قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن كمبيوتر جوجل "كوانتوم"، تلك الآلة فائقة السرعة التى تعتمد على ميكانيكا الكم، يمكنها تغيير العالم حيث لديها قدرة محتملة على اختراق كل شئ من العلوم والطب إلى الأمن القومى.
وتشير الصحيفة فى تقرير مطول على موقعها الإلكترونى، اليوم، الثلاثاء، إلى أن العلماء أثبتوا أن الذرات يمكن أن توجد فى حالتين فى آن واحد، وهى ظاهرة تسمة التراكب الكمى، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تكون الذرة الواحدة فى موقعين فى نفس الوقت، لأن كل شىء مصنوع من ذرات، فإن بعض الفيزيائيين يرون أن كل الأشياء يمكن أن توجد بأبعاد متعددة، مما يسمح بإمكانية الأكوان المتوازية.
وكمبيوتر جوجل كوانتم أسرع كثيرا من جهاز الكمبيوتر التقليدى أحادى النواة، نظرا إلى أنه يعتمد على ميكانيكا الكم لتمثيل البيانات فيما يعرف بـ الـ"كيوبت"، وهو اختصار لـ "كوانتوم بت" أو البت الكمى، وتسمح أنظمة كوانتم بدمج المسارين "0" و"1" لتتحرك "الكيو بت" فيهما معًا فى أن واحد دون الترانزيستور. بينما تعتمد الأجهزة التقليدية، مثل الكمبيوتر المحمول أو الهاتف، على مسار من نظام ثنائى ليس لها إلا احتمالين فقط، وهما "0" أو "1"، وهو ما يعرف بـ"البت" التى تمثلها دوائر كهربائية صغيرة تسمى الترانزستور تعمل على التبديل بين (1) و(0).
وتقول الصحيفة إن هذه القوانين ستكون وراء ثورة قادمة فى الحوسبة، ففى مختبر صغير فى سانت باربرا بولاية كاليفورنيا الأمريكية، يسخر عشرات من الفيزيائيين والمهندسين لدى شركة جوجل، ميكانيكا الكم لبناء جهاز كمبيوتر ذو قوة محتملة مذهلة، ويمكن للحواسيب الكمومية الموثوقة الواسعة النطاق أن تحول الصناعات من الذكاء الاصطناعى إلى الكيمياء وتسرع تعلم الآلة وهندسة مواد جديدة ومواد كيميائية وأدوية.
ويقول الفيزيائى، فيجاى باند، وهو شريك لدى شركة أندريسن هورويتز بوادى السيليكون التى مولت عملية تطوير حاسوب كوانتوم: "إذا نجح هذا الأمر، فإنه سيغير العالم".
وقال آخرون من الأوساط الأكاديمية الأمريكية، مثل سكوت أرونسون، رئيس مركز معلومات الكم بجامعة تكساس: "إنه ليس مجرد جهاز كمبيوتر أسرع من النوع الذى نستخدمه، أنها طريقة جديدة جذريا لتسخير الطبيعة للقيام بالعمليات المعقدة".
وتقول الصحيفة إن على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود، كانت هذه الآلات تعتبر ضربا من الخيال العلمى، فقبل بضع سنوات فقط، كان التوافق بشأن جدول زمنى للحواسيب الكمومية الموثوقة الواسعة النطاق لا يقل عن 20 عاما.
وتتسابق الشركات والجامعات فى جميع أنحاء العالم لبناء هذه التكنولوجيا، غير أن جوجل تقف فى الصدارة، فبداية العام المقبل، سيواجه جهاز الكمبيوتر الكمومى من جوجل اختباره فى شكل عملية حسابية غامضة من شأنها أن تستغرق من الكمبيوتر التقليدى مليارات من سنوات لإنهاءها، النجاح سيجعل "التفوق الكمومى"، نقطة تحول حيث يحقق الكمبيوتر الكمى شيئا كان مستحيلا قبلا، ويقول علماء إن الأمر سيكون بداية لعهد جديد من الحوسبة، ونهاية ما قد نسميه العصر الكلاسيكى.