خالد أبوبكر يكتب:مصر لن تحيا إلا إذا كان هناك عمل.. كفاية أغانى..مش مهم نقول أو نكتب تحيا مصر..لكن المهم نقول عملنا إيه علشان نحافظ عليها.. الأغانى والمشاهد المؤثره لا تبنى أوطانا.. الأوطان تبنى بالع

المقال ده موجه للمواطن والحكومة والبرلمان وللدولة، ولنا جميعا. الكام سنة اللى فاتت بقى عندنا ظاهرة إن جاز تسميتها بـ«التعبير عن حب الوطن». جميل ورائع كل منا يعبر بطريقته عن حبه لوطنه، وهذه الظاهرة تزداد فى بعض المواقف زى مثلا عندما نتعرض لمحنة أو يستشهد أحد من أبنائنا، وأيضا عندما تكون هناك مباراة للفريق القومى لكرة القدم تبدأ تلاقى مظاهر على مواقع التواصل الاجتماعى وإعلام وكلمات مؤثرة، ومن الدولة كمان تلاقى أغانى وأفلام ودموع وتأثر وحاجات كده من اللى بتاكل مع الناس. طيب.. قعدنا نقول بلادى بلادى لكى حبى وفؤادى لحد الصبح، وعيطنا شوية وهللنا بالأعلام ورسمنا على وشوش ولادنا واتصورنا معاهم وهما شايلين العلم، ونزلنا الصورة وجابت ألف لايك. وبعدين! أقولك يا سيدى: لو عيطت علشان استشهد أخوك فى الوطن اللى بيدافع عنك ده حقك، وهو حق مقدر ومفهوم، لكن اللى مش مفهوم إنك لا تتأثر إطلاقا إلا لساعات، وحتى تأثرك ده لا بيودى ولا بيجيب وقت مصلحة البلد، لإن لو ضابط استشهد أنت مع ضابط آخر واقف فى الشارع بتعمل مشكلة أو بتحاول ترشيه، أو حتى وقت أى حادثة بتكتب على «تويتر» و«فيس بوك» أخبار وكأنك العالم ببواطن الأمور ولا تعلم مدى تأثير هذه الأخبار التى غالبا تكون غير صحيحة. أنت بتفتح قنوات تليفزيونية معادية لبلدك وبتاخد كلام من اللى بيقولوه وتنشره على موقعك. أنت بتساعد فى نقل معلومة غلط وبتهد تعب ولادك اللى بيشتغلوا عشان يحموا أرواح أبنائك. أنا طبعا مش هادخل فى موضوع تعبير وأكلمك عن أنك بنيت من غير ترخيص وقدمت كام رشوة النهاردة، واستخدمت محسوبياتك كام مرة والكلام الفاضى ده، أبدا المهم إنك بعد ما عملت كل ده برضه كتبت على تويتر تحيا مصر. ومش هاقولك روحت شغلك فى ميعاده ولا لأ، وخليت حد وقع مكانك لما كنت غايب، ولا ظبط المدير بتاعك آخر مرة إمتى، ولا وقفت حال كام حد من اللى بيتعاملوا مع المصلحة اللى أنت بتشتغل فيها ولا زوغت كام مرة.. مش هأقولك كل ده المهم تشترى علم يوم ماتش مصر وتاخذ حمادة ابنك وتنزل تقول تحيا مصر. ده المواطن. أما الدولة فهو هو نفس البيان وهى هى نفس الكلمات، ومستعد أقولك الحادثة الجاية كل واحد هايقول إيه، ويسيبوك لايص فى عرض معلومة وقت الأزمة، ويسيبوا الإشاعة تطلع وتنتشر وبعدين يكذبوها، ولا عمر واحد طلع فى يوم قال أخطأنا فى أشياء، وجارٍ العمل على مراجعة الخطأ وهذه هى خطة العمل القادمة، أبدا!! المهم الأغانى وتحيا مصر. طيب سايبين المواطن للإعلاميين ومش طايقين الإعلاميين وبتلبسوهم إنهم سبب المشاكل، ما تطلعوا المتحدثين باسم الدولة علشان يكلموا الناس ويشرحولهم بالأرقام والحقائق. بلاش لو الشرح المفصل مش مطلوب فى بعض الأوقات أو الخوض فى بعض القضايا يضر لماذا لا تحاولون إيصال هذا الكلام للناس حتى يساعدون فى تنفيذه؟ ولا حاجة المهم سمعنى أحلى أغنية وطنية على القناة الأولى. وسيبك من كل ده تشوف بقى مظاهر زى مين استقبل مين إزاى، ومين كان قوى فى مؤتمر صحفى، ومين أفحم مين، وشوفت الحرس كان عامل إزاى، وولا وعملوها الرجالة وأى كلام فارغ نخلق منه موضوعات ندعى فيها إننا انتصرنا فى شىء، والمهم اللقطة. وبالليل على الساعة 6 تفتح التليفزيون تلاقينا متابعين المذيعين بتوعنا العظام الأبطال اللى بيشتموا البلاد اللى بتعادينا، وكل ما كانت الشتيمة أكثر سخونة كل ما عدد الليكات والشير زاد وكل ما إدارة المحطة انبسطت من المذيع، وها تجدد له بكام مليون زيادة، والجمهور طبعا مبسوط آخر انبساط من الشتيمة، وهاتوا طبل وزمر وسمعنى تسلم الأيادى! والله حرام، بحق كل الأديان حرام. عمركم شوفتوا بلد فى العالم اتقدمت بالأغانى؟ أو بالشتيمة، أو برفع الإعلام والطبل والزمر؟ أو بالبيانات اللى من سكت لن تثنينا والجو ده؟ عمركم شفتم أى بناء فى العالم يتم تشييده لإن أصحابه يصلون ويدعون الله ويؤدون الزكاة؟ يا إخوانا بناء الأوطان يحتاج إلى كلمة واحدة وهى «العمل». كل اللى الهيصة الزايدة اللى إحنا بقينا فيها اليومين دول لا تبنى أوطان، المهم العمل. الدموع والتأثر والشجب والإدانة والتأييد المطلق كل هذه أمور لا تتساوى مع العمل. جلد الذات والبكاء على الماضى والحديث، من أجل إبراز أسماء معينة هذه أمور لا تحدم إلا أصحابها ولا علاقة لها بالوطن، فالوطن لا يحتاج إلا العمل. إهمال الناس وحجب المعلومات عنهم ومحاولة إظهار أن الظروف لا تسمح كلها أمور تخلق حالة من اللخبطة المجتمعية، فى ظل مجتمع لا يطلب إلا العمل. مصر مش بتاعت حد، ولا ملك حد، مصر هى قطعة أرض حدودها البحر المتوسط والأحمر وليبيا والسودان، عاش فيها المصريون القدامى وصنعوا مجدا يحكون عنه فى كتب التاريخ، وتركوا قطعة الأرض هذه لأهلها كى يعمروها أكثر ويزيدوها حضارة. لكن لا إعادة قراءة التاريخ ولا التباهى به ستؤدى إلى ازدهار الوطن ولا الاكتفاء بالتاريخ يبقى على التاريخ ذاته، لأن الأمم تصنع تاريخها أيضا بالعمل. مصر دولة مهمة ومحورية، كلمة بنسمعها بس لازم نفهم حجم الأهمية ولازم نقرأ متغيرات المجتمعات العربية والأفريقية ومن أصبح أيضا مهما ومحوريا بجوارنا، ولازم نفهم إنه لا صداقة بين الدول لكن هناك مصالح بين الدول، ومش مهم الرؤساء ضحكوا إزاى وهما بيسلموا على بعض المهم قدموا إيه لبلدنا. خلونا نفكر بجدية كفاية دوشة وكلام فاضى ملوش علاقة بالتقييم الواقعى على الأرض لحال بلدنا.. خلينا ننظر بمفهوم أوسع للعالم من حولنا، خلونا نقول للمواطن خطوات إن فعلها يخدم بلده أكثر من الأغانى، خلونا نقول للدولة خدوا المواطن معاكم ولا تتركوه فريسة لغيركم. مصر لن تحيا إلا إذا كان هناك عمل.. كفاية أغانى.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;