على مدار أكثر من 40 عاما نجح النجم العربى وليد توفيق فى حفر اسمه فى عالم الشهرة والنجومية، وأصبح له مكانة وجمهور كبير فى الوطن العربى كله، حيث كان من المحظوظين بالوجود وسط كوكبة كبيرة من نجوم الزمن الجميل، واستغل ذلك فى أن يحقق حلمه بالشهرة والنجومية.. بدايته كانت مع أغنية «بهية» التى لفتت الأنظار له وأعجب به المخرج حسن الإمام الذى كان بوابته للدخول إلى مجال السينما وقتها.
«انفراد» أقامت ندوة فنية للنجم العربى من أجل تكريمه على مجمل مشواره الفنى، وسلمه درع التكريم الكاتب الصحفى والإعلامى خالد صلاح، وكشف وليد توفيق عن أسرار عديدة ورؤيته لشكل الغناء حاليا، ومتى سيطرح ألبومه فى الحوار التالى.
منذ فترة طويلة لم تطرح ألبوما غنائيا كاملا.. لماذا؟
بالفعل لم أطرح ألبوما منذ أكثر من 6 سنوات، وذلك بسبب الأحداث السياسية المتلاحقة التى عاشها الوطن العربى بالكامل، ولكنى فضلت التواجد عن طريق الأغانى السينجل، وطرحت 4 أغنيات على فترات متباعدة، كما أن ألبومى سيكون فى صيف 2016، ويضم من 10 إلى 12 أغنية قمت بتلحينها جميعاً، وتعاونت فيه مع الشعراء هانى عبدالكريم، نزار فرنسيس، ومروة روحانة.
إذن أنت ترى أن الأغانى السنجل كانت بمثابة تعويض عن فترة غيابك الطويلة؟
- دائما أنصح بعمل الأغانى السنجل، لأنها تبرز الأغنية أكثر من وجودها ضمن ألبوم، لأنه الألبوم يكون ممتلئا بعدد كبير من الأغنيات تصل إلى 12 أغنية، ويتم تصوير منها أغنيتين فيديو كليب، وهما ما يراه ويسمعه الجمهور وما لا يتم تصويره لا يسمعه أحد سوى جمهور المطرب فقط، وبالتالى هناك أغنيات فى الألبوم تظلم، لذلك أرى أن الأغنية السنجل فرصها فى النجاح أفضل.
البعض يردد دائما أن أغنياتك المصرية أنجح من اللبنانية.. فما تعليقك؟
بالطبع فكل أغنياتى الناجحة كانت المصرية، وذلك بسبب مشوارى الكبير فى مصر، وأعتبر نجاح تلك الأغنيات شرفا كبيرا لى، مثل «أنزل يا جميل عالساحة»، و«بهية»، و«نقسم القمر»، كما استطاعت أن تكون تلك الأغنيات فى جميع المناسبات مع الجمهور.
من وجهة نظرك.. الجيل الحالى من المطربين يقدم فنا حقيقيا مثل جيلك.. أم تغير الزمن كان له تأثير فى شكل الأغنية حاليا؟
- بداية كل زمن له «ناسه وله طريقته» فى التعبير، وحاليا هناك كلمات لم نكن نسمعها زمان لا فى مصر ولا فى لبنان، هذه المفردات تستخدم فى الأغانى، ويرددها الشباب، والمفارقة أن بعضها تعابير غريبة جدا ورغم ذلك يجدها الجيل الحالى لغته وطريقته، وأعتقد أنه سيأتى يوم يجدون فيه أنهم قدموا أشياء ليس لها طعم ولا فكر.
بعد مشوار طويل وحافل بالنجاحات.. ما الآلية التى حافظت بها على تألقك طوال هذه السنوات؟
الآلية تلزم أن يكون المطرب دارس «مزيكا» ويمتلك صوتا جيدا، وعلى سبيل المثال عندما أتيت من لبنان إلى مصر كنت حينها مصنفا فى الإذاعة اللبنانية، ورغم ذلك تطلب الأمر أن أنجح فى الإذاعة المصرية، حتى أتمكن من الغناء داخل مصر، وحينها غنيت أمام لجنة أشرف عليها مجموعة من الأسماء الكبيرة، مثل محمد سلطان وأمل فهمى، والموجى، وعندما قمت بالغناء صفقوا لى وسألونى: هل تستطيع التلحين؟
فأجبتهم: نعم فأعطونى مجموعة كلمات شعبية ثم قصيدة فقمت بتلحينها، وهذا الأمر بحد ذاته مسؤولية، فحينها إن لم تكن فنانا حقيقيا فلن تستطيع النجاح بخلاف الآن، وأتذكر أيضا جلوسى مع الشاعر الكبير مأمون الشناوى، بعد أن أرسل له، أحد أصدقائى أغنيتى «مغرم بعيونه» والتى نالت إعجابه، وعلى أثرها هاتفنى وقال لى: «أنت مكانك فى مصر» وعندما جئت إليه جلست ألحن معه أغنية «أدوب فى دباديبو» واستمررنا 4 أيام فى كتابة الأغنية، ورغم ذلك رفضت الإذاعة تلك الأغنية بسبب كلمة «دباديبو»، بخلاف ما يحدث اليوم أصبحنا نسمع أغانى مثل «بحبك يا حمار»، وهو ما لم يكن يحدث فى الماضى، حيث إن الرفض والمراقبة القوية لم تكن تسمح سوى للفنانين الحقيقيين بدخول مجال الغناء.
هل ترى أن عدم وجود رقابة قوية أدى إلى العشوائية فى الغناء؟
بالطبع فأى عائلة متفككة لا يوجد بها أب أو أم يرعى أبناءها نجد الأطفال يفشلون، وهذا ما يحدث فى الفن الآن بسبب عدم وجود رقيب أو حسيب، وأغلب المنتجين الآن كل ما يهمهم أن يصاحبوا المطربات، ونحن نحتاج إلى دعم رجال الأعمال والمنتجين لأن الفن يحتاج مالاً وإمكانيات، ولكن أن يتم إنفاقه فى المكان المناسب أو لمن يحتاجه، لكن للأسف نجد الآن من يمتلك مالاً يتجه لمن لا يستحق.
هل يحتاج المطرب إلى كاريزما خاصة للنجاح؟
بالفعل، وأتذكر أن سبب حضورى لمصر هو «الكاريزما» التى كنت أتمتع بها فى غناء «بهية» ووقتها شدنى المخرج الكبير الراحل حسن الإمام وطلب منى التمثيل، وأعتقد أن الكاريزما هى هبة من الله، فهناك ناس ينجحون بسبب كاريزمتهم فقط، وأنا الكاريزما أفادتنى كثيرا جدا لكنى لم أكتف بها ودرست «صوت وموسيقى» وتعلمت من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والموسيقار بليغ حمدى، وبسبب نصيحة عبدالوهاب قمت بالدراسة لمدة سنة فى باريس، حيث قال لى إنك تستخدم من صوتك 20% فقط، وأوصى بأن أذهب إلى واحدة من الأساتذة فى باريس وكان عمره وقتها 70 عاما ذهبت معها لمدة عام كامل واستفدت منها بشكل كبير ولم أنسها فى حياتى، و«الآن المغنون أول ما ينجحوا يبحثون عن المكياج والفستان» وهذا مطلوب، ولكنه ليس الأساس لأن الذى يدوم هو الصوت، وأتذكر كلمة حلوة لعبدالوهاب قال، إن فيروز وعبدالحليم لما بيغنوا «بيجملوا» البشاعة، وقال لى: ماذا لو كان عبدالحليم يمتلك شكلك؟ وأنا أرى أننى عندما أغنى أزيد جمالا، وهو أيضا ما أراه فى شيرين عبدالوهاب التى تزداد جمالا حينما تغنى.
على ذكر المخرج الكبير حسن الإمام.. ما الفارق بينه وبينه المخرج بركات؟
حسن الإمام كان ابن بلد وكان «بيشخط» فى الأستوديو بطريقة قوية وكان يجعلنى أرتجف من شدة شخصيته وفى أحد الأيام حدث بيننا خلاف بسبب أنه يريدنى أن أرقص وكنت رافضا بسبب أن ذلك مخالف لعادات المنطقة التى نشأت فيها بلبنان، وهو كان يرغب فى ذلك بسبب حبه لى، وكان يريد أن أرقص بالعصا مثل رشدى أباظة، ولكنى لم أفهمه وقتها لأننى كنت قادما من لبنان مباشرة وبداخلى عبدالحليم وفريد الأطرش ومحمد فوزى، وهنا جاء بنجله الفنان الراحل حسين الإمام لكى يشرح لى كيفية الرقص، لذلك فحسن اللإمام كان «قوى» زى الزعيم، أما بالنسبة لبركات فكان استايل آخر وهادئا جدا ويتعامل مع الفنان مثل الخواجات.
هل ترى أن التكنولوجيا وتطور الميديا سهلت دخول الكثيرين للمجال الغنائى؟
كل فنان فى حاجة للتكنولوجيا التى وجدت لتطور وتدعم الغناء وليس لإفساده، لكن للأسف أصبحت التكنولوجيا تخدم مصلحة من لا يعرفون الغناء، وهناك مطربون نسمعهم فى ألبوماتهم، فنشعر أن صوتهم رائع بعكس ما يجدونه منهم فى اللايف فحينها يسمع «نشازا» وصوتا سيئا ويصدم الجمهور فى هذا المطرب.
من الصوت الذى يلفت انتباهك من الجيل الصاعد؟
أحب صوت أحمد جمال الذى أرى أن المستقبل أمامه كبير، وخامة صوته جيدة ويمكن استخدامها بشكل أفضل من ذلك، إضافة إلى محمد عساف الذى أحب صوته أيضا وطريقة غنائه.
ما رأيك فى برامج اكتشاف المواهب حاليا؟
أرى أن تلك البرامج ظاهرة جيدة وخصوصا ما يحدث فى «the voice» خصوصا أنهم يسمعون الصوت بدون أن يشاهدوا المطرب، ودائما أقول إن النجم الذى يسكن فى قلوب الناس هو النجم الحقيقى، أما النجم الذى يسكن فى عيون الناس أول ما يغيب وتأتى صورة أخرى الناس تنساه.
«انفراد»: لماذا وافقت على الانضمام للجنة تحكيم برنامج المرأة بعنوان «الملكة»؟
لأن فكرته جديدة ولم تقدم من قبل فى الوطن العربى، وأيضا البرنامج يكرم المرأة بشكل حقيقى، إضافة إلى وجود أسماء كبيرة فى لجنة التحكيم، مثل النجم الكبير دريد لحام والنجم الكبير مصطفى فهمى لذلك لم أتردد فى الموافقة والتواجد فى البرنامج.
كل فترة يتردد أنك ستعود للسينما من جديد.. فما مدى صحة ذلك؟
شغلتى فى الأساس مطرب وليس ممثلا، ولكن حينما يعرض على سيناريو قوى بالتأكيد سأشارك فيه، ولكن حتى الآن تركيزى فى الغناء أكثر، ورفضت من قبل عمل قصة حياتى فى مسلسل بعدما تشاروت مع المقربين منى وقالى لى وقتها المخرج الصباح: «أنت كده هتظهر كأنك نهيت مشوارك».
بصراحة شديدة.. هل أنت راضٍ عن مشوارك السينمائى وما قدمته من أفلام حتى الآن؟
بالتأكيد، وأنا أعشق السينما وقدمت فيها 12 فيلما مع كبار نجوم مصر ولبنان وسوريا، والسينما «سلاح ذو حدين» لأن هناك مطربين فشلوا فيها، مثل سعد عبدالوهاب رغم أنه من أجمل الأصوات، وهناك من نجحوا وبشدة مثل حليم ومحمد فوزى، وأتذكر أول فيلم لى كان «كرملة وشفايف» مع سهير رمزى، ثم قدمت «أستاذ أيوب» مع فريد شوقى وصفية العمرى التى حينما أقابلها أذكرها بكواليس الفيلم، ثم سافرت سوريا وقت الحرب، وقدمت هناك «3 أيام»، ولا أنكر أن سوريا احتضنتنى فى تلك الفترة ثم سافرت إلى أوروبا، وهناك غنيت أغنيات كثيرة لأشقائنا العرب وأيضا غنيت ولحنت «خليجى» ثم جاءت فرصتى الكبرى فى فيلم من «يطفئ النار» ونزلت على مصر لأبدأ أهم فترة فى مشوارى الفنى.