يقضى كل منا ساعات طويلة عبر تطبيقات التراسل الفورى فى التحدث مع الأصدقاء وزملاء العمل، ولكن لا أحد يعرف مدى صدق الكلام المكتوب، وهل الشخص الآخر يقول الحقيقة أم أنه يكذب؟، يرى الباحثون أنه عند التحدث وجها لوجه يمكن رصد بعض العلامات التى تدل على الكذب من لغة الجسد وطريقة الكلام والتوتر، ولكن عبر الرسائل كل تلك العلامات تختفى، ويجد الفرد نفسه أمام نص خالٍ من أى مشاعر، ولكن هناك دراسة جديدة من جامعة كورنيل تمكنت من الوصول إلى بعض العلامات التى تثبت كذب كاتب الرسالة التى تقرأها، ونشر موقع "ديلى ميل" البريطانى تفاصيلها.
الكاذبون يكتبون رسائل مطولة
قال الباحثون إن هناك عددا من العوامل اللغوية التى يمكن أن تشير بشكل موثوق إلى الرسائل خادعة، على سبيل المثال يستغرق المستخدمون المخادعون وقتا أطول عند الكتابة لأنهم يريدون أن يخرج الكلام بشكل معين، كما أنهم يستخدمون عددا كبيرا من الكلمات داخل رسائلهم، على عكس الصادقين الذين يكتفون بكلمات معبرة بسيطة، ولكن هذه العلامات لا تطبق بنفس النسبة على الجميع، بل يجب مراعاة نوع الجنس، والحالة الاجتماعية والسن.
طريقة تطبيق الدراسة
تم تطوير تطبيق للرسائل على هواتف الأندرويد يهدف لجمع نصوص عينة من عدد كبير من المشاركين، وعلى مدار سبعة أيام، جمع الفريق 1703 محادثات، ثم أزالوا المحادثات التى لم تحتوى على أى أكاذيب، وتبقى 351 محادثة تمت دراستها.
وأظهرت نتائج هذه الدراسة اختلافات كبيرة فى الرسائل خادعة بين المشاركين من الذكور والإناث، كذلك بين الطلاب وغير الطلاب، حيث أن كلا منهم يستخدم الضمائر وعدد الكلمات والعبارات غير الضرورية بشكل مختلف، بالإضافة إلى العبارات غير الملزمة مثل "ربما، وممكن".
اكتشف الكاذب
وجدت الدراسة أن الكاذبين يستخدمون عدد كلمات أكثر من الصادقين بنسبة 28% كما أنهم يستخدمون عدد أقل من الضمائر الذاتية مثل I و me ، إذ يلجأون لضمائر مثل you، your عند الكذب، كما أن البعض يلجأ إلى الإطالة لمحاولة إقناع الطرف الآخر خاصة النساء، أما الرجال فيلجأون للاختصار لتجنب التفاصيل التى يمكنها كشف الكذب.
وقال الباحثون إن الضمائر مثيرة للاهتمام بشكل خاص فى الخداع، لأن بعضها يعكس مسئولية والبعض الآخر يمكن أن يشير إلى محاولة الهروب والتخفى.