"نيوم" دافوس الصحراء.. الصحف البريطانية تشيد بالإصلاحات السعودية لجذب المستثمرين.. ومستثمر: انفتاح الرياض شجاع وجريء.. و"فايننشال تايمز": محمد بن سلمان يولد تفاؤلا بين جيل الشباب ويعكس تغيير المملكة

لا تزال أصداء إعلان السعودية عن مشروع "نيوم" فى إطار رؤية 2030 الطموحة بتحول المملكة العربية السعودية إلى نموذج عالمى رائد فى مختلف جوانب الحياة، تشغل اهتمام الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت. وتحت عنوان "الأمير السعودى يستخدم "دافوس فى الصحراء" لمغازلة أكبر المستثمرين حول العالم" قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، إن الأمير الشاب الذى يتمتع بكاريزما يسعى جاهدا لمغازلة المصرفيين والمستثمرين برؤيته لتحويل البلاد من الاعتماد على النفط إلى الاعتماد على اقتصاد متنوع وتحديث المملكة المحافظة. وأضافت "فايننشال تايمز"، أن الأمير الشاب لم يتوان عن تحديد حجم طموحه الكبير أمام جمهور مكون من 3000 شخص من السياسيين وأقوى رجال الأعمال والمصرفيين والممولين، ليظهر بينهم وكأنه "نجم روك". وعلى مدى ثلاثة أيام، كشفت الرياض، عن خطط لإنشاء منطقة استثمارية ضخمة تبلغ قيمتها 500 مليار دولار فى المنطقة الساحلية الشمالية الغربية، وتعهدت بتضاعف حجم صندوق الثروة السيادية إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2020، وأعلنت عن استثمار بقيمة مليار دولار فى فيرجين جالاكتيك. كما منح الأمير محمد الجنسية السعودية إلى الروبوت الأكثر تطورا فى شركة هانسون روبوتيكش ووعد باستعادة ثقافة أكثر تسامحا. وقال الأمير محمد للصحفيين "بصراحة، لن نضيع 30 عاما من حياتنا فى التعامل مع أى أفكار متطرفة". ورحب كثيرون العديد برفع الحظر على قيادة المرأة. ونقلت "فايننشال تايمز" عن ريتشارد برانسون، مؤسس فيرجن: "المرة الأخيرة التى جئت فيها إلى هنا، نظرت إلى الجمهور ولم أر سوى الرجال فقط - والآن ترى الرجال والنساء يجلسون معا"، مضيفا " انفتاح المملكة العربية السعودية شجاع وجريء. . . إنه وقت مثير للاستثمار فى المملكة العربية السعودية ". ودعت الصحيفة القيادة السعودية، إلى الحذر والتعلم من أخطاء الماضى ومعرفة أسباب عدم نجاح الإصلاحات السابقة. وقال أحد الممولين: "إنهم يحاولون تحويل السعودية إلى وجهة استثمارية، وليس مكانا لزيادة رأس المال. وعلينا جميعا أن نرقص حول هذا التناقض". ومن ناحية أخرى، اعتبرت الصحيفة أن رغبة الأمير محمد فى التغيير ولدت تفاؤلا بين جيل الشباب الذى يمثله، حيث أن 70% من سكان المملكة تقل أعمارهم عن 35 عاما. وترتكز صيغته للتجديد الوطنى على فتح الحريات الاجتماعية وتحديث الدولة. وعندما كشف النقاب عن خطته لمنطقة الاستثمار الجديدة نيوم التى تبلغ مساحتها 26 ألف كيلومتر مربع، أمسك الأمير محمد هاتف نوكيا القديم من يد و آى فون فى اليد الأخرى، وقال إن هذا سيكون الفرق بين المدن الحالية وبين نيوم مثل قفزة تكنولوجية بين الهواتف. ورأى العديد من السعوديين، أن ذلك كناية عن الفرق بين ماضيهم وأين يأملون أن يروا أنفسهم فى المستقبل. ومن ناحية أخرى، نشرت صحيفة التايمز تقريرا على صفحتين فى السياق ذاته تحت عنوان "مدينة على الرمال قد تنقذ مملكة"، بحسب موقع "بى بى سى عربى". ووصفت مشهد المؤتمر الاستثمارى الضخم الأخير، بالقول: "فى رمال المملكة العربية السعودية هناك شيء يتحول مضيفة: "هذا مشهدا غير معتاد سابقا فى المملكة وهو جلوس النساء مع الرجال فى الأماكن التى يخترنّها داخل قاعة المؤتمر"، مشددة على أنه مشهد جديد على المملكة التى كانت تجبر النساء على الجلوس فى مكان منفصل عن الرجال وخلف حاجز يصل ارتفاعه إلى 14 قدما. ويصف التقرير المدينة المأمولة بحسب رؤية ولى العهد، بأنها ستكون "مدينة الكترونية" واسعة، تعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وستعتمد على الزراعة المائية (إنتاج المحاصيل بواسطة محاليل معدنية مغذية بدلا من التربة)، كما ستتوفر على تغطية شاملة ومجانية للإنترنت (واى فاي)، وتتولى شخصيات آلية (روبوتات) أعمال التنظيف فى المدينة. وأضاف التقرير، أن أول الروبوتات التى سوف تعمل فى المدينة قُدم للجمهور فى الرياض هذا الأسبوع وحمل اسم فتاة (صوفيا) وكانت من دون حجاب. ومن ناحية أخرى، أشادت مجلة "الأيكونومست" بتحركات السعودية الإصلاحية، وقالت إن الأمير محمد استخدم نفوذه لتمرير قرار تاريخى يسمح للنساء بقيادة السيارات، مضيفة أن الأمير الشاب يجب أن يدرك أن مشروع نيوم سيساهم فى التقدم، ولكنه سيستغرق وقتا ويتطلب مجهودا كبيرا على كافة الاتجاهات.