"لولا وجود الأهلى فى القارة السمراء لأصبح للأندية التونسية شأن آخر".. عبارة شهيرة أطلقها المعلق التونسى عصام الشوالى، تتردد باستمرار فى أذهان جماهير النادى الأهلى عند كل انتصار يحققه المارد الأحمر على أندية تونس الخضراء فى المحافل الأفريقية.
وبات النادى الأهلى مصدر رعب للأندية التونسية، وكالصخرة التى تتحطم عليها أحلامها فى اعتلاء منصات التتويج وصناعة التاريخ بالقارة السمراء.
وأنهى النادى الأهلى أحلام النجم الساحلى فى الصعود لنهائى دورى أبطال أفريقيا للمرة الأولى منذ 10 سنوات، ومواصلة المشوار نحو تحقيق اللقب القارى الثانى، بعدما حقق فوزاً عريضاً على الفريق الملقب بـ"جوهرة الساحل" بنتيجة 6 -2 فى مباراة الإياب التى جمعتهما بملعب "برج العرب" ضمن منافسات الدور نصف النهائى.
الجميع كان يتحدث عن أن النجم الساحلى صاحب الأفضلية فى الصعود لنهائى دورى أبطال أفريقيا، بعد الفوز الذى حققه فى مباراة الذهاب التى أقيمت بالملعب الأولمبى بـ"سوسة" بهدفين مقابل هدف واحد، وذهب البعض للحديث أن النجم الساحلى هو الفريق الذى لا يقهر، بعدما حافظ على سجله الخالى من الهزائم طوال البطولة، لكنهم تناسوا أن النادى الأهلى يمرض ولا يموت، وعلى الرغم من الغيابات التى يعانى منها نتيجة "لعنة الإصابات والإيقافات"، وتراجع أداء الفريق فى أغلب مباريات الدورى العام هذا الموسم، إلا أن المارد الأحمر كشر عن أنيابه وألحق بالنجم الساحلى هزيمة تاريخية ستظل عالقة فى أذهان جماهيره على مدار التاريخ.
دورى أبطال أفريقيا 2005
أحبط الأهلى مخطط النجم الساحلى التونسى للفوز بمسابقة دورى أبطال أفريقيا عام 2005، وتمكن من تحقيق الفوز بثلاثية نظيفة فى لقاء الإياب الذى جمعهما بملعب "الكلية الحربية" بالقاهرة، بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبى.
دورى أبطال أفريقيا 2006
استضاف ملعب "رادس" واحدة من أشهر النهائيات فى تاريخ دورى أبطال أفريقيا، تلك المباراة التى شهدت تسجيل محمد أبوتريكة أحد أشهر الأهداف فى تاريخ القلعة الحمراء، وهو الهدف الذى حول مسار "الأميرة الأفريقية" من ملعب "رادس" إلى مدينة "صفاقس"، لتتجه إلى العاصمة المصرية "القاهرة".
الصفاقسى كان الأوفر حظاً للفوز باللقب القارى، بعدما تعادل ذهاباً باستاد القاهرة بنتيجة 1/1، إلا أن الأهلى بقيادة الداهية البرتغالى جوزيه مورينيو رفض رفع راية الاستسلام، وقاتل لاعبوه حتى النهاية من أجل تحقيق الحلم، وفى الوقت الذى بدأت فيه جماهير الصفاقسى الاحتفال، تمكن أبوتريكة من تحقيق هدف المباراة الوحيد فى الدقيقة 91 من تسديدة صاروخية لا تزال حديث جماهير الأهلى.
دورى أبطال أفريقيا 2012
كان الترجى التونسى يحلم بالثأر للصفاقسى والنجم الساحلى، بالفوز بلقب دورى أبطال أفريقيا عام 2012، إلا أن الأهلى تمكن من تحقيق الفوز على ملعب "رادس" بهدفين، سجلهما محمد ناجى جدو ووليد سليمان، مقابل هدف وحيد للترجى.
العُقدة مستمرة
وأكد الأهلى تفوقه على الأندية التونسية، وكانت النسخة الحالية من مسابقة دورى أبطال أفريقيا خير دليل، بعدما حرم عملاقى الكرة التونسية الترجى والنجم الساحلى من الحصول على اللقب القارى.
وسقط الأهلى فى فخ التعادل الإيجابى أمام الترجى 2/2 بملعب "برج العرب"، فى ذهاب الدور ربع النهائى، وفى الوقت الذى تحدثت فيه وسائل الإعلام التونسية أن صعود الترجى للدور نصف النهائى بات "مسألة وقت"، كشر الأهلى عن أنيابه ونجح فى تحويل تأخره بهدف نظيف إلى فوز ثمين بنتيجة 2 – 1 بملعب "رادس"، لينجح فى تكرار سيناريو 2012، ويطيح بالترجى.
القدر لم يرحم الأهلى، الذى ضرب موعداً مع عملاق تونسى آخر هو النجم الساحلى، الذى حافظ على سجله الخالى من الهزائم طوال البطولة، وتمكن من تحقيق الفوز فى مباراة الذهاب بـ"سوسة" بنتيجة 2 – 1، وفى الوقت الذى كان يطمح فيه النجم الساحلى وجماهيره لتحقيق حلم الصعود لنهائى "التشامبيونزليج" الأفريقى بعد غياب 10 سنوات، جاء رد الأهلى قاسياً وألحق بالنجم الساحلى هزيمة مدوية قوامها ستة أهداف مقابل هدفين أمام 50 ألف مشجع بملعب "برج العرب".