تحدى الطبيبات والممرضات المنتقبات بمستشفى قصر العينى، قرار الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، حيث شرع الطبيبات فى تحريك دعوى قضائية على إدارة الجامعة من خلال المستشار القانونى لنقابة الأطباء.
ونظم العشرات من الطبيبات والممرضات المنتقبات بمستشفى قصر العينى، وقفة احتجاجية بساحة المستشفى، صباح اليوم الأحد، تنديدا بالقرار، ورفعت المتظاهرات لافتات مكتوب عليها "النقاب حرية ومساجد الكلية"، و"النهاردة النقاب بكره يلغى الحجاب"، و"النقاب شرف مش هنفذ القرار"، كما رددن هتافات "يسقط يسقط جابر نصار" و"يسقط كل مسئول ظالم" و"نقابى شرفى مش هتخلى عنه".
وقالت إحدى الطبيبات المنتقبات بقصر العينى، إن قرار رئيس الجامعة بحظر النقاب داخل المستشفيات غير قانونى وغير دستورى لأنه يخل بمبادئ الحرية الشخصية، مؤكدة أنها بحكم عملها فى قسم الأشعة لا تتعامل مع مرضى من الأساس، فإن طبيعة عملها مع الأجهزة وأجهزة الكمبيوتر، وإعداد تقارير عن الأشعة التى تعرض عليها، قائلة: "لا يحق لرب العمل أن يفصل الموظف بسبب ملابسه".
وأضافت طبيبة قصر العينى، التى تحفظت على ذكر اسمها، أنها خلال فترة الامتياز الخاص بها قامت بالتدريس لـ87 طالبا بكلية الطب، وشرحت فى هذا الكورس مجموعة محاضرات، مؤكدة أن عددا كبيرا من هذه المجموعة يعملون أطباء بقصر العينى حاليا، مشيرة إلى أنه كانت هناك استمارة تقييم يملؤها الطلاب، وبالفعل لم تخرج هذه الاستمارة بشىء يعيب أسلوبها فى التدريس أو تحصيل المعلومات.
وردت طبيبة قصر العينى، على القول بأن النقاب ينقل العدوى، مؤكدة أن كل الذين يتعاملون مع المرضى بقصر العينى يرتدون قناعا كاملا على الوجه لمنع العدوى أو نقل الرذاذ للمرضى، ولمكافحة الميكروبات أيضا، قائلا: "مع احترامى الكامل لشخص رئيس الجامعة، لكنى أعلم أنه متخصص فى القانون وليس فى شئون المستشفيات وعليه ألا يقول أشياء فى غير تخصصه".
وأكدت الطبيبة المنتقبة، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن القائمين على المستشفى لم يلاحظوا وجود حالات عدوى بسبب النقاب، قائلة: "بدلا من أن تمنع النقاب عليك اتخاذ قرارات أهم فيما يخص نقل العدوى أولها منع المكياج للطبيبات لأنها أول أداة لنقل العدوى وكذلك الإكسسوارات التى تمنع على الممرضات ولا تمنع على الطبيبات، وذلك لأن هذه الإكسسوارات والمكياج ممنوعة فى كل مستشفيات العالم وجامعة القاهرة تتركها وتحارب النقاب".
وأشارت الطبيبة إلى أن هناك كثير من التجاوزات فيما يخص موضوع العدوى ومن بينها هناك طبيبات يدخلن العمليات بغطاء رأس غير كامل مما يظهر شعرهن الذى يعد أول أداة لنقل العدوى، مؤكدة أن التصريحات الخاصة بتخريج طلاب ضعاف بسبب المنتقبات غير دقيقة، قائلة: "عدد المنتقبات بالقسم الذى أعمل به 3 من أصل 150 طبيبة عايز تقول إن كل كادر العمل يفشل بسببنا أعتقد أن هذا غير صحيح".
وتساءلت الطبيبة: "كيف لمنع النقاب أن يحسن العملية التعليمية؟ مؤكدة أن هناك أولويات جامعية أكثر من المفترض أن تهتم بها إدارة الجامعة وتترك النقاب لأصحابه، مشيرة إلى أن مستشفى جامعة هارفارد الأمريكية التى يتم تصنيفها الأولى أو الثانية على العالم على أقل تقدير بها طبيبات وممرضات منتقبات، كما أن جامعة هارفارد نفسها بها منتقبات والأذان يرفع من برج الكنيسة هناك، مؤكدة أن هذه المجتمعات لا تحاول أن تكون متعصبة، وأن قرار حظر النقاب بجامعة القاهرة ومستشفياتها يخلق عداوات فى الجامعة والمستشفيات ويؤسس للتعصب.
وأردفت الطبيبة، أن رئيس الجامعة نفسه يعلم عدم قانونية القرار، وهو مثبت بالقرار الأول الخاص بعضوات التدريس المنتقبات، إذ إن القرار لم يحدد القرار الإجراء المناسب لمواجهة الرافضات لخلع النقاب، مؤكدة أنها إذا رفضت خلع النقاب وتعرض لها أحد ستحرر محضر بالواقعة، قائلة: "عيب يتم الزج باسم جامعة القاهرة اسمها فى هذا الأمر، وهناك جامعات أقل منها تؤكد مبادئ الحرية الشخصية فى النقاب، أنا أحب قصر العينى وموجودة بها منذ 10 سنوات، وأريدها الأعلى شئنا، لكن لابد من مراعاة حق الحرية الشخصية طالما أنه لا يوجد انتهاك لحقوق الآخرين".
من جانبها، قالت "أ.ح" الممرضة المنتقبة بمستشفى قصر العينى، إن قرار حظر النقاب فى المستشفيات يسبب كثيرا من المشكلات، مؤكدة أن هناك شكا فى نوايا إدارة جامعة القاهرة من هذا القرار، قائلة: "يعنى إيه المدير الإدارى والمشرفة لا يعلمان الممرضة المنتقبة أو الدكتورة الصيدلانية المنتقبة فلا يستحقان مكانهما، لأن كل ممرضة مسجلة بياناتها بالمستشفى كاملة وتسير مرتدية الكارنيه الخاص بها".
وأضاف الممرضة، أنها تجلس مع المشرفة وتتناول الإفطار معها يوميا وتخلع النقاب خلال جلوسها مع الشرفة وزميلاتها من الممرضات ويعلمونها جيدا، مؤكدة أن هناك عنصرا آخر مفقود وهو الصوت ويحق لفرد الأمن أو المشرفة أو غيرها التأكد من أى منتقبة حال الشك بها أو بصوتها.
وأشارت الممرضة المنتقبة، إلى أن الأمن يعلم الموظفين والموظفات جيدا وهو المنوط به منع التجاوزات مثل سارقة الأطفال بمستشفى النساء والتوليد وغيرها، قائلة: "مستعدة للفصل إذا فعلت خطأ ولو شك فىّ الأمن سأرفع النقاب لأفراد الأمن النسائى ولو زميلاتى أعطونى الثقة لن يشك المريض فىّ، فأنا ابنة قصر العينى وتخرجت فى مدرسة ومعهد قصر العينى ولم أرتد النقاب إلا منذ 5 سنوات بعد الزواج".
وأكدت الممرضة، أن النقاب حرية شخصية ومرتبط بظروف أخرى مثل قرارات الزوج، أو قد يكون هناك واحدة تعانى من تشوه فى وجهها، قائلة: لماذا تفرض على حالة نفسية وأقعد فى البيت بعد الدراسة التى درستها، وأعلن الاكتئاب بسبب هذا القرار إذا لم أرض بما تقولون، وساعات الشغل تهون على أصحاب المشكلات، فلماذا تحرمونهن من تأدية العمل وواجبهن تجاه المرضى بما لا يخالف القواعد الأساسية لبيئة العمل".
ووجهت الممرضة المنتقبة رسالة من خلال حديثها لرئيس الجامعة قائلة: "لو بتتكلم على التحكم فى العدوى طبق كل المعايير التى لها علاقة بالعدوى فهناك تلوث فى العمليات والأطباء يدخلون بنفس اللبس الذين يرتدونه فى الشارع وهذا خطأ ولا يأخذون الاحتياطات الأمنية اللازمة، إذا أصررت على هذا القرار سأرتدى قناعين على وجهى ولن يظهر منى غير عينىّ هل حينا سيثق فىّ المريض".
وتابعت الممرضة: "المريض يهمنى جدا ولو لديه تخوف أو هيستريا أو ما شابه ذلك هناك بدائل أخرى للتعامل معه، وإذا كان المريض غير مرتاح فى التعامل معى سنبدل أنا وزميلاتى ويمكن أن أطلعه على البطاقة أو الكارنيه وكل ما يعطيه الثقة فىّ".
وأكدت الممرضة، أن إدارة الجامعة تتخذ قرارات غير مسئولة قائلة: "نشك فى نوايا الإدارة ونشعر أن هناك رغبة منها فى فصلنا لأنها ترحب بتقديمنا للاستقالة حال عدم رضائنا بهذه القرارات وتحاول أن تضعنا أمام الأمر الواقع ولا تعلم ظروفنا المعيشية الصعبة فهناك من تعمل لتستطيع تجهيز نفسها أو لأنها تعول أسرة، أو أن زوجها مريض وهى قائمة على علاجه أو أنها قائمة على علاج نفسها أو والدها ووالدتها"، مؤكدة أن هذه القرارات مستفزة للمنظومة وتحاول نشر كراهية الموظفين للدولة، حسب قولها.