أصبح "اللبن المعبأ" أحد المنتجات الغذائية التى تستخدم على نطاق واسع فى العديد من المجتمعات، وأصبح بديلاً للبن السايب، لكن مواقع التواصل الاجتماعى كما هو حالها، شهدت خلال اليومين الماضيين تحذيرات من تناوله لأسباب قيل أنها ترجع للمواد المستخدمة فى صناعة "اللبن المعبأ"، مما أثار القلق والفزع فى قلوب مستخدمى هذه المواقع.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى، منشورا لسيدة قالت إنها كيميائية، وعملت على تحليل اللبن المعلب لتكتشف أنه يتم غشه بمادة تسمى الملامين، وهى مادة ضارة جدا على الصحة، وتوضع فيه - على حد قولها- لزيادة نسبته والحصول على كمية أكبر منه على حساب صحة المواطنين، ونصحت الجميع باستخدام اللبن السايب بدلا من اللبن المعلب.
لكن تقديرات الأطباء والمتخصيين، أدحضت مزاعم مستخدمى مواقع التواصل عن أضرار ومخاطر اللبن المعبأ مقارنة بـ"السايب"، وأكد الدكتور مجدى نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية فى مصر، أن اللبن المعبأ أكثر أماناً من اللبن السايب، فالأول أكثر تعقيماً، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة جهات فقط فى مصر مسئولة عن التحليل الغذائى، وهى معهد التغذية، والمعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، ومعهد الأغذية التابع لمعهد البحوث.
"نزيه": اللبن السايب يتعرض لمليون ميكروب فى الثانية حال تعرضه للهواء
وأوضح "نزيه" أنه لكى يكون اللبن صالحًا للاستهلاك، يجب أن يكون بحالته الطبيعية خاليا من الغش، مطابقًا للمواصفات القياسية، وشركات اللبن المعبأ فى مصر خاضعة للرقابة والفحص المستمر.
وذكررئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية، أن اللبن السايب، عبارة عن مادة غذائية سريعة الفساد والتلوث وبناء عليه، فاللبن السايب "مرتع" للبكتريا بمجرد تعرضه للهواء، ولذا مشاكله كثيرة وعلى حسب نوع التلوث الملوث به ونوع البكتريا التى تعرض لها، مضيفاً: "اللبن السايب له مستويات مختلفة من التلوث فمجرد كشف غطاء الإناء عنه لثانية سيتعرض لمليون ميكروب، وهذا ما يتم تفاديه فى اللبن المعبأ حيث يتم الحليب والحفظ تكنولوجياً".
استشارى تغذية: شائعات "السوشيال ميديا" حرب ضد الشركات
من جهتها أكدت دكتورة ليندا جاد الحق، استشارى التغذية العلاجية، أن اللبن المعبأ ليس له أضرار من الناحية الصحية حيث يخضع للمعايير الدولية وللرقابة، وما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى مؤخراً عن أضراره بالمقارنة مع اللبن السايب نوع من الحرب ضد الشركات، أو الجهل لدى البعض.
وأشارت إلى أن اللبن السايب يواجه مشكلات عدة، أبرزها عدم البسترة والتعقيم وعدم الحفظ الجيد، أم اللبن المعبأ يتم بسترته وتعقيمه جيداً، وطرق الحفظ لا تعتمد على العبوة فقط بل الكرتونة وكيفية التخزين.
أسامة أبو سارى: اللبن المعبأ يخضع للرقابة والفحص
وفى هذا الصدد، قال الدكتور أسامة أبو سارى، طبيب صيدلى، إنه لا وجه للمقارنة بين منتجين أحدهما يخضع لمعايير جودة وقوانين نابعة من وزارة الصحة، ومنتج آخر لا يخضع لأى معايير من الفحص والرقابة بجانب تدخلات النقل فيه من إناء إلى إناء، ومليئة بالبكتريا والمرض، مؤكداً أن اللبن المعبأ أكثر سلامة وأماناً من اللبن السايب، فهناك جهات متخصصة ومسئولة عن رقابة النوع الأول من اللبن، أما الآخر يتم تداوله دون رقابة ودون عبوات تضمن حفظه من الهواء والميكروبات.
وأوضح أن اللبن المعبأ يتم وضعه تحت درجات حرارة عالية للغاية فى المصنع ثم يتم خفض الحرارة تحت مناخ خال من التلوث تماما ويتم التخلص من البكتريا بشك شبه تام ثم يتم تعليبها فى علب معقمة وبالتالى تمتد مدة صلاحيته لأشهر.
كما أكد أن اللبن المعبأ أفضل بكثير من اللبن السائب، نظرًا لمعاملته معاملة حرارية تقضى على الميكروبات المرضية وجراثيمها، كما أن هناك مواصفات قياسية للبن المعبأ تُلزم المصنعين بتطبيقها، ويجب مراعاة مراقبة هذه المصانع، للوقوف على مدى تطبيقها هذه المواصفات، بدءًا من تسلم اللبن الخام حتى الوصول إلى المستهلك.