اشتعال أزمة تعامد الشمس على 15 موقعا أثريا.. باحث أثرى يؤكد: رصدنا تعامدا جديدا على معبد "دير شلويط" بغرب الأقصر.. ووزير الآثار يرد: مجرد "وهم".. ولدينا تعامد واحد وموثق على معبد أبوسمبل

فى تحد جديد للدكتور أحمد عوض، صاحب نظرية تعامد الشمس على 15 موقعا أثريا مصريا - والذى سبق قيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكريمه على نظريته بشأن تعامد الشمس على المعابد المصرية - ضد تصريحات وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى، رصد أمس السبت، تعامد الشمس على معبد دير شلويط الذى يقع غرب الأقصر، واخترقت أشعة الشمس المعبد، لترسم سجادة ضوئية على الحائط الغربى لقدس الأقداس، مما يساعد فى اشتعال الأزمة التى اندلعت مؤخراً بين الباحث عوض والدماطى حول تلك النظرية التى يحاول إثباتها الباحث يوماً تلو الآخر.

ويقول الدكتور أحمد عوض فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن هذا الرصد يأتى ضمن مشروع الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية بالأقصر بالتعاون معه لكشف التعامدات الـ15 وعرضها على المجلس الأعلى للآثار، لإثبات عكس حديث وزير الآثار بعدم وجود تعامد إلا فى معبد أبوسمبل بأسوان، وشارك فى عملية الرصد الجديد لحدث أمس المرشد الباحث الطيب عبد الله، والذى يشارك فى مشروع التوثيق السياحى لرصد تعامد الشمس على معبد دير شلويط، وبعض رجال الإرشاد السياحى.

وحول تصريحات وزير الآثار بشأن اقتصار ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبوسمبل فقط، قال الدكتور أحمد عوض، إنه بمثابة رأى شخصى ولا صلة له بأى سند أو مرجع علمى، مؤكداً أن تصريحات الوزير جاءت متناقضة تماماً مع ما ورد فى الوثائق التاريخية لأول عملية رصد لظاهرة تعامد الشمس على معبد أبوسمبل، وأن التقارير والأبحاث العلمية وحتى الوثائق التاريخية لأول عملية رصد لتعامد الشمس على معبد أبوسمبل أكدت أن تعامد الشمس على المعبد وافق يومى 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عملية نقل المعبد إبان الستينات تحت إشراف منظمة اليونسكو، وأن موعد حدوث ظاهرة تعامد الشمس على المعبد بعد عملية النقل قد حدث بها تغير طفيف وأصبحت تحدث فى يومى 22 أكتوبر و22 فبراير أى بتغيير مقداره يوم واحد فقط، وذلك نتيجة خطأ طفيف فى عملية نقل المعبد وإعادة بنائه مجدداً، وذلك بالمخالفة لما جاء فى تصريحات الوزير بأن التغيير فى موعد الظاهرة الذى حدث أثناء عملية النقل بلغ شهراً كاملاً.

وأوضح الدكتور أحمد عوض، أن عدد المعابد والمقاصير المصرية القديمة المسجلة أثرياً على مستوى جمهورية مصر العربية يقارب 330 معبدا ومقصورة، منهم فقط عدد 27 معبدا ومقصورة الذين تتوجه الزاوية الأفقية لمحاورهم الرئيسية نحو محور الشرق الحقيقى، وأغلب تلك المعابد والمقاصير اقترنت بالمجموعات الهرمية لملوك الدولة القديمة على خلاف معبد "أبو سمبل" المنتسب إلى معابد الدولة الحديثة، ومن ثم يجدر السؤال: كيف للمصرى القديم أن يكتفى بتحقيق ظاهرة تعامد الشمس على ذلك العدد المحدود 27 معبدا ومقصورة فقط؟، وهى من بنيت بحسب نظرية ارتباط تعامد الشمس بحدوث الاعتدالين الربيعى والخريفى "21 مارس، 21 سبتمبر"، كما أنه بهذا الفرض الذى أعلنه الوزير ينتفى معه تفرد وإعجاز ظاهرة تعامد الشمس على الكثير من المعابد المصرية القديمة.

وشدد صاحب نظرية تعامد الشمس على 15 معبدا أثريا، على أنه فقاً للأبحاث المنشورة والمعتمدة أكاديمياً على النطاق المحلى والدولى سجل المصرى القديم شعائر تشييده للمعابد بما يسمى "طقسة شد الحبل" وهذه الطقسة تم تسجيلها على أكثر من أثر أهمها معبد "إدفو"، وقد أثبتت البحوث أن هذه الطقسة ترجع إلى ما قبل الدولة القديمة أى ما قبل عصر بناة الأهرامات، وقد كانت المعبودة القائمة على عملية تشييد المعابد فى مصر القديمة سواءً على مستوى الطقوس أو على مستوى آليات التنفيذ هى المعبودة "سشات"، وقد أثبتت البحوث أنها معبودة ذات صلة وثيقة بعلوم الفلك فى مصر القديمة ومن ثم يعد ذلك رابطاً وثيقاً بأن المعابد فى مصر القديمة قد تم تشييدها بناء على العلوم والدلائل الفلكية خاصة فى إطار عبادة المصرى القديم للمعبودات التى تقترن بقرص الشمس، مما يؤكد حدوث ظاهرة تعامد الشمس على أغلب المعابد المصرية القديمة وفقاً للمعتقدات الدينية السائدة آنذاك.

