عن عمر يناهز 77 عامًا، وبعد صراع مع المرض، غيب الموت، صباح اليوم السبت، الشيخ عبد العظيم العطوانى، أشهر قارىء لقصيدة "البردة "، التى صيغت فى مدح الرسول الكريم، وكتبها محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجى الشهير بـ "البوصيرى" الذى عاش فى القاهرة منتصف القرن الثالث الهجرى قادمًا من المغرب العربى، وغنتها أم كلثوم، فى قصيدة مشابهة تسمى "نهج البردة" لأمير الشعراء أحمد شوقى.
وهناك العديد من الروايات المتواترة، عن قصيدة الكواكب الدرية فى مدح خير البرية، الشهيرة بـ "البردة"، تقول أحدها إن البوصيرى، نظم هذه القصيدة، متشفعا وداعيا الله بالشفاء، بعدما أصيب بمرض أقعده عن الحركة، وعندما غفى رأى الرسول فى المنام، ومسح على وجهى بيده المباركة، وألقى عليه "بردة " ومَن عليه الله بالشفاء، وانتشرت هذه الرواية ومعها هذه قصيدة التى تتراوح أبيتها ما بين 160 و180 بيتنا، ومطلعها: "مولاى صلى وسلم دائما أبدًا على حبيبك خير الخلق كلهم".
والشيخ عبدالعظيم أحمد سليم، الشهير بـ " العطوانى" نسبة إلى قريته العطوانى بمركز إدفو في أسوان حيث بدأ مشواره هناك، حامل لكتاب الله، وقارىء للقران الكريم، وكان صديقا مقربا للشيخ الشعراوى رحمه الله، وبدأت هذه العلاقة فى السبعينيات، عندما كان العطوانى ينشد قصيدة البردة، فى مسجد الإمام الحسين، وسمعه الشيخ الشعرواى وطلبه منه الحضور إلى منزله المجاور لمسجد السيدة نفيسة.
وفى أول زيارة طلب الشيخ الشعراوى، من الشيخ عبد العظيم العطوانى، أن ينشد قصيدة البردة، وتولى "الشعراوى" شرح أبياتها لضيوفه ومريده، وتحول هذا الأمر إلى عادة دائمة، بل إن الشيخ الشعراوى، كان يحرص على اصطحاب "العطوانى" معه فى زيارته الخارجية، وخاصة إلى السعودية.
وقال العطوانى، أنه حفظ قصيدة البردة، عندما كان يتعلم قراءة القران فى كتاب القرية، إذ كان شيخ الكتاب، يحرص يوميًا على أن يردد الأطفال بعض أبيات البردة، حتى يتمكنوا من إتقان اللغة العربية، إلا أن العطوانى تميز عنهم جميعًا فى إلقائها، حتى بدأت شهرته فى قرية العطوانى، والقرى المجاورة، كقارئ للقرآن الكريم ومادحا للرسول.
وعلى الرغم من العروض التى تلقاها الشيخ عبد العظيم العطوانى، للانضمام إلى إذاعة القرآن الكريم، إلا أنه رفض هذه العروض حتى لا يكون مجبرًا على الإقامة فى القاهرة، لأنه كان يفضل أن يأتى إليها زائرًا وليس مقيمًا.