"الحاجة أم الاختراع" هذا ما انطبق تمامًا على محمود النحاس، 47 عامًا، عندما عجز الطب عن علاج حب الشباب المنتشر فى وجه ابنة شقيقه قبل 20 عامًا، فقرر أن يبحث بنفسه عن علاج لتلك الحالة فى الكتب القديمة التى تهتم بالعلاج عن طريق النباتات أو الأعشاب، رغم أن ذلك لم يكن تخصصه، فهو حاصل على معهد فنى تجارى، ولم تكن له علاقة من قريب أو من بعيد بالنبات.
توجه النحاس إلى إحدى المكتبات فى القاهرة، واشترى كتاب يهتم بالعلاج عن طريق الأعشاب تبعه شراء مجموعه كبيرة من الكتب، ليبدأ رحلة دراسية فى منزله دون مساعدة من أحد ليجد علاج مناسب لابنة شقيقه، وتمكن فى النهاية من صناعة "لوشن" لعلاج حب الشباب، على الرغم من أن المنتجات الموجودة فى الصيدليات عبارة عن كريم ونجحت التجربة وشفيت بنت شقيقه من حب الشباب، بعدها بدأ فى تسجيل المنتج فى وزارة الصحة لتنطلق بعدها رحلة طويلة فى إنتاج منتجات بلغ عددها 12 منتجًا من أهمها منتج لعلاج العقم.
مستحضرات علاجية من النباتات مسجلة بوزارة الصحة
"انفراد" التقت محمود النحاس داخل منزله فى قرية أولاد بهيج بمركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج، حيث أكد أنه بعد نجاح تجربته فى علاج حب الشباب وتسجيل المنتج بوزارة الصحة اتجه إلى إنتاج منتج لعلاج مرض "البهاق"، بعد أن عجز العلم الحديث عن وجود علاج لهذا المرض، بعد أن تم وصفه أنه مرض مجهول، وتمكنت بعد دراسة مستفيضة من إيجاد علاج للبهاق وتم تسجيله أيضًا فى وزارة الصحة، وذلك قبل 4 سنوات.
وأضاف، أنه قرر أن يخوض تجربة قوية عن طريق إيجاد علاج للعقم عند الرجال والنساء، بعد أن وجدت أن العقم ناتج عن حوالى 5 أسباب وتمكنت من عمل منتج به تركيبه لعلاج جميع تلك الأسباب، وحققت نتائج ناجحة وتم عمل دراسات وأبحاث علمية على المنتج وتم تسجيل المنتج فى وزارة الصحة، مؤكدًا أن جميع المنتجات لا يوجد بها مواد حافظة لأن المواد الحافظة تأثر فى تركيبة الدواء والمنتجات الطبيعة لا تحتاج لمواد حافظة، مشيرًا إلى أنه وقع فى صدام مع وزارة الصحة فى أحد المنتجات الخاصة بتساقط الشعر، بعد أن طالبوا بوجود مادة حافظة فى المنتج، لكن أثبتت النتائج أن خصائص المنتج قد تغيرت، وأصبح يمثل خطورة على الجسم بسبب المواد الحافظة، وانتصر رأيى فى النهاية وتم تسجيل المنتج بدون مواد حافظة.
الشركات تسعى الاستيلاء على المنتج وترك المخترع فى الشارع
وأضاف النحاس، أن كل منتج يوجد صعوبة فى تركيبته والصعوبة الكبرى فى تسجيله لأن هناك مشكلة كبرى للمخترعين فى مصر، وهناك حربًا شرسة على المخترعين من قبل الدولة لأنها لا تقوم بتبنيهم وتلزمهم بعمل أبحاث وتحاليل على نفقتهم الخاصة دون تدخل منها وهناك شركات عبارة عن مافيا تطلق على نفسها أنها تتبنى المخترعين وتعاملت مع حوالى 10 من تلك الشركات، والهدف الأوحد لهم هو الاستيلاء على المنتج لتحقيق أرباح خيالية وترك المخترع فى الشارع بعد أنم يتم منحه مبالغ زهيدة مقابل الاستيلاء على الاختراع.
وأشار النحاس، أنه وقع عقود مع مصنعين فى القاهرة لإنتاج اختراعاته لصالحه، ويقوم بتسويق منتجاته بنفسه على الصيدليات، وعن طريق عرض المنتجات على الأطباء واختبارها قبل كتابتها فى روشتة الدواء، مؤكدًا أنه يقوم بتسوق تلك المنتجات عن طريق الإنترنت، وهناك طلبات تصل إليه من الكويت والسعودية، وعدد كبير من مختلف محافظات الجمهورية، لكنه يأمل فى تتبنى شركة أدوية محترمة لديها ضمير اختراعاته، لأنه لا يمتلك الإمكانيات الكافية لإنتاج وتسويق تلك المنتجات، خاصة أنه أنفق مبالغ كبيرة فى الأبحاث وتسجيلها بوزارة الصحة.