وقال أحمد عوض، إن تصريحات وزير الآثار جاءت متناقضة مع قرار اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار والتى وافق أعضاؤها على عملية رصد وتوثيق ظاهرة تعامد أشعة شروق الشمس على عدد من المعابد وذلك ضمن الإجراءات البحث العلمى المقدمة منه فى ذلك الصدد، وقد صدر قرار اللجنة الدائمة بتاريخ 31/12/2014 بالموافقة على عملية الرصد، وقد تمت عملية الرصد بالفعل بحضور مفتشى آثار كل معبد وتم عمل كافة الإجراءات الإدارية بشأن توثيق ذلك الرصد، وأنه سلم 10 نسخ من بحثه إلى اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار، وأن تقرير المكتب الفنى للسيد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بتاريخ 28/1/2016م بشأن عملية الرصد التى يقوم بها، جاء فيه نصاً أن "شيدت معظم المعابد المصرية وفقاً لتوجيهات النهر والطبوغرافيا، ومع ذلك اتجه المعبد نحو الشمس ويعتبر هذا أهم مبدأ مُعترف به فى توجيه المعبد، وبناء على ما سبق يمكن القول بأن هناك العشرات من ظاهرة تعامد الشمس على بعض المعابد المصرية خلاف المتعارف عليها إعلامياً" .

واستطرد الباحث الدكتور أحمد عوض حديثه لـ"انفراد" مؤكداً أنه حصل على الاعتماد الأكاديمى والتوثيق العلمى لظاهرة تعامد أشعة شروق الشمس على معابد أخرى غير معبد أبو سمبل فى رسالة الماجستير الخاصة به، والمعتمدة بتاريخ 21/5/2015م، وأيضاً فى بحث منفرد بعنوان "ظاهرة تعامد أشعة شروق الشمس على المعابد والمقاصير المصرية القديمة بين الحقائق والتكهنات" والذى تم مناقشته واعتماده فى المؤتمر الدولى الأول لكلية الآثار بجامعة القاهرة بتاريخ 21/10/2015.

وكانت قد أثارت تصريحات الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار، والتى وصف فيها الدراسات الخاصة برصد تعامد للشمس على المعابد المصرية القديمة فى أيام محددة من كل عام، بأنها "مجرد صدفة" معركة علمية بين، الدماطى وأثريين وباحثين وعلماء مصريات، حيث جاءت تصريحات الوزير والتى أعلنها فى مناسبة استعدادات وزارته للاحتفال باليوبيل الذهبى لنقل معبد أبوسمبل جنوبى أسوان، قال فيها إن تعامد الشمس على المعابد المصرية مقصور على معبد أبوسمبل فقط، وأن تعامد الشمس على أبوسمبل تأخر شهرا كاملا عن موعده الأصلى الذى كان قبيل نقل المعبد من مكانه.

فيما نفى الدكتور أحمد صالح عبدالله عالم المصريات، الذى يشغل منصب مدير منطقة آثار أسوان، صحة ما أعلنه "الدماطى" مؤكدا أن تعامد الشمس على معبد أبوسمبل تأخر عن موعده الأصلى بعد نقل المعبد لمدة 24 ساعة فقط وليس شهرا كما أعلن وزير الآثار.

وأضاف الدكتور أحمد صالح فى تصريحات خاصة، أن منظمة اليونسكو قالت فى وثيقتها بشأن نقل معبد أبوسمبل، أن الخبراء المشاركين فى عملية النقل، انتظروا ستة أشهر كاملة حتى حلول شهر أكتوبر، لمتابعة موقع وموعد عملية التعامد، وأن اليونسكو أقرت بأن ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل فى موقعه الجديد تأخرت عن موعدها الأصلى لمدة 24 ساعة فقط ليتم التعامد يوم 22 من شهر أكتوبر ويوم 22 من شهر فبراير، بعد أن كانت تتم يوم 21 من شهر اكتوبر و21 من شهر فبراير، واصفا تصريحات وزير الأثار بأنها تعد بمثابة تشكيك فى ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك فى العالم أجمع وامتلاكهم لفنونه وأسراره باقتدار، وهى الريادة التى أكدها علماء المصريات فى العالم أجمع، وتؤكدها كثير من المواقع الأثرية المصرية القديمة، وفى مقدمتها موقع "وادى النبطة" الواقع شمال غرب أبو سمبل وهو موقع ذات قيمة فلكية كبيرة، حيث عثر فى تلك المنطقة على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر ويرجع تاريخهما إلى 11 ألف سنة، وهو أقدم دليل تاريخى حدد بدايات السنة والانقلاب الشمسى والاتجاهات الأربعة وهو من أعظم الاكتشافات الفلكية فى مصر والعالم وهو كشف يزيل الغموض الذى يحيط بظاهرة تعامد الشمس على معبد أبوسمبل، وغيره من المعابد المصرية القديمة، قائلاً: "إن علم الفلك الأثرى هو علم معروف قبل أكثر من 50 عاماً، وهو يحدد أسباب اتجاه المعابد القديمة نحو الشمس تارة والقمر تارة أخرى".

ومن جانبه قال الباحث أيمن أبوزيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، إن باحثين من الجمعية يشاركون فى عملية رصد لظاهرة تعامد الشمس على 15 معبدا وموقعا أثريا مصريا قديما، وذلك بموافقة من اللجنة الدائمة من المجلس الأعلى للآثار، وبالتنسيق مع الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة.

وأكد "أبو زيد" فى تصريحاته لـ"انفراد"، أنه ثبت بالفعل ومن خلال الرصد العلمى تعامد الشمس على معابد دندرة وحتشبسوت والكرنك وكلابشة، وأن عملية رصد جديدة جرت لتعامد الشمس على منطقة "دير شلويط" فى غرب مدينة الأقصر، أمس السبت، مطالبا بوضع تلك الظواهر على الأجندة السياحية المصرية.

وأوضح رئيس جمعية تنمية السياحة بالأقصر، أن مشروع التوثيق السياحى للظواهر الفلكية الذى تتبناه الجمعية بالتعاون مع الباحث المصرى أحمد عوض يعد من أهم المشروعات التنشيطية للسياحة بعد الثورة، وذلك نظراً لاعتبار أن هذا المشروع يؤسس لنمط جديد من أنماط السياحة فى مصر، وقد تم رصد العديد من الظواهر الفلكية مع الباحث ولا يوجد فيها مجال للصدفة على الإطلاق، وإنما هى ظواهر مفادها تقدم القدماء المصريين فى الهندسة والعلوم الفلكية وخلال السنوات القادمة ستشكل هذة الظواهر والأحداث الفلكية أهمية كبيرة فى تغيير شكل السياحة الثقافية فى مصر، ويجب على مؤسسات الدولة دعم المشروع والاهتمام بتسويق هذا المنتج الجديد وعدم محاربة العلم والعلماء.

ورداً على الرصد الجديد للباحث أحمد عوض فى معبد "دير شلويط" بغرب الأقصر فقد أكد وزير الآثار المتواجد حالياً فى مدينة الأقصر عقب حضوره مراسم نقل رأس الملك أمنحتب الثالث من الغرب إلى متحف الأقصر، فقد أكد أن كل ما يقوم به الآثريون فى هذا الشأن ما هو إلا اجتهاد شخصى وله تقديره من الوزارة على قيام الباحثين بمثل تلك الخطوات لإثراء التاريخ الفرعونى بالجديد.

وقال الدكتور ممدوح الدماطى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" حول تلك الأزمة: "لدينا تعامد شمس واحد وموثق وهو تعامد الشمس على معبد أبوسمبل، حيث إن الظاهرة تحدث فى 22 أكتوبر و22 فبراير، فالمعبد يجب أن يكون مكرسًا لعبادة معبود الشمس "آمون رع" أو "رع حور آختى" مثلما يحدث فى معبد "أبو سمبل" الكبير فقط فى مصر".

وأضاف وزير الآثار، أن تلك النظريات وتعدد عمليات الرصد لتعامد الشمس فى أكثر من مكان أمر مرهق للغاية، ويؤدى بصورة مباشرة إلى الإضرار بقيمة ظاهرة تعامد الشمس على معبد "أبوسمبل" بنشر وجود تعامدات أخرى على معابد أخرى، وهو ما يؤدى لتشتت السائحين بصورة تضر السياحة المصرية الدينية، مؤكداً أن العلماء أو الباحثين الذين يركضون خلف تلك النظريات، فإن عملهم ما هو إلا سير فى طرق السراب لتسجيل أسمائهم فى التاريخ بالوهم.

ومن جانبه صرح الدكتور مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر، بأن التاريخ الفرعونى ضخم للغاية ويعج بالأمور الخرافية والفلكية الكبيرة للقدماء المصريين، لكن فكرة تعامد الشمس من عدمه على مختلف المعابد التى سجلت فى دراسة أحد الباحثين المصريين غير صحيحة بالمرة، حيث إن الشمس من الطبيعى أن تدخل فى أكثر من معبد ومكان، لكن بالمشهد الذى يحدث فى معبد أبوسمبل فلا يوجد نهائياً فى أى مكان أثرى بمصر.

وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه لم ترد أى طلبات رسمية من أى باحث أو أثرى يطلب فيه رصد ظاهرة بعينها، لكونهم جميعاً يعلمون أنهم يسيرون خلف أمور غير موجودة بالمرة، فيخرجون بطرق أخرى بكونهم مرشدين ومواطنين لدخول المعابد وتسجيل ما يسمونه بالظواهر الفلكية وهو ما لم تسجله وزارة الآثار على مدار تاريخها حتى الآن.






















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;