قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن البيانات الجديدة التى كشف عنها موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لأعضاء الكونجرس أمس الأربعاء، تظهر أن الروس استهدفوا المستخدمين بالعرق والدين والسياسة، وأيضًا وفق للاهتمامات مثل ملكية الأسلحة وعلم الكونفيدرالية.
وخلال الجلسة التى تأتى كجزء من التحقيقات التى يجريها الكونجرس فى تلاعب الروس بالسوشيال ميديا للتأثير على الانتخابات الأمريكية، تبين أن الإعلانات استهدفت جماعات تتبنى مواقف متعارضة لقضية ما، فيما قال المشرعون أن هدفه تضخيم الانقسامات السياسية.
وكشف أعضاء الكونجرس أيضًا عن أسماء 2752 حساب على "تويتر" مرتبطة بوكالة الإنترنت الروسية، وانتحل العديد منها شخصيات سياسيين وأحزاب سياسية ووكالات أنباء شهيرة فى محاولة منها لتبدو ذات مصداقية.
ومن ناحية أخرى، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الإعلانات التى تم الكشف عنها، والتى تعد عينة من 3 آلاف إعلان اشتراها الروس خلال حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضى وما بعدها، أظهرت بالكلمات والصور قدرة مذهلة على محاكاة الخطاب السياسى الأمريكى فى الجوانب الأكثر انقساما، وأظهرت المعلومات المستهدفة أيضًا فهما لكيفية استخدام "فيس بوك" بأفضل شكل لإيجاد والتأثير على الناخبين الذين يمكن أن يستجيبوا لذلك.
واستهدفت الإعلانات الناخبين الذين يشعرون بالقلق من الهجرة غير الشرعية وتراجع الفرص الاقتصادية لمناجم الفحم وحقوق السلاح والنشاط السياسى للأمريكيين الأفارقة وبروز المسلمين فى بعض المجتمعات الأمريكية وقضايا أخرى، وبعض هذه الإعلانات التى تم شرائها بالعملة الروسية "الروبل" دعت صراحة الناس لحضور تجمعات سياسية فى ظل موسم انتخابى كان الأكثر استقطابا فى التاريخ الأمريكى الحديث.
وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، نشرت مجموعة على فيس بوك تدعمها روسيا مكونة من 217 ألف متابع صورة مسيئة لهيلارى، تظهرها كشيطان يقاتل "يسوع".
وكانت هذه الصورة من بين الدعاية الروسية التى تم عرضها خلال جلسة استماع للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ التى ركزت على استخدام روسيا لـ"فيس بوك" و"جوجل" و"تويتر" للتدخل فى السياسة الأمريكية، وكانت جلسة الاستماع فرصة لأعضاء مجلس الشيوخ للتعبير عن مخاوفهم وطرح العديد من الأسئلة على المسئولين التنفيذيين فى تلك الشركات، حول الدعاية الروسية.
وعرض السيناتور مارك وارنر نائب رئيس اللجنة هذه الصورة التى تمت مشاركتها من قبل صفحة "جيش يسوع" التابعة لروسيا على شبكة الإنترنت، كدليل على كيفية استخدام الروس لمواقع التواصل الاجتماعى والإعلانات لزرع الانقسام ونشر الدعاية.
ومن جانبه، قال كولين ستريتش المستشار العام لـ"فيس بوك"، خلال جلسة الاستماع التى عقدت يوم الثلاثاء الماضى مع لجنة القضاء فى مجلس الشيوخ، إن معظم الإعلانات الروسية على منصة الشركة كانت تستخدم لتوجيه الناس إلى الصفحات ذات الصلة على الموقع، حيث يمكنهم عرض المنشورات غير المدفوعة عبر الجروبات.
ولم يتمكن أى من "فيس بوك" أو "جوجل" أو "تويتر" إخبار محققى الكونجرس يوم الثلاثاء بالمبلغ الذى حصلوا عليه من الإعلانات التى ظهرت جنبا إلى جنب مع الدعاية الروسية.