فى تحرك أمريكى جديد ضد إمارة قطر، الراعى الأول للإرهاب، ورغم انحياز بعض المؤسسات داخل البيت الأبيض لنظام تميم بن حمد، وفى مقدمتها وزارة الخارجية الأمريكية بخلاف موقف الرئيس دونالد ترامب، أرغمت واشنطن الحكومة القطرية على تشديد مراقبة الأعمال الخيرية والخدمات المالية فى قطر، والتى تؤول فى نهاية المطاف إلى دعم وتمويل كيانات وجماعات إرهابية، وذلك فى أعقاب زيارة وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين للدوحة، والتى انتهت أمس.
التحرك الأمريكى الجديد تجاه إمارة قطر، جاء فى الوقت الذى تطالب فيه العديد من مراكز الأبحاث ودوائر صنع القرار داخل واشنطن بضرورة التصدى لدور الدوحة فى إيواء ودعم كيانات وتنظيمات متطرفة، وسط تحذيرات متزايدة من لجوء تنظيم الحمدين الإرهابى إلى تمويل تلك الكيانات تحت ستار العمل الخيرى عبر شبكة من المنظمات والجمعيات المشبوهة.
وقال وزير الخزانة الأمريكى فى بيان له : "اتفقنا على تعزيز تعاوننا المشترك فى مكافحة تمويل الإرهاب فى مجالات رئيسية ذات اهتمام مشترك، بما فى ذلك زيادة تبادل المعلومات عن ممولى الإرهاب فى المنطقة، مع التركيز بشكل أكبر على قطاعات الأعمال الخيرية وأعمال الخدمات المالية فى قطر".
وأضاف الوزير الأمريكى، أن التحرك الأخير يهدف إلى منع الإرهابيين من الاستمرار فى استخدام تلك القطاعات لأغراض عمليات التمويل غير المشروع، واتخاذ إجراءات مشتركة ضد ممولى الإرهاب.
ورغم ترويج وسائل الإعلام القطرية لزيارة "منوتشين" بشكل مغاير للواقع، والتعتيم على ملف التدقيق فى تمويل الإرهاب، وهو ما تزامن مع تغطية مشوهة من جانب وسائل الإعلام الأمريكية التى غابت عن عناوينها الرئيسية رضوخ قطر فيما يتعلق بدعم الإرهاب، إلا أن صحيفة ذا هيل الأمريكية دون غيرها، أشارت إلى تفاصيل اللقاء فى هذا الشأن.
وتسير العلاقات الأمريكية القطرية من سيئ إلى أسوأ منذ تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يناير الماضى، خلفاً للرئيس السابق باراك أوباما الذى ارتبط بعلاقات وثيقة مع نظام تميم بن حمد، الذى تسبب عبر وكلائه فى العديد من الاضطرابات والأزمات فى الدول العربية ومناطق النزاعات فى الشرق الأوسط.
ومن الجفاء إلى المواجهة، دخلت العلاقات بين إدارة ترامب، وقطر ـ الراعى الأول للإرهاب فى المنطقة ـ مرحلة جديدة، خاصة بعدما أعلن الرئيس الأمريكى انحيازه للمطالب العربية المشروعة التى قررت من خلالها كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين التصدى لممارسات تنظيم الحمدين الإرهاب الذى يؤوى جماعات إرهابية متطرفة من بينها الإخوان والقاعدة وداعش وطالبان.
وفى مايو الماضى، عقد الكونجرس جلسة تاريخية لمناقشة دور قطر فى دعم الإرهاب والكيانات المتطرفة، حيث طرحت إيلانا روز ليتنين، رئيسة لجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنبثقة عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، أثناء جلسة اللجنة، تساؤلات جديدة بشأن مدى ملائمة قطر لاستضافة القاعدة الجوية الأمريكية "العديد" فى ظل فشلها فى التحرك ضد ممولى الإرهاب، موضحة أن دورها فى نقل تمويل للإرهابيين أو فشلها فى منع الآخرين من إرسال أموال للجماعات المحظورة، يجب أن يثير تساؤلات بشأن استمرار الوجود العسكرى الأمريكى فيها.
فيما قال جوناثان سكانزر، نائب رئيس مركز الدفاع عن الديمقراطيات البحثى الأمريكى، فى شهادته أمام اللجنة عن دعم قطر للكيانات الإرهابية ودعمها للجهاديين فى سوريا وليبيا وللإخوان وطالبان، إن الدعم القطرى لمثل هذه الكيانات مزعج على وجه التحديد فى ظل استضافتها للقاعدة العسكرية الأمريكية التى تشن منها واشنطن عملياتها على الإرهاب.