"جورنال وكوباية شاى وحل يا أستاذ".. "دينا عماد" تكشف كواليس إعداد الكلمات المتقاطعة قبل زمن "اسأل جوجل".. نحلها فى ساعتين وتحضرها فى ساعة واحدة.. تبدأ برسم الشبكة وتضع اللمسات الأخيرة بـ"المفاتيح"

"ورقة بيضاء ومسطرة وقلم وعشرات المعلومات التى جمعتها من كل حدب وصوب" بهذه الأدوات كانت "دينا عماد" الكاتبة ومؤلفة الكلمات المتقاطعة تستعد لتحضير أحد ألغازها فى زمن ما قبل الإنترنت لتمنح القراء ساعات من التسلية والمتعة وعشرات المعلومات وجرعة لتنشيط الذهن وتجديد خلاياه، ليكون رصيدها فى النهاية 6 كتب كلمات متقاطعة فضلاً عن عشرات الألغاز التى نشرتها يوميًا على مدار 3 سنوات فى جريدة حزبية، وتكون واحدة من الأسماء النسائية القليلة فى هذا العالم الذى برزت فيه القليل من الأسماء الشهيرة مثل المؤلف المخضرم للكلمات المتقاطعة ميشيل سمعان الذى يقدمها فى جريدة الأهرام منذ السبعينيات وحتى الآن، ومحمد عطية الذى قدمها فى "أخبار اليوم" لسنوات طويلة. وترى "دينا" أن الجمهور القليل لهذه اللعبة والذى تناقص أكثر فى زمن الإنترنت جعل عدد قليل من المؤلفين يتشجعون على اقتحام عالمها وتقول "جمهور الكلمات المتقاطعة قليل جدًا رغم أنها ممتعة ومفيدة، تقريبًا الناس ما بتعرفش تحلها فبتكبر دماغها منها". وتحكى "دينا" لـ"انفراد" عن كواليس بدايتها مع الكلمات المتقاطعة قبل سنوات: "قبل أن يدخل الإنترنت كل بيت كان لدى الكثير من وقت الفراغ بعد التخرج، وفى المنطقة التى أعيش فيها فى بورسعيد لم يكن هناك الكثير من المكتبات ولا بائعى الكتب، بالتالى كانت القراءة بالنسبة لى مقتصرة على المجلات والجرائد. كنت أتسلى يوميًا بحل الكلمات المتقاطعة ولكننى أنتهى من حلها سريعًا، فكنت أصمم لنفسى الكلمات المتقاطعة وأحلها ولكن لأننى صاحبتها لم يكن حلها ممتعًا بالنسبة لى كإعدادها، وبالصدفة عثرت على كتاب للكلمات المتقاطعة لدى بائع الجرائد ففكرت فى الاتصال بدار النشر وأخبرهم أننى أؤلف كلمات متقاطعة لو أن هناك فرصة لتحضير كتاب معهم". لم يكن الاتصال الأول بدار النشر مثمرًا بالنسبة لـ"دينا" فقد اعتذر صاحبها بأدب، وكادت تنسى الفكرة لولا الاتصال التالى الذى جاء بعد شهور "كلمنى صاحب دار النشر وطلب منى أن أعد كتابين وبالفعل تم تنفيذ الكتابين عام 2008". لم تكن "دينا" وقتها من مستخدمى الإنترنت ولهذا لم يكن الحصول على المعلومات سهلاً وتقول "كنت أشترى كتبًا عن شخصيات ومشاهير، وكتب للمعلومات العامة وأى معلومة تقابلنى سواء فى الجرائد أو الكتب أو التلفزيون أحتفظ بها لأستخدمها فى الكلمات المتقاطعة. أما عن كواليس إعداد شبكة الكلمات المتقاطعة فتقول "دينا": "أبدأ برسم الجدول، وأحضر المعلومات الأساسية التى أركز عليها فى اللغز، وأوزعها على الشبكة، وأضع فى حسبانى المفاتيح الصغيرة التى يمكن استخدامها فى كلمات المتقاطعة" وتوضح "هذه المفاتيح هى حروف الجر والوصل والمتشابهات والكلمات المبعثرة". هذه المهمة لا تستغرق أكثر من ساعة بالنسبة لـ"دينا" وتقول "لو محضرة المعلومات كلها ممكن تحتاج ساعة أو ساعتين على أقصى تقدير، فبالممارسة أصبحت سهلة جدًا بالنسبة لى، وكلما كانت الشبكة أكبر كلما كانت أسهل فى التنفيذ حيث يكون لدى مساحة أكبر أعمل عليها وفرصة لوضع معلومات كبيرة". بعد تنفيذ أول كتابين للكلمات المتقاطعة رشحها صاحب دار النشر لجريدة حزبية التى كانت تحتاج صانع كلمات متقاطعة للجريدة اليومية وتقول "دينا": نشر لى لغزًا يوميًا من عام 2009 وحتى عام 2012 حين تم إلغاء الباب الذى كان يضم الكلمات المتقاطعة والأبراج. كنت أعمل حتى وقت الثورة وكنت أرسل الألغاز فى أوراق بـ"السوبر جيت" وأرسل للجريدة 10 أو 15 لغزًا معًا ينشرونهم تباعًا. وفى الوقت نفسه طلبت منى دار نشر لبنانية 4 كتب كلمات متقاطعة وطلبت منى شركة للبرمجة تأليف ألغاز لتطبيق على الموبايل. رغم انصراف "دينا" إلى عالم الكتابة وبعد أن أصبح لديها رصيد كبير من الروايات أشهرهم "بلاتوه" "تحت سقف واحد" "قلوب مغلقة" و"رزق" فضلاً عن الإصدارات الإلكترونية "ليست عذراء" و"أبغض الحلال" و"هكذا قطفت الزهور" إلا إنها لا تزال تشعر بالامتنان للكلمات المتقاطعة وتقول "كانت فارقة جدًا فى حياتى، من جهة كانت أول هواية تتحول إلى مصدر للدخل بالنسبة لى وأنا فى بيتى فى بورسعيد، وجعلتنى أشعر أننى أحقق ذاتى، ومن الجانب الآخر منحتنى قدرًا كبيرًا من المعلومات فى مجالات مختلفة ومتنوعة".












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;