تحول اسم "باب العامود" إحدى البوابات الرئيسية المؤدية إلى حائط البراق وإلى المسجد الأقصى المبارك وكنيسة المهد، إلى أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التى بدأت رحاها فى أكتوبر الماضى والمستمرة إلى وقتنا هذا، حيث تمكنت المقاومة من قتل 5 إسرائيليين 3 منهم من الجيش الإسرائيلى وإصابة آخرين.
كما شهد المكان استشهاد 12 شهيدا فلسطينيا، إما لقيامهم بطعن جندى أو محاولتهم تنفيذ عملية مقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى بالقدس.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن "باب العامود" تحول إلى ثكنة عسكرية محاطة بالقناصة من قوات الشرطة الإسرائيلية بالإضافة إلى وضع قوة إضافية من قوات حرس الحدود التابعة للجيش الإسرائيلى.
وتوضح صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية أنه فى أعقاب هذه العمليات التى تنفذ ضد الإسرائيليين تم نصب كاميرات مراقبة من جميع الجهات، وانتشر القناصة على المبانى المحيطة بالمكان، أحد الأبواب التاريخية السبعة فى السور المحيط بالبلدة القديمة فى القدس المحتلة.
وقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلى بنصب حواجز أمنية عند باب العامود، بهدف تفتيش أى فلسطينى يفكر فى دخول القدس المحتلة، بعدما سن الكنيست الإسرائيلى قانونا يسمح للجنود بتفتيش الفلسطينيين وتجريدهم من ملابسهم فى الطرقات دون الحاجة إلى اقتيادهم إلى أماكن تابعة للشرطة الإسرائيلية.
كما نشرت قوات الاحتلال لأول مرة الكلاب البوليسية، فى باب العامود بالقدس، وقامت قوات الاحتلال بتخويف الفلسطينيين والمارة بواسطة هذه الكلاب البوليسية والحيلولة دون مرورهم من باب العامود إلى بلدة القدس القديمة.
يذكر أن البوابة تم بناؤها فى عام 1537، وسُمِّيت بهذا الاسم نسبة إلى عامود من الرخام الأسود ارتفاعه 14 مترًا، وضع فى الساحة الداخلية للباب فى الفترة الرومانية والبيزنطية، ويظهر العامود فى خريطة الفسيفساء التى عُثر عليها فى الكنيسة البيزنطية فى مادبا، عن طريق هذا العامود كان يتم قياس بعد المسافات عن القدس، بواسطة حجارة ميل وضعت على طول الطريق، وقد بقى هذا العامود حتى الفتح الإسلامى.