عودة قوية إلى القارة السمراء، وقبلة للحياة أعطتها قمة منتدى الكوميسا الاقتصادى للعلاقات المصرية الأفريقية اليوم، والتى أبرزت دور مصر الريادى فى التعاون من أشقائها الأفارقة ورغبتها، فى التكامل اقتصادياً معهم، الأمر الذى قيمه خبراء الشئون المصرية الأفريقية باعتباره خطوة تاريخية على الطريق الصحيح نحو التعاون مع الكيانات الاقتصادية الكبرى فى القارة.
الكوميسا تساعد مصر على اختراق الأسواق الأفريقية دون جمارك
من جانبها قالت الدكتور شاهندة فاروق رئيس منتدى أفريقيا –مصر الاستشارى، أن انضمام مصر لتكتل الكوميسا يتيح للمنتجات المصرية الوصول لأغلب الأسواق الأفريقية دون جمارك وبتيسيرات كبيرة ما سيزيد من تنافسيتها، كما يدفعها نحو تحقيق انجازات اقتصادية كبرى فى الأسواق الأفريقية التى تتميز بالتنافسية والطموح، وأشارت إلى أن التعداد السكانى لدول تجمع الكوميسا يصل إلى 500 مليون نسمة ويصل الناتج المحلى لها إلى نحو 1.3 تريليون دولار تعادل 54% من الناتج المحلى الأفريقى، وقالت: "لا يجب على القطاع الخاص المصرى ورجال الأعمال والمستثمرين المصريين الاستمرار فى تجاهل هذه السوق الضخمة".
إنشاء قمر صناعى مصرى أفريقى يفتح باب التواصل مع أفريقيا
من جانبه، أكد السفير أحمد حجاج، رئيس جمعية الصحفيين الأفريقيين، وسفير مصر الأسبق فى عدة دول أفريقية، أن قمة الكوميسا تأتى فى وقت حاسم لمصر، حيث تعيد العلاقات الأفريقية إلى متانتها، مشيراً إلى أن انضمام مصر إلى منظمة الكوميسا جعل صادراتها تتضاعف أكثر من 5 مرات فى أفريقيا.
وقال حجاج "يجب إنشاء قمر صناعى أفريقى، ودعم مشروع المنطقة الاستثمارية الأفريقية الحرة فى مصر بكل الوسائل، فالكوميسا من أهم القمم الحاسمة للاقتصاد المصرى والأفريقى على حد سواء، خاصة وأن الاقتصاد المصرى هو الذى يقود قاطرة التنمية فى أفريقيا، كما يجب ألا تتدخل الحكومة بوسائلها البيروقراطية فى تعطيل هذه المسيرة".
التكامل الاقتصادى واستثمار المشروعات الصغيرة أبرز الأهداف
من جانبه وصف الدكتور عبد الله الشواترى، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة، وخبير العلاقات المصرية الأفريقية، أن الحكومة المصرية يجب أن تكون حريصة، خلال الفترة المقبلة على تدعيم علاقات التعاون والصداقة مع الدول والتكتلات الأفريقية، وذلك من خلال السعى لإبرام اتفاقيات تجارية تسهم فى زيادة حجم التبادل التجارى مع دول القارة، لافتاً إلى أن مصر تقوم بتدعيم الموقف الأفريقى الخاص بالتكامل وذلك من خلال مساندتها للتكتلات الاقتصادية الأفريقية المختلفة ولكن يمكن لهذا التكامل أن يكون أكبر فى الفترة المقبلة.
وقال الشواترى "الاستثمار بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة أبرز الأهداف التى يجب أن تسعى مصر إليها فى هذه الفترة، لأنها اثبتت نجاح كبير فى القارة الأفريقية".
واختتم أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، عودة مصر فى قمة الكوميسا كانت موفقة جداً، وعليها الاستمرار على هذا المنوال لدعم مكانتها فى القارة الأفريقية.