أجرى "انفراد" خلال تواجده بمعرض الخرطوم الدولى للكتاب فى دورته الـ13، التى تحل مصر ضيف الشرف، حوارًا مع عبد العظيم مجذوب مدير معرض الخرطوم الدولى للكتاب، الذى كشف العديد من التفاصيل حول أسباب مصادرة الكتاب، وكواليس مشاركة مصر، وأبرز الأزمات التى تواجه المعرض.
وقال عبد العظيم مجذوب، مدير معرض الخرطوم الدولى للكتاب، فى البداية أحب أن أتحدث عن نقطة مهمة هى مشاركة مصر فى المعرض ضيف شرف الدورة الـ13، وذلك لأن لمصر دورها كبير فى الوطن العربى كما لها دور مهم ومتميز فى صناعة التواصل بين الدول، لذلك نحرص دائما على تواجد عدد كبير من دور النشر المصرية للمشاركة بمعرض الخرطوم.
وأوضح عبد العظيم مجذوب أن من الأمور المتبعة والأساسيات فى معرض الخرطوم الدولى للكتاب ما نقوم به من تخفيضات على الإصدارات حتى يتمكن القارئ السودانى من امتلاكها، ومن ناحية أخرى نعمل على توفير الكتب للمؤسسات العلمية والبحثية، إلى جانب منع التجار وأصحاب المكتبات من شراء إصدارات كثيرة من المعرض طبقًا للائحة المعرض القانونية، على الأقل فى أول أيام المعرض، وذلك حتى لا تنفد الكتب دون أن يحصل زوار المعرض على ما يريدون.
وأشار عبد العظيم مجذوب إلى أن سبب إقامة المعرض فى الفترة من 17 حتى 29 أكتوبر، لأنها الفترة المناسبة مناخيا، حيث يشهد الطقس السودانى استقرارا واعتدالا، لافتا إلى أن المعرض يشارك به أكثر من 600 دور نشر، سواء المحلية أو الأجنبية، إضافة إلى مشاركة المراكز البحثية والثقافية التابعة للسودان، ويرجع ارتفاع نسبة المشاركة فى المعرض لأهميته وللنجاح الملحوظ الذى يحققه، كما أنه يحتل مكانًا مهمًا وسط المعارض الدولية فى الوطن العربى.
وأشار عبد العظيم مجذوب إلى أن أهم ما يميز معرض الخرطوم للكتاب فى دورته الـ13، هو إقامة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، كذلك اختيار مصر أول ضيف شرف للمعرض متمثلة فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، فالوطن العربى يكن لمصر كل تقدير خاصة لاهتمامها بنشر الثقافة على مستوى الوطن العربى.
وحول نسبة إقبال الشعب السودانى على معرض الخرطوم الدولى للكتاب، قال مدير معرض الخرطوم، إن دخول المعرض للزائرين بالمجان، وهى خدمه تقدمها السوادن لمواطنيها، كما أن جميع الإصدارات التى يتم عرضها سواء من الناشر السودانى أو العربى أو الأجنبى، داخل أروقة المعرض معفاة من الجمارك، وذلك لجذب القارئ السودانى على القراءة واقتناء الكتب، لافتا إلى أن معرض الخرطوم يستقبل الزوار على فترتين "الفترة الصباحية" والتى تشهد نحو 6 آلاف زائر، و"الفترة المسائية" يتوافد نحو 10 آلاف زائر، لذا نلاحظ زيادة عدد الزائرين فى الفترة الثانية وهذا أمر طبيعى يحدث فى جميع المعارض الدولية، بسبب ارتباط العديد بأعمالهم التى عادة ما تكون فى الفترة الصباحية.
وقال مدير معرض الخرطوم الدولى للكتاب إن هناك عددا من الدول لم تتمكن من المشاركة مثل ليبيا وفلسطين والعراق، لافتا إلى أن هناك مشاركة ملحوظة من قبل دور النشر السورية، إلى جانب مشاركة دولية من الجزائر هذا العام بعدما توقفت عن المشاركة فى العام الماضى.
أما عن الإصدارات التى تتم مصادرتها، فأشار عبد العظيم مجذوب، إلى أن القائمين على المعرض لم يقوموا بمصادرة الكتب على الإطلاق، لكن يتم منعها من العرض فقط، بدليل أنه يتم شحن الإصدارات التى تمنع من العرض أمام الجمهور مع دور النشر الصادرة عنها الكتب بعد الانتهاء من مدة المعرض.
وأضاف مدير معرض الخرطوم أن الكتب التى تم منعها من العرض كتاب "سقوط الإمام" للدكتورة نوال السعداوى، و"القرآن فى مصر" لمحمد الباز، لافتا إلى أن جميع المعارض الدولية تقوم بمصادرة الكتب التى تتنافى مع عادات وتقاليد ومعتقدات البلد المقيم بها المعرض، وهذا عرف سائد، مضيفًا نحن فى السودان ليس لدينا ضوابط مشددة بمعنى الكلمة، لكن هناك قواعد يجب اتباعها، إذا حدثت تجاوزات لا تتماشى مع تقاليد وعادات البلد، وتسىء للمعتقدات الدينية سواء الإسلامية أو القبطية، أو تسىء لأشخاص كذلك الكتب الإباحية ممنوعة، كما أن حجم الإصدارات التى تم منعها من العرض ضئيلة جداً.
وفى ختام الحديث قال مدير معرض الخرطوم إن أبرز الأزمات التى تواجه المعارض الدولية وليس الخرطوم فقط هو تزوير الكتب، ففى حال اكتشاف حالة تزوير نقوم بإخطار صاحب دور النشر برفع الإصدار المزور وإذا لم يستجب يتم غلق الجناح الخاص به ويمنع من المشاركة بالمعرض مرة أخرى، وعلى إثر ذلك يعقد اتحاد الناشرين العرب مع مديرى المعارض الدولية لقاءات لبحث ومناقشة هذه المشكلة، والوصول لحل ينقذ الناشرين.