تستعد الولايات المتحدة اليوم، الخميس، للكشف عن الوثائق المتعلقة باغتيال الرئيس الأسبق جون كيندى، وهو أحد أهم الأحداث فى التاريخ الأمريكى التى لا يزال الغموض يكتنفها بعد مرور أكثر من نصف قرن عليها.
حيث قرر الرئيس دونالد ترامب السماح للأرشيف الوطنى بالإفراج عن أكثر من 3000 ملف سرى يتعلق بالاغتيال الذى وقع فى 22 نوفمبر 1963. وفى تقرير بصحيفة الجارديان البريطانية، كتب الصحفى الأمريكة فيليب شينون، مؤلف كتاب "قانون قاسى وصادم: التاريخ السرى لاغتيال كينيدى"، إنه بين العديد من نظريات المؤامرة التى تحيط بالاغتيال، كان هناك نظرية مؤامرة لم تكن بالفعل نظرية، ولكنها حقيقة، وسيظهر بشكل واضح الدليل على وجودها مع الكشف عن الوثائق، التى يفترض أنها آخر الملفات السرية للحكومة الأمريكية عن اغتيال كيندى.
ويذهب شينون إلى القول بأنها ليست تلك المؤامرة المتعلقة بوجود قاتل ثانى فى ديلاى بلازا، فكل الأدلة ذات المصداقية لا تزال تشير إلى أن لى هارفى أوزوالد كان المسلح الوحيد فى دالاس فى هذا اليوم. وليست تلك التى تشير أن مخطط من المافيا أسفر عن إسكات أوزوالد بعد يومين من الاغتيال بقتله على يد جاك روبى، ولا نظرية ثالثة تتحدث عن انقلاب واسع وتشمل الجميع من الرئيس ليندون جونسون لمهندسى حرب فيتنام فى البنتاجون.
ولكن النظرية التى يتحدث عنها موثقة جيدا ومثبتة فى أعلى مستويات الحكومة الأمريكية وهى مؤامرة إجرامية منذ البداية تنطوى على تدمير وثائق وصور سرية للغاية وإسكات الشهود والمبلغين عن مخالفات وشهادات زور كثيرة من أجل التستر على الحقيقة بشأن ما كانت تعلمه الحكومة مقدما عن أزوالد والتهديد الحقيقى الذى كان يمثله للرئيس كينيدى.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن كلمة تستر ليست مبالغة. فمن الجدير بالملاحظة أن هذه هى الكلمة التى طبقتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيةCIAعلى ما حدثمباشرة بعد اغتيال كيندى. ففى تقرير داخلى رفع عنه السرية عام 2014، اعترف مؤرخ الوكالة أن السى أى إيه قام بعملية تستر، وإن كان تستر حميد، كما يقول، لإخفاء أدلة عن لجنة وارين، ثم تحقيقات الحكومة. وكان الهدف جعل المحققين يركزون تماما على الأدلة التى تثبت ما اعتقدت الوكالة فى هذا الوقت أنه "أفضل حقيقة"، وهى أن لى هارفى أزوالد، قد تصرف بمفرده فى اغتيال الرئيس، وإن كان لدوافع لم يتم تحديدها.
ويشير شينون إلى أن تستر إف بى أى على الحقائق المتعلقة بهذه القضية بدأ بعد يومين من الاغتيال. وكان أولها فى 24 نوفمبر، فى اليوم الذى أطلق فيه روبى النار على أزوالد فى مقر شرطة دالاس، عندما تلقى أحد عملاء "الإف بى أى" أومرا بتدمير ملحوظة تحمل تهديد كتبها أزوالد وسلمها لضابط فى وقت سابق فى هذا الشهر، فيما يبدو للاحتجاج على مراقبة مكتب التحقيقات لعائلته.. ولم يُعرف أبدا ما كتب فى هذه الملاحظة لأن العميل أخذ الورقة ومزقها وألقاها فى دورة المياه. واعترف بعد سنوات لمحققى الكونجرس أنه ورؤسائه كانوا مذعورين من فكرة أن تؤخذ تلك الملاحظة كدليل على أن الإف بى أى فوت فرصة لإنقاذ حياة الرئيس.