فقد أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، صوابه بمواصلته حملة الاستبداد التى بدأها منذ الخامس من يونيو، تاريخ المقاطعة العربية التاريخية لإماراته بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب، ضد معارضيه، فبعد أيام قليلة من تجميد حسابات وممتلكات الشيخ القطرى عبد الله بن على آل ثانى، المعروف باسم "وسيط الخير" المقيم بالمملكة السعودية، اقتحمت قوات الأمن القطرية قصر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثانى فى الدوحة.
وذكرت مصادر خليجية أن قصر الأمير بن سحيم، الذى ينتمى للعائلة المالكة والمعارض البارز لانتهاكات تميم و"تنظيم الحمدين" الإرهابى، تعرض لاقتحام مسلح فى مداهمة نفذته وحدة مكونة من 15 عنصراً من قوات أمن الدولة مساء يوم الخميس الماضى بدأت الساعة التاسعة مساء إلى الثالثة فجراً.
وكانت نتيجة الحملة مصادرة نحو 137 حقيبة وعدداً من الخزائن الحديدية تحوى جميع وثائق ومقتنيات الشيخ سلطان، وكذلك مقتنيات والأرشيف الضخم لوالده سحيم بن حمد آل ثانى وزير الخارجية السابق الذى يشكل ثروة معلوماتية وسياسية رفيعة القيمة، ويمثل تسجيلاً دقيقاً لتاريخ قطر وأحداثها الداخلية منذ الستينات حتى وفاته عام 1985.
وقالت قناة "سكاى نيوز عربية" و"العربية"، إنه فى سابقة لانتهاك الخصوصية لم يشهدها العالم اقتحم رجال أمن الدولة الغرفة الخاصة للشيخة "منى الدوسرى" أرملة الشيخ سحيم ووالدة الشيخ سلطان وبعثروا محتوياتها وصادروا كل صورها الشخصية والعائلية الخاصة بالإضافة إلى نهب كل المجوهرات والمقتنيات والأموال.
وخلال العمليات الثلاث تعرض العاملون فى القصر إلى التعدى والضرب والاعتقال؛ حيث جرى أولاً ترحيل مديرة المنزل السودانية الجنسية من قطر ثم اعتقال العاملين مغربيى الجنسية هما: "م. ص" و"ى. ف" واللذان لازال مصيرهما مجهول إلى الآن.
أما العاملة السودانية الأخرى "م" فتعرضت للضرب والاحتجاز لمدة 8 ساعات، وحتى هذه اللحظة فإن جميع العاملين فى القصر محتجزون فى منطقة محددة وتمنع عليهم الحركة، أما القصر من الداخل فهو تحت السيطرة الكاملة لرجال أمن الدولة.
وفى إحدى الشهادات التى حصلت عليها "سكاى نيوز" فإن فرقة الاعتداء كانت تتعامل بعنف بالغ وتحمل أدوات لكسر الأبواب والأقفال.
وذكرت سكاى نيوز تأكدت أن السلطات القطرية جمدت كل حسابات الشيخ سلطان واستولت على اختامه وصكوكه وتعاقداته التجارية مما يشكل خطراً بتزويرها والإضرار به على جميع المستويات كما أن الصور والمقاطع الخاصة بالشيخة منى تشكل تعدياً صارخاً على خصوصيتها.
وكانت قد كشفت مصادر بالمعارضة القطرية فى وقت سابق لـ"انفراد" أن كل من يعارض النظام القطرى الحالى من الداخل يتم إعدامه فورا حتى وإن كان من العائلة الحاكمة.
ومنذ الخامس من يونيو الماضى، أى عقب إعلان "الرباعة العربى"، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، مقاطعتهم التاريخية لإمارة قطر لدعمها وتمويلها للإرهاب وسعيها الدوؤب لتقويض أمن الدول العربية، بدأ النظام القطرى فى توسيع نطاق ملاحقة معارضيه بشتى الطرق وتكميم الأفواه، خوفا على استقرار حكمه.
وبالتنكيل والقتل ووسائل تعذيب وقمع أخرى حاول تميم ورجاله إسكات أصوات تنادى بالتغيير أو تصحيح مسار السياسات الخارجية العدائية التى ينتهجها، فخلال الأسابيع الماضية استخدم النظام القطرى أسلحة عديدة لمواجهة المعارضة ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل.
ويستخدم النظام القطرى أساليب متعددة فى محاولة منه لقمع المعارضة، منها "تجميد الأرصدة"، وهو ما فعله مؤخرا مع الشيخ القطرى عبد الله بن على آل ثانى، الذى توسط مؤخرا لدى المملكة السعودية للسماح للحجاج القطريين بتأدية مناسك الحج، بعد أن حاولت الدوحة منعهم من أداء فريضة الحج.
ومن بين وسائل القمع الشهيرة فى الإمارة الخليجية، "الاعتقال التعسفى" للمعارضين حتى وإن كانوا أفراد بالعائلة الحاكمة نفسها، وقد كشفت مجلة "لوبوان" الفرنسية، مؤخرا، عن قيام بن حمد، بسجن نحو 20 من أفراد العائلة الحاكمة فى قطر، عقابا لهم على مواقفهم الداعمة لدول "الرباعى العربى" وجهرهم بعدم رضاهم عن السياسة المتبعة من قبل الأمير وحكومته.
ويأتى سلاح "سحب الجنسية" من المعارضين، من الوسائل الأكثر استخداما من جانب النظام القطرى الداعم للإرهاب، ليس فقط من جانب النظام الحالى بل النظام السابق له فى فترة حكم حمد بن خليفة، فبعد إقدامه على سحب جنسية 55 فردا من عائلة "آل مرة"، استمرت السياسات القمعية ضد المعارضة القطرية، حيث أقدم تميم على سحب الجنسية من شيخ قبيلة "شمل الهواجر" القطرية الشيخ شافى ناصر حمود الهاجرى، والتى يعيش جزء كبير منها بالمملكة السعودية، وذلك عقب توجيهه انتقادات لتنظيم الحمدين.
كما سحبت السلطات القطرية الجنسية من شاعر المليون، محمد بن فطيس آل مرى، وذلك بحجة مساندته السعودية على حساب الحكومة القطرية، وكان المرى قد خرج عن صمت استمر 127 يوماً، قائلاً: "إنه يرفض تسييس الحج والتطاول على رموز الخليج، واصفاً المتطاولين بـ"الرعاع".