دراسة بجامعة دمنهور تكشف ارتفاع نسبة مرضى السرطان بين المزارعين لاستخدام الأسمدة والمبيدات..رئيس الجامعة: التوصيات تطالب الحكومة بالاعتماد على السماد العضوى..وتقدم تجربة لإنتاج محاصيل خالية من الأمراض

أعلن الدكتور عبيد عبد العاطى صالح، رئيس جامعة دمنهور، أنه ولأول مرة فى مصر سيتم إطلاق أول قافلة زراعية من أجل زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية وزيادة الإنتاج الغذائى الآمن من أجل حماية الصحة العامة لشعب مصر، مما سيكون له الأثر الأكبر فى نمو الاقتصاد المصرى.

وأضاف رئيس جامعة دمنهور، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن القافلة ستضم أكفأ أساتذة فى جميع التخصصات (أمراض نبات، محاصيل، بساتين) بكليات الزراعة. وفجّر الدكتور عبيد عبد العاطى صالح رئيس جامعة دمنهور مفاجأة، حيث أكد أن هناك دراسة لأكبر مركز أمريكى متخصص فى مكافحة الأمراض CDC تشير إلى أن جملة ما يتكبده الاقتصاد الأمريكى جراء الأمراض التى تنتقل عن طريق الغذاء عام 1988 كان ما بين (7.5 إلى 35 بليون دولار سنويا) وذلك لأسباب عديدة نتيجة انقطاع هؤلاء الناس عن العمل، بالإضافة إلى احتياج هؤلاء المرضى لمستشفيات وأطباء وأطقم تمريض. وأوضح رئيس جامعة دمنهور أن المركز الأمريكى المتخصص فى مكافحة الأمراض CDC أعلن عام 2014 أن جملة ما يتكبده الاقتصاد الأمريكى جراء الأمراض التى تنتقل عن طريق الغذاء وصل إلى 145 بليون دولار سنويا، وأن حجم ما يتكبده اقتصاد الدول النامية، ومن بينها مصر يصل إلى 5 أو 6 أضعاف ما يتكبده الاقتصاد الأمريكى سنويا. وأكد عبد العاطى أنه يسعى لإنتاج غذاء آمن حتى يستطيع المحافظة على الصحة العامة والنهوض باقتصاد مصرنا الحبيبة. وقال إن هذه القافلة الزراعية التى تعد الأولى من نوعها تستهدف إنتاج كافة المحاصيل الزراعية والفواكه الآمنة، والمساهمة فى تعظيم الإنتاج من خلال العمل على تقليل أو منع استخدام المبيدات الحشرية بجميع أنواعها وخاصة الفسفورية حيث أنها من الأسباب الرئيسية لمرض السرطان.

وأشار إلى أن مركبات الفوسفات من المركبات الثابتة من الناحية الكيميائية فإن آثارها تبقى فى التربة زمناً طويلاً، وتعد مركبات الفوسفات من أهم المركبات التى تلوث مياه المجارى المائية وتؤدى زيادة نسبتها إلى الإضرار بحياة كثير من الكائنات الحية التى تعيش فى تلك المجارى المائية.

وأشار إلى أنه يتعين على الدولة أن تولى اهتماما كبيرا لهذه القافلة وتقوم جميع الجامعات بالحذو حذو جامعة دمنهور من أجل أن نقى الملايين من أبناء الشعب المصرى من الإصابة بالأمراض السرطانية، وبدلا من إنفاق المليارات على إنشاء معاهد للأورام والمستشفيات تستغل هذه الأموال فى تحقيق النهوض والتقدم بالاقتصاد المصرى من خلال استصلاح ملايين الأفدنة وإنشاء مئات المصانع التى سوف تقضى على أزمة البطالة التى يعانى منها الشباب. وأكد أن التجربة سوف تسهم فى القضاء بنسبة 80% على الأمراض، وأكد رئيس جامعة دمنهور على أن الأغذية غير المأمونة أيضا تشكل أخطارا صحية عالمية النطاق تهدد كل فرد من أبناء الشعب المصرى، لافتا إلى أن من أكثر المعرضين للمخاطر بوجه خاص الرضع وصغار الأطفال وكبار السن. وأوضح رئيس جامعة دمنهور أن الأسمدة المستخدمة فى الزراعة تنقسم إلى نوعين أقلها ضررا الأسمدة العضوية وهى الناتجة من مخلفات الحيوانات والطيور والإنسان، ومعروفة علمياً أن هذه الأسمدة تزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء. وأكد الدكتور عبيد عبد العاطى خطورة الإفراط فى استخدام الأسمدة غير العضوية المصنوعة من مركبات كيميائية (مثل الأسمدة الفوسفاتية والأسمدة الآزوتية وغيرها) والتى تؤدى إلى تلوث التربة وبالتالى تلوث المحاصيل وعند استخدام تلك المخصبات الزراعية بطريقة غير محسوبة، فإن جزءا كبيرا منها قد يتبقى فى التربة مسبباً تلوثاً لها، وهذا الجزء المتبقى يكون زائداً عن حاجة النبات وهو يعد إسرافاً ليس له مبرر من الناحية الاقتصادية.

وأشار إلى أن التربة الملوثة ببقايا المخصبات الزراعية تسبب كثيرا من الأضرار للبيئة المحيطة بها، فعند رى التربة المحتوية على قدر زائد من المخصبات الزراعية فإن جزءا منه يذوب فى مياه الرى ويتم غسله من التربة بمرور الوقت حتى يصل فى نهاية الأمر إلى المياه الجوفية فى باطن الأرض، ويرفع بذلك نسبة كل من مركبات الفوسفات والنترات فى هذه المياه، كما تقوم مياه الأمطار بحمل ما تبقى فى التربة من هذه المركبات، ويشترك بذلك كل من مياه الصرف الزراعية والمياه الجوفية ومياه الأمطار فى نقل هذه المخصبات التى تبقت فى التربة إلى المجارى المائية المجاورة للأرض الزراعية مثل الأنهار والبحيرات.

وأوضح رئيس جامعة دمنهور أنه يتعين على الجميع أن يفهم ماذا يعنى مصطلح سلامة الأغذية؟ والذى يعنى غذاء صحيا آمنا سليما مطابقا للمواصفات، ونعنى بالغذاء الصحى أن مكوناته الغذائية تستوفى وتوفر احتياجات جسم الإنسان بما يفيده صحيا، وأن أى نقص فى مكوناته يؤدى إلى حدوث أمراض نقص الغذاء، ونعنى بالغذاء الآمن أن تتوافر فيه الشروط الواجبة للتأكد من سلامته أو صلاحيته للاستهلاك البشرى خلال إنتاج وتجهيز أو تخزين أو توزيع أو إعداد الغذاء. وقال إنه يجب أن تتوافر فى الغذاء الآمن للاستهلاك الصفات الآتية: أن يكون ناضجاً بالقدر الكافى والمرغوب من قبل المستهلك، وأن يكون خالياً من التلوث الضار بالصحة فى جميع مراحل إنتاجه وتداوله، وأن يكون خالياً من التغيرات غير المرغوبة سواء كانت ميكروبية أو إنزيمية أو كيميائية، وأن يكون خاليا من أى مخاطر مثل خطر المصدر الكيميائى والذى يشمل المواد المنظفة والمعقمة والمبيدات الحشرية.

كما أوضح عبيد عبد العاطى أخطار المصدر الفيزيائى والذى يشمل وجود مواد غريبة فى الطعام مثل الزجاج والحجارة، بالإضافة إلى خطر المصدر البيولوجى والذى يأتى بالدرجة الأولى من الأحياء الدقيقة (الميكروبات). وأضاف رئيس جامعة دمنهور نعنى بالغذاء السليم أى الخالى من الفساد والعيوب الظاهرية والداخلية والتى تقلل من قيمته الغذائية والتسويقية، ونعنى بالمطابق للمواصفات أن يتم إنتاجه من مكوناته الأساسية والإضافية محددة كما وكيفا وتعبئته وتغليفه بطريقة تصل به إلى الثلاث نقاط السابقة وهى أن يكون صحيا وآمنا وسليما. وتابع: لكى نصل بالغذاء إلى الحالات الأربعة التى أشرنا إليها فإن سلامة الغذاء تبدأ دائمــــا من المزرعـــــة وحتى المائدة، وتعد سلامة الغذاء من الأولويات الصحية العامة، ذلك أن ملايين الناس يُصابون بالأمراض والكثير منهم يموتون نتيجة تناول أغذية غير آمنة.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تقول إنه تم توثيق عدوى خطيرة من عدوى الأمراض المنقولة بالأغذية فى جميع القارات فى السنوات العشر الماضية، كما تشهد بلدان عديدة ارتفاعاً كبيراً فى معدلات الأمراض ذات الصلة بالأغذية.

ولفت إلى أن الأمور الرئيسية المرتبطة بالسلامة الغذائية ما يلى هى انتشار الأخطار المكروبيولوجية (بما فى ذلك جراثيم مثل السلمونيلا أو الإشريشيا القولونية)، المواد الكيميائية الملوثة للأغذية؛ تقييم التكنولوجيات الغذائية الجديدة (مثل الأغذية المحوّرة جينياً)؛ وضع نُظم قوية فى مجال السلامة الغذائية فى معظم البلدان من أجل ضمان سلسلة غذائية مأمونة على الصعيد العالمى.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل على تقليص المخاطر الصحية إلى أدنى مستوى، من المزرعة إلى مائدة المستهلك، وذلك من أجل الوقاية من الاصابة بهذه المخاطر الصحية.

وأوضح رئيس جامعة دمنهور أن منظمة الصحة العالمية وضعت خمس وصايا لضمان سلامة الغذاء والتى يجب أن ينتبه لها المهتمون بسلامة الغذاء: أولاً: أكثر من 200 مرض تنتشر عن طريق الأغذية، حيث يُصاب ملايين الناس بأمراض كل عام نتيجة تناول أغذية غير مأمونة. وتؤدى أمراض الإسهال وحدها بحياة نحو 8ر1 مليون طفل سنوياً، ويُعزى وقوع معظم تلك الأمراض إلى الأغذية أو المياه الملوّثة. ويمكن، بتوخى الطرق السليمة لإعداد الغذاء، توقى معظم الأمراض المنقولة بالأغذية.

ثانياً: زيادة انتشار الأمراض المنقولة بالأغذية فى جميع أنحاء العالم، حيث باتت الكائنات الموجودة فى الأغذية والمسبّبة للأمراض تنتقل إلى أماكن بعيدة وتنتشر على نطاق واسع عبر السلاسل الغذائية العالمية المتداخلة، مما يسهم فى زيادة تواتر الأمراض المنقولة بالأغذية وزيادة مواقع حدوثها وما يزيد من شدّة المخاطر التوسّع العمرانى السريع مع التغير فى النمط الاستهلاكى للغذاء، ذلك أن سكان المدن يعمدون، أكثر من غيرهم، إلى تناول أغذية جاهزة، بما فى ذلك الأغذية الطازجة والأسماك واللحوم الحمراء ولحوم الدواجن، تناولها أو أعدادها من خلال أشخاص خارج البيوت بطرق قد لا تكون مأمونة.

ثالثاً: السلامة الغذائية من الاهتمامات العالمية، حيث إن إضفاء طابع العولمة على إنتاج الأغذية والتجارة بها من الأمور التى تزيد من احتمال وقوع الحوادث الدولية التى تشمل تلوّث الأغذية. وقد بات استيراد المنتجات والمكوّنات الغذائية من الظواهر الشائعة فى معظم البلدان. ويمكن، بتدعيم نُظم السلامة الغذائية فى البلدان المصدّرة، تعزيز الأمن الصحى على الصعيد المحلى وعبر الحدود.

رابعاً: الأمراض المستجدة لها علاقة بإنتاج الأغذية، حيث إنّ نحو 75% من الأمراض المعدية الجديدة التى أصابت البشر فى السنوات العشر الماضية وقعت بسبب جراثيم وفيروسات وعوامل ممرضة أخرى ظهرت، أوّلاً، فى الحيوانات والمنتجات الحيوانية. وانتقل الكثير من تلك الأمراض إلى البشر عن طريق مناولة الحيوانات الداجنة أو البرّية المريضة أثناء عملية إنتاج الأغذية- فى أسواق الأغذية والمذابح.

خامساً: التقليل من أهمية خطر إنفلونزا الطيور، حيث إنّ الغالبية الكبرى للحالات البشرية الناجمة عن الفيروس H5N1 المسبّب لإنفلونزا الطيور وقعت جرّاء التعامل المباشر مع طيور حيّة أو نافقة تحمل الفيروس. ولا توجد أيّة بيّانات على أن المرض انتقل إلى البشر بعد تناولهم لحوم دواجن تم طهيها بطرق جيّدة. وأنهى رئيس جامعة دمنهور حديثة قائلا أن الدستور الغذائى العالمى Codex قد وضع لنا حزمة من المبادئ يجب مراعاتها عند التعامل مع الأغذية وهى تحديد المبادئ الأساسية لنظافة الأغذية التى يمكن تطبيقها على حلقات السلسلة الغذائية، التوصية بإتباع منهج يقوم على تحليل مصادر الخطر والتلوث ونقاط الرقابة الحرجة HACCP خلال عملية الانتاج الزراعى والحيوانى وتقديم الإرشاد والتوعية اللازمين لتعزيز شروط النظافة والسلامة. واختتم حديثه قائلا: لزاما علىّ كرئيس جامعة أن أقدم هذه التجربة لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى من أجل الحصول على إنتاج محاصيل زراعية وفاكهة خالية من الأمراض وآمنة خالية من المبيدات الحشرية وخاصة الفسفورية.


























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;