يعتبر حى غرب بمحافظة أسيوط، أحد الأحياء الصعبة، والمليئة بالمشاكل نظرا لطبيعة الحى، وقدم مبانيه، وانتشار الورش، وأصحاب الحرف الصغيرة، وتهالك البنية التحتية، فمن الصعب على أى شخص تولى مسئوليته، ولكن أن تتولى الأمور فيه امرأة، كان هذا هو الأغرب والأصعب، وقوبل فى البداية بالرفض لكن مع مرور الأيام أثبتت "هويدا الشافعى" رئيسة حى غرب أسيوط أنها على قدر هذه المسئولية، وأصبحت معروفة لكل أهل الحى، وموجودة فى شوارع الحى ليل نهار وأثبتت أن المرأة من الممكن أن تتولى المناصب القيادية وأن تنجح فيها أيضا.. وإلى نص الحوار.
من هى المهندسة هويدا الشافعى؟
هويدا الشافعى بدوى بدأت العمل عام ١٩٩٧ كأخصائى تنمية ريفية، ثم مديرا لمركز المعلومات بمركز الفتح لمدة ٤ سنوات، ثم تولت بعد ذلك عملها كنائب لرئيس حى شرق منذ ٢٠٠٤، وظلت بذلك المنصب ١١ عاما حتى أغسطس ٢٠١٥ ثم رئيسا لحى غرب منذ شهر أغسطس الماضى حتى الآن.
كيف علمتى بقرار تعيينك رئيس حى غرب؟
علمت بالقرار من السيد المحافظ أبلغنى أثناء قيامنا بحل مشكلة تسرب بقعة زيت بنهر النيل، أنه اعتمد قرار ترقيتى لمنصب رئيس حى غرب .
وكيف كان رد فعلك؟
بالطبع بعد علمى بالقرار فرحت جدا وانتابتنى أيضا حالة من الخوف فحى غرب حى عشوائى وبه العديد من المشكلات التى اشتكى منها رجال سابقون، وأغلب الأهالى والمسئولين أكدوا أننى لا أستطيع البقاء فى ذلك المنصب أكثر من أسبوع بسبب تفاقم مشكلات الحى من انهيارات وعشوائية وصرف صحى وخلافه.
ماهو دور الرجل فى حياة هويدا الشافعى؟
الرجل هو زوجى وابنى وأخى، أما زوجى فهو متفهم جدا لطبيعة عملى ويساعدنى ويشجعنى ولكن بعد أن توليت ذلك المنصب كان قلقا جدا، ولكن أمام طموحى ظل يشجعنى، وبالطبع دائما يساعدنى ويدعمنى ويقف بجوارى.
يضطرك العمل لقضاء وقت طويل خارج المنزل هل يضايقهما ذلك؟
فى الحقيقة فعلا يضطرنى عملى لقضاء وقت طويل خارج المنزل وربما أضطر أحيانا للتأخر لساعات متأخرة فى حالة الانهيارات مثلا، ولكن زوجى وابنى متفهمان طبيعة ذلك العمل، وزوجى دائم التشجيع لى ولهذا السبب استمر نجاحى ولا يجد فى نجاحى أى نقصان من قدره أو رجولته، بل بالعكس يرى أن نجاحى تفوقا له وإذا كان من هؤلاء الرجال الذين يغيرون من نجاح زوجاتهم لكان ذلك عائقا كبيرا أمام طموحى.
أما ابنى فهو فى الفرقة الرابعة بكلية الحقوق، ولم يظهر لى على الإطلاق أى ضيق من ممارسة عملى وتأخرى عن المنزل، فهو متفهم جدا لعملى وطبيعته، وكان من أكثر الناس فرحا بذلك القرار، كما أننى دائما أحاول أن أستقطع وقتا لهما.
وكيف تجمعين بين مهام العمل وقضاء اليوم خارج المنزل ومتطلبات منزلك وأفراد أسرتك؟
لا شك أن العمل ونجاحى فيه كان على حساب منزلى، ولكن يجب فى النهاية أن أسعى لراحة أفراد أسرتى، فأحيانا أستيقظ مبكرا جدا وأقوم بتجهيز الطعام قبل ذهابى للعمل، وأحيانا أعود للمنزل فى السادسة وأقوم بإنهاء احتياجات منزلى بنفسى من تجهيز الطعام والتنظيف وكل شىء يخص أسرتى.
هناك فتيات يفضلن الحياة العلمية والعمل عن الزواج باعتبار أن الزواج سيقف عائقا أمام نجاحهن فهل أنت مع ذلك القرار؟
بالطبع لا، أنا تماما ضد مبدأ العنوسة مقابل النجاح فى التعليم أو العمل، فحتى وإن كانت المرأة تطالب بنجاحها فى العمل فلابد أن تبحث عن نجاحها فى حياتها الزوجية أولا، ولا أوافق على تأخير سن الزواج مقابل ذلك النجاح وهذه ظاهرة أصبحت منتشرة، فالزواج أمر مقدس واستقرار والأسرة كيان يستحق البناء أهم من أى عمل آخر، ولذلك أنا أشجع المرأة المتزوجة على النجاح فى عملها وفى إدارة منزلها، فأنا على باب شقتى أنسى تماما أننى رئيسة حى وخلف الباب المغلق أنا زوجة وأم وربة منزل، وخارج باب منزلى أنا مهندسة ورئيسة حى وعليا تأدية واجب يجب إتقانه.
كيف ترين عمل المرأة فى رئاسة المدن؟
عمل المرأة فى رئاسة المدن يحمل شقين، فمن ناحية هو عمل شاق جدا، ومن ناحية أخرى عمل ممتع للغاية، فالتعامل مع الجمهور صعب جدا وخاصة أننى أتعامل مع كافة طبقات المجتمع، وتتعدد أساليب التعامل مع جميع الفئات وفى ذلك إرهاق شديد للغاية، ولكن يختفى كل ذلك ويزول تماما مع حب العمل والإنجاز فيه
حى غرب من أصعب الأماكن الموجودة فى مدينة أسيوط خاصة وأن به العديد من الأماكن العشوائية ألم يقلقك ذلك؟
بالفعل حى غرب من أصعب الأماكن الموجودة ليس بالمدينة فقط بل والمحافظة أيضا، ