"معاناتنا شهرية ومتكررة، كل يوم بنيجى عشان البطاقات ومفيش حد عنده ضمير" بتلك الكلمات استقبلتنا الطوابير الطويلة من المواطنين الذين توافدوا منذ الساعات الأولى من صباح اليوم على مكاتب التموين لإنهاء إجراءات بطاقتهم سواء استخراج بطاقة جديدة أو بدل فاقد أو تالف، حيث يعانى المواطنون كل شهر خاصة فى الفترة من 8 إلى 20 وهو وقت فتح المكاتب لاستقبال أوراق المواطنين الراغبين فى التجديد أو استلام بطاقتهم.
أغلب شكاوى المواطنين تلخصت فى تأخر استلام بطاقتهم أو وجود خطأ فى العدد الفعلى لأفراد الأسرة أو تعطل البطاقات عند صرفها.
معاناة المواطنين بمكتب تموين بولاق
وأمام مكتب تموين بولاق الدكرور ب، توافد عدد كبير من المواطنين لإنهاء أوراق استلام البطاقات، حيث أكدت عدد من السيدات أنهن يتركن أعمالهن اليومية فى الفترة من 8 إلى 20 من كل شهر لمحاولة إنهاء إجراءات البطاقات بلا جدوى.
وقالت المواطنة ليلى على محمد، إن البطاقة تعرضت للتلف وقام البقال بكسرها مطالبها بالتوجه لمكتب التموين لاستخراج بطاقة جديدة، مؤكدة أنها مازالت منذ 6 أشهر فى دوامة الإجراءات والرد المعتاد من الموظفين "البطاقة لسة مجتش فوتى علينا الشهر الجاى"، واستطردت سميرة عبد العال "من سنة و6 شهور مش عارفة استلم بطاقتى بدل اللى ضاعت أروح فين مش عارفة أصرف عيش أجيب منين أنا وعيالى".
أزمة القائمة السوداء للبطاقات
وعند مكتب تموين صفط اللبن تواجه العديد من البطاقات أزمة القائمة السوداء للبطاقات وعند الاستفسار عنها، تبين أن البطاقات عند استلام المواطنين لها تدخل قائمة تسمى القائمة السوداء، والتى تحرمهم من صرف المقررات التمونية الخاصة بهم.
"يا فرحة ما تمت" قالتها إحدى المواطنات التى انتظرت دورها فى الطابور منذ الساعة السادسة صباحا لاستلام البطاقة، مؤكدة أنه بالرغم من كرم ربنا عليا استلمت البطاقة، لكن عند التوجه للبقال لصرف التموين خرجت الورقة بأن البطاقة ضمن القائمة السوداء وليس من حقى الصرف، وأخبرنا البقال بالتوجه مرة أخرى للمكتب لإصلاح تلك المشكلة، لكن الرد المعتاد من الموظفين "الشركة المسئولة هى السبب".
أزمة أخرى تواجه المواطنين، وهى الخطأ فى أعداد الأسرة، حيث أكد عثمان على عثمان أن بطاقته فقدت منذ سنتين وما زال يعانى كل شهر من الذهاب لمكتب التموين للاستفسار عن وصول البطاقة من عدمه، مشيرا إلى أنه عند كتابة إجراءات البطاقة تبين أنهم وضعوا عددا أخر غير المكتوب وحرمان أفراد الأسرة من الصرف.
العيش أهم من حياتنا
أزمة ثالثة فى مشكلة البطاقات الإلكترونية، وهى صرف العيش، فطالب المواطنين فى "صفوف" بصرف العيش بالورقة الكتابية، وذلك لحين إنهاء إجراءات البطاقة الإلكترونية، مؤكدين أنه يتم صرف حصتنا من التموين من خلال ورقة من مكتب التموين بدون الحصول على صرف الخبز، ونضطر لشراء الرغيف الواحد بـ25 قرشا، حيث لن يكفى بـ5 جنيهات لليوم الواحد.
تموين الجيزة: تأخر الشركة المسئولة عن استخراج البطاقات
ومن جانبه أشار حفظى إلياس وكيل وزارة التموين بمحافظة الجيزة، أن الشركتين المسئولتين عن استخراج البطاقات بهما العديد من المشاكل، مشيرا إلى أنه تم رفع العديد من المذكرات لوزير التموين، ومذكرات أخرى للمحافظ، بالمشاكل التى تواجه المديرية التى لا تتحمل مسئولية استخراج البطاقات للمواطنين.
وأضاف مدير المديرية لـ"انفراد" أن شركة "أفت" وشركة "سمارت" غير قادرتين على ضبط منظومة بطاقات التموين، حيث مازالت تظهر للمواطنين عند الصرف من البقال رسالة برقم "555"، أو تظهر رسالة "991" التى تضع البطاقات بالقائمة السوداء، التى لا تستطيع الصرف من خلالها.
وأكد أن المواطنين يترددون على مكاتب التموين ومقرات الشركتين دون جدوى لإصلاح بطاقتهم، ورفض مسئولو تلك الشركات التعامل مع المواطنين، ما يرفعهم للجوء للمديرية التى ليس بيدها شىء سوى رفع مذكرات لعدم وجود سلطة على تلك الشركات، حيث إنها تتبع وزارة التنمية الإدارية.
وأوضح أن مكاتب التموين معذورة، لتعطل الأجهزة والسيستم باستمرار، مشيرا إلى أنه طالب الشركتين بأجهزة وقارئ للبطاقات إلا أن ردهم جاء "لا توجد أجهزة حاليا"، وهو الأمر الذى يؤثر على المواطن فى النهاية، لعدم كفاءة تلك الشركات فى إدارة المنظومة بالكامل.