"برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا.. فمشى فى الأرض يهدى ويسب الماكرينا.. مخطىء من ظن يومًا أن للثعلب دينًا"، منذ أكثر من 100 عام، خرج علينا أمير الشعراء أحمد شوقى بتلك الكلمات ليحذرنا من أدعياء الدين، لتمر الأيام والسنون، ويخرج علينا أناس ليسوا بفقهاء ولا علماء، ليقولوا للناس هذا حلال وهذا حرام، ويصدق فيهم قول الرسول (ص): "سيأتى على الناس سنوات خداعات، يُصدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها (الرويبضة)، قيل وما (الرويبضة) يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة".
بآرائه الشاذة، خرج علينا "يوسف زيدان"، خلال لقاء تليفزيونى أمس، مع الإعلامى عمرو أديب، ليقتحم مجددًا منطقة لا يقترب منها إلا المتخصصون؛ فالرجل قال نصًا: "شرب النبيذ حلال ولا حرام.. لو أنت من الأحناف يبقى (حلال).. لو أنت من الشافعية يبقى (حرام).. مصر كلها مذهبها الرسمى حنفى ومذهبها الرسمى شافعى".
آراء "زيدان"، أحدثت جدلا على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث دشن رواد "تويتر" هاشتاجا باسم "يوسف زيدان"، ليتصدر الترند المصرى، للرد على مزاعم الرجل، ورأى كثيرون أن "زيدان" ليس آهلا للفتوى وبفعلته قد تعدى على المختصين من أهل العلم ولجان الفتوى فى مصر، فيما اعتبر آخرون زيدان مدلسا وعدوا للدين- حسب وصفهم.
حساب باسم "أحمد عباس" كتب يقول: "الرجل الذى يتكلم فيما لا اختصاص له.. يمارس التدليس على الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامى فى إطار حملة منظمة لتشويههما"، فيما كتب حساب باسم أحمد البيطانى: "تجديد الخطاب الدينى ليس معناه الخروج على ثوابت الدين، والآراء الشاذة لا تكون قاعدة نسير بها".
وتتابعت عشرات التعليقات، التى وجهت نقدا لاذعا إلى "زيدان"، وطالت مساره الأدبى أيضا، بعدما أعادت بعض الحسابات نشر مقطع فيديو لقناة "العربية" يوثق ما سمته القناة "سرقات يوسف زيدان"، وقالت مذيعة العربية- وفق الفيديو الذى انتشر بشكل كبير عبر هاشتاج "يوسف زيدان": قبل أكثر من 164 عاما، نشرت رواية إنجليزية بعنوان "هيباتا" تشابهت تفاصيلها مع رواية "عزازيل" للكاتب يوسف زيدان، وفى العام 2009 فازت رواية "عزازيل" بجائزة البوكر للرواية العربية، قبل أن يكتشف الجمهور أن مؤلفها يوسف زيدان، قد سرق الكثير منها من رواية إنجليزية نشرت عام 1853 للكاتب تشارلز كانسليز، الرواية تحكى عن عالمة رياضيات اسمها "هيباتيا" مهتمة بأفكار الفيلسوف أفلاطون، وفى الروايتين الأصلية والمنسوخة اتفاق على الشخصية الرئيسية فى الإسكندرية خلال القرن الخامس الميلادى سماه يوسف زيدان بـ"هيبا"، وسماه تشارلز كانسليز، بـ"فليمون"، وتطابقت التفاصيل فى صفحات عدة.
وتقول مذيعة "العربية"، يتداول أيضا مادة مطولة، كيف سرق الدكتور "يوسف زيدان" بحثا تاريخيا فى العام 2008 قدم على التليفزيون فى العام 2005، إلى درجة أنه استخدم العبارات ذاتها عند الكلام.