بالصور .."جدعنه سيدات الصعيد".. الحاجة تهانى تقتحم مهن الرجال وتعيد جمال الموبيليا المستعملة ببنى سويف ..تشترى الأثاث المستخدم وتعيد صيانته منذ 15 عاما وتطالب ببطاقة تموين وتحلم بورشة:انفق على ثلاث أس

داخل شارع ضيق لا يتعدى عرضه الأمتار الثلاث، تفرش هذه السيدة التي في العقد الخامس من عمرها مجموعة من الدواليب والأسرة والمكاتب القديمة، تعيد طلائها وترميمها لبيعها للغلابة من الأهالى غير القادرين على شراء الأثاث الجديد. وأمام منزلها القديم المتصدع والمليء بالتشققات، تجلس الحاجة تهانى عبد الحميد إبراهيم مبارك، أو "أم رامى" كما يحلو لأهالى قرى شرق النيل بمركزى الفشن وببا جنوب محافظة بنى سويف أن يدعوها به، تجلس على حجر رخامى قديم أمام منزلها القديم، تنتظر الرزق المقسوم بجوار أحد نجارى الأثاث الذى كان يقوم بترميم أحد المكاتب الصغيرة وطلاءه انتظاراً لبيعه . روت أم رامى قصة دخولها فى عالم مهن الرجال وإقدامها على العمل فى مجال بيع الموبليا المستخدمة قائلة: " بدأت المهنة منذ 15 عاماً، حيث بدأت الدخول فى مجال التجارة بشراء جراكن المياه الغازية وبيعها للأهالى داخل قرية العجرة وكذلك الخضروات، ثم حاولت دخول عالم التجارة من خلال شراء البوتاجازات والغسالات المستخدمة من الأهالى وإعادة بيعها لمن يحتاجها مرة أخرى . وتضيف الحاجة تهانى "بدأت العمل فى مجال الموبيليا المستعملة منذ 15 عاماً ، حيث أقوم بشراء الأثاث القديم من الأهالى وأطالبهم بالانتظار على المبلغ المالى لحين إعادة صيانته وطلائه وبيعه مرة أخرى، ثم أقوم بدفع المبلغ والحصول على نصيبى الذى لا يتجاوز عشرات الجنيهات". وتؤكد أم رامى أن خبرتها طيلة تلك السنوات جعلتها تستطيع تسعير الأثاث القديم ومعرفة أنواع الأخشاب المصنوع منها ومدى حالة قطع الأثاث، مشيره إلى أنها تذهب إلى القرى المجاورة لشراء الأثاث القديم وبعض الأجهزة الكهربائية والمنزلية. وتتابع الحاجة تهانى: أصبحت لى شعبية كبيرة فى قرى شرق النيل، ويأتى لى العرسان والأسر البسيطة التى تسكن تلك المنطقة الجبلية لشراء الموبليا والأثاث المستخدم" ، مشيره إلى أن أحد النجارين يساعدها فى إعادة صيانة الأثاث المستعمل وطلائه وبيعة مرة أخرى . وتضيف الحاجة تهانى أنها تنفق على ثلاث أسر، حيث أن زوجها يعيش بعيدا عنهم، ولديها من الأولاد ستة، الأولى هى نورة، ربة منزل كانت تعمل فى تنظيف الشقق وتعرضت لحادث سقوط من علو أثناء تنظيف إحدى الشقق وأصبحت لا تستطيع العمل وتعيش هى وطفلتها معى، كما أن ابنتها الأخرى نادية تعيش بصحبتها وأطفالها معها، بالإضافة إلى أولادها رامى وإسلام، ونعيمة وياسمين. وتضيف أم رامى إلى أنها تعشق مهنتها إلا أن الإمكانيات المادية تمنعها عن شراء الأثاث المستعمل من الأهالى نظراً لعدم وجود دخل مادى معها، مشيرة إلى أن العديد من الأهالى يطلبون منها شراء الأثاث المستعمل لديهم وإعادة صيانته وبيعه إلا أنها لا تمتلك الإمكانيات المادية لذلك . وتتابع أم رامي: "أحلم برأس مال يساعدنى على إقامة ورشة وشراء الأثاث المستعمل وإعادة صيانته وخاصة أن تلك المنطقة يعجز الأهالى به على شراء الأثاث الحديث، بالإضافة إلى إعادة بناء منزلي المتهالك". وطالبت الحاجة تهانى مسؤلى وزارة التموين إيجاد حل لمشكلتها مع بطاقة التموين حيث أنها وأولادها لا يحملون بطاقات التموين وفشلوا فى الحصول عليها، مشيرة إلى أنها تقدمت للحصول على معاش تكافل وكرامة ولم تحصل عليه حتى الآن.