رغم مرور سنوات على مقتله فى مداهمة أمريكية لمخبئه بباكستان، لا يزال اسم أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق، حاضرا فى صدارة المشهد الإخبارى، هذه المرة بدفعة جديدة من الوثائق الخاصة به كشفت عنه وكالة الاستخبارات الأمريكية "سى أى إيه".
وتشمل هذه الملفات الجديدة مذكرات بن لادن الشخصية ووثائق وتسجيلات صوتية وتسجيلات فيديو، بما فى ذلك مقطع فيديو لابنه حمزة فى حفل زفافه، وفقا لما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، وهذه هى المرة الرابعة التى تنشر فيها وكالة الاستخبارات المركزية مواد حصلت عليها فى الغارة التى نفذتها على مخبأ بن لادن فى أبوت أباد فى باكستان، وأسفرت عن مقتله عام 2011، وقالت الوكالة إنها حجبت بعض المواد والوثائق لأنها قد تضر بالأمن القومى.
وفى بيان صحفى، قال مدير السى أى إيه، مايك بومبيو، إن نشر رسائل القاعدة ومقاطع الفيديو والملفات الصوتية وغيرها من المواد المتعلقة بالتنظيم الإرهابى اليوم، يتيح الفرصة للشعب الأمريكى لمعرفة أوسع وأدق حول خطط وعمل هذه المنظمة الإرهابية.
وأشار بيان الوكالة إلى أن هذه الوثائق تقدم نظرة عميقة لخلفية وأصل الخلاف بين تنظيم داعش وتنظيم القاعدة، فضلا عن "الخلافات الإستراتيجية والمذهبية والدينية بين القاعدة وحلفائها"، وأضافت الوكالة أن المواد الجديدة تظهر جهودا بذلها التنظيم لاستغلال انتفاضات "الربيع العربى" ومحاولاته لتحسين صورته الإعلامية.
ووفقا لما نشرته قناة العربية، فإن بن لادن تحدث فى إحدى مذكراته المكتوبة بخط يده أنه كان ملتزما بالإخوان فى بداية حياته على الرغم من أن "منهجهم كان محدودا"، مضيفا فى هذه الوثيقة أن المرة الأولى التى فكر فيها فى الجهاد فى أى مرحلة فى حياته كانت عندما كان فى المدرسة الثانوية، وتابع: "كنت متدينا منذ سن صغيرة، أحفاظ على صلواتى وترعانى أمى فى كل الجوانب، ولم يكن هناك من يرشدنى مثل الإخوان، لقد كانت مجرد غريزة طبيعية".
وكان جهاز الكمبيوتر الذى تم ضبطه خلال الغارة يحتوى على أفلام هوليوودية، وأفلام رسوم متحركة للأطفال، وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن سببها على ما يبدو أن بن لادن كان يعيش مع عائلته وأطفاله، وفضلا عن ذلك كانت هناك ثلاثة أفلام وثائقية عن بن لادن نفسه، بحسب ما ذكرت "بى بى سى".
ومن بين تسجيلات الفيديو أيضا، فيديو لزفاف حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة يظهر لقطات نادرة لحمزة بن لادن، الذى أصبح الآن الوجه الصاعد فى قيادة التنظيم، فى شبابه.. وكانت وثائق سابقة قد أشارت إلى أن بن لادن كان يجهز ويعد نجله حمزة ليخلفه فى زعامة تنظيم القاعدة.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "الجارديان" إن رحلة صيفية قام بها بن لادن إلى بريطانيا فى سن المراهقة، وزيارته مسقط رأس شكسبير أقنعته لن الغرب منحل، وفقا لما كتب فى جريدته الشخصية قبل وقت قصير من مقتله. وتشير الصحيفة إلى أنه رغم عدم وجود تقارير سابقة تفيد بان بن لادن سافر إلى الغرب، فإن هذا يعد أول تأكيد.