بعد مرور 72 ساعة على واقعة إطلاق رقيب الشرطة مصطفى محمود من قوة النقل والمواصلات، النار على عادل دربكة سائق سيارة سوزوكى بعد مشاجرة نشبت بينهما بمنطقة الدرب الأحمر، أحال المستشار هشام حمدى المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، الرقيب المتهم إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، لبدء محاكمته فيما هو منسوب إليه من اتهامات.
وكشف قرار إحالة رقيب الشرطة المتهم بقتل سائق الدرب الأحمر بسبب الخلاف على الأجرة، والذى أعدته نيابة جنوب القاهرة الكلية، برئاسة المستشار أحمد الأبرق، وإشراف المحامي العام الأول للنيابات هشام حمدى، عن استماع نيابة حوادث جنوب القاهرة، إلى 11 شاهدا على الواقعة بينهم 3 من ضباط التحريات الذين أدانوا المتهم، وأكدوا فى أقوالهم أمام النيابة تعمده قتل المجنى عليه، كما استمعت النيابة إلى والد وشقيقة المجنى عليه، الذين اتهموا رقيب الشرطة بالقتل العمد ونفوا رؤية الواقعة.
وتبين من أمر الإحالة أن النيابة قد واجهت جميع الشهود بالمتهم داخل مستشفى العجوزة، والذين تعرفوا عليه، وهم أصحاب المحلات المجاورة للواقعة.
وفجرا تقرير الطب الشرعى الذى تسلمته النيابة فى ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أكد أن الوفاة جاءت نتيجة طلقة نارية واحدة فقط أطلقت من مسافة قريبة جدا، وملاصقة لجبهة المجنى عليه، وأسفرت عن انفجار الرأس وخروج أجزاء من المخ، وأحدثت الوفاة فى الحال، كما أكد تقرير الطب الشرعى أن السلاح المتحفظ عليه هو نفس السلاح المستخدم فى الجريمة.
وتبين من مخاطبة وزارة الداخلية، أن الرقيب أول مصطفى محمود عبد الحسيب والذى يعمل بقسم أول مترو بشرطة النقل والمواصلات، هو صاحب السلاح المستخدم، وأنه يعتبر عهدته.
وجاء فى أمر الإحالة سؤال النيابة العامة للمتهم مرتين خلال علاجه بمستشفى العجوزة، وانتداب محامى للحضور معه، وأكد المتهم فى أقواله أمام النيابة، إطلاقه النار على السائق، ولكنه أنكر تعمده القتل قائلا: "كنت عايز أعوره مش اقتله"، وبرر الأمر أن المجنى عليه استفزه وسبه خلال مشاجرة بينهما للخلاف حول مبلغ 30 جنيها من قيمة الأجرة، حيث قام السائق بإنزال بضاعة المتهم من السيارة، وهو ما أدى لحدوث المشاجرة بين الطرفين.
وأثبتت التحريات أن صديق رقيب الشرطة الذى كان بصحبته وقت الحادث، لم يكن له أى دور في الواقعة، ولم يوجه إليه أى اتهامات من قبل النيابة العامة.
وتبين أنه مصاب بكدمات شديدة فى الوجه واليد نتيجة اعتداء الأهالى عليه بعصا خشبية، عقب حدوث الواقعة، وتم نقله إلى إحدى مستشفيات الشرطة حيث تحسنت حالته الصحية.
وكشفت تحقيقات النيابة أن كاميرات المراقبة حول الحادث، لم تتمكن من كشف واقعة القتل، ولكن المتهم أقر بصحة الفيديو الملتقط بواسطة تلك الكاميرات، معترفا بوجوده بذلك المكان.