فى منطقة الشرق الأوسط، ولا تستجدى مساعدات من أحد، والولايات المتحدة الأمريكية، تقدر وتعترف بالدور المصرى فى الكثير من القضايا الدولية والإقليمية ومكافحة الإرهاب، وهناك لحظة سوف يتخذ قرارا سليما من الولايات المتحدة الأمريكة، بشأن استئناف الجزء المقتطع من المعونة العسكرية، بما يتفق مع المصالح المشتركة بين البلدين.
وهناك لقاء هام جمع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، والرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الماضى، وهناك حديث متصل مع الجانب الأمريكى بشأن المساعدات العسكرية، والأمور فى هذا الملف لم تتضح بعد.
وماذا عن تنمية العلاقات الاستثمارية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية فى ظل حضور وفد اقتصادى مصرى مهم لاجتماعات صندوق النقد الدولى فى واشنطن هذه الأيام؟
- نشجع دائمًا على تنمية الاستثمارات الأمريكية، وضخ رؤوس الأموال للاقتصاد المصرى، والمساعدات الاقتصادية، جزء مهم من مكون العلاقات بين مصر وأمريكا، ولكن ليس كل العلاقة، وبالتالى تشجيع الاستثمار هو الأساس، والدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، سوف تصل إلى العاصمة الأمريكية، واشنطن، وتجرى عدة لقاءات مع مستثمرين وشركات أمريكية، لدفع التعاون الاستثمارى بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وتنشيط جذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى شرايين الاقتصاد المصرى، وتوسيع الاستثمارات والمشروعات القائمة، وإقامة مشروعات أمريكية جديدة فى مصر.
ويبلغ حجم المساعدات الاقتصادية الأمريكية لمصر، يصل إلى نحو 150 مليون دولار، ولكن هذا الرقم ليس بالأهمية، إذا ما تم مقارنته بالاستثمارات الأمريكية، التى تسعى مصر إليها، والأساس زيادة الاستثمارات وهو رسالة للمستثمرين المحليين والأجانب بضخ المزيد من الاستثمارات، ورسالة هامة بالاستقرار الذى تحقق فى مصر، وأن "القاهرة" لديها إمكانيات اقتصادية كبيرة، لدفع النمو فى الناتج المحلى الإجمالى، والاقتصاد ودعم فرص التشغيل، وشغلنا الشاغل، هو الترويج للعلاقات بين مصر وأمريكا، وهو واجب قومى، ومصر قادرة على صنع المستحيل، وصناعة التاريخ فى المنطقة العربية، وعندما زار الرئيس المصرى محمد أنور السادات القدس، هو صنع التاريخ فى تلك المنطقة، ومصر قادرة على صنع التاريخ مجددا فى المنطقة العربية فى ملفات إقليمية عدة وإنجازات داخلية ملحوظة.
* كيف يرى السفير المصرى فى واشنطن ما تحقق مؤخرًا من المصالحة الفلسطينية؟
- ما تفعله مصر على الساحة الفلسطينية، والمصالحة بين حركتى فتح وحماس، هو أنجاز كبير، وهو دور مصر التقليدى فى المنطقة، ولا يوجد تحرك على الساحة الفلسطينية، دون وجود مصر، وهناك اعتراف من أطراف دولية، بالدور المصرى، اعتراف من الولايات المتحدة الأمريكية، وفلسطين وإسرائيل، وإعتراف عربى كامل، نجح فى جمع فتح وحماس، وإتمام المصالحة.
* هل تمت بالفعل صفقة الأسلحة بين مصر وكوريا الشمالية.. وكيف تقيم العلاقات العسكرية المصرية مع الدول الغربية والتنوع فى التسليح؟
- الأزمة الأخيرة الذى أحدثها تسريب صحيفة واشنطن بوست، بزعم وجود صفقة أسلحة من كوريا الشمالية لمصر، رد عليه المتحدث العسكرى بالنفى، والسفارة المصرية فى واشنطن، ردت أيضًا بأنه لا صحة لوجود صفقة أسلحة من كوريا الشمالية لمصر.
وهناك تعاون عسكرى بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، ودول غربية أخرى، وصفقات سلاح معلنة، وبالتالى لا يوجد ما يدعو إلى إبرام صفقة سلاح مع دولة لديها مشكلات مثل كوريا الشمالية، وبالفعل مصر أبرمت صفقات سلاح معلنة مع فرنسا وروسيا وألمانيا، ولا نعمل فى الخفاء، وحجم التسليح للجيش المصرى كبير ومتنوع، وهو نجاح مهم فى تنويع مصادر السلاح، ونحافظ على التنوع فى العلاقات.
والرئيس عبد الفتاح السيسى، يمتلك الحكمة والبراعة والرؤية السياسية الهامة، ويتبع المنهج العلمى فى عمله، ويرى المستقبل ويفهم تحدياته جيدًا، ويفهم جيدًا توازنات القوى الدولية والإقليمية، ويسير بخطى جيدة للغاية، وهو سابق عصره، والناس سوف تحكم على الرئيس السيسى بعد سنوات من الآن، بما أنجزه من مشروعات ونجاحات فى مصر والمنطقة، مثل ما فعله الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، وقدرته الناس والدول بعد سنوات.
* وماذا عن حجم التبادل التجارى بين مصر وأمريكا وسبل دعم التعاون الاقتصادى؟
- حجم التبادل التجارى بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، بلغ 6 مليارات دولار فى عام 2016، وأتمنى أن نرتقى وندفع الاستثمارات الأمريكية فى مصر، بما يدعم تدفقات العملة الأجنبية لدعم الاحتياطى الأجنبى لمصر، والاستثمارات هى صمام الأمان للعلاقات بين البلدين، وهى الحاضنة للعلاقات، بين البلدين.
* كيف تقيم الحضور الكبير لحفل الاستقبال لمناسبة ذكرى احتفالات السادس من أكتوبر؟
- احتلفت السفارة المصرية بالعاصمة الأمريكية واشنطن، مساء أمس الثلاثاء، بتوقيت واشنطن، بعيد القوات المسلحة المصرية والذكرى الـ44 لانتصارات الـ6 من أكتوبر عام 1973، وبحضور حشد من الشخصيات الدولية، وطاقم السفارة والمكتب العسكرى، بحضور اللواء خالد شوقى، الملحق العسكرى المصرى فى السفارة المصرية بواشنطن، وبحضور الدكتور محمود محيى الدين، النائب الأول لرئيس البنك الدولى، ولفيف من القيادات العسكرية الأمريكية، وكبار الشخصيات الدولية.
وحفل الاستقبال الذى نظمته السفارة المصرية فى واشنطن، يأتى فى إطار مناسبة عزيزة على كل مصرى فى ذكرى استعادة الأرض والكرامة، وهو انتصار السادس من أكتوبر 1973، حيث لكن الشعب المصرى تقديرًا كبيرًا للقوات المسلحة المصرية وأنجز الجيش المصرى تفوقًا هامًا فى التنوع فى التسليح والتدريب والكفاءة القتالية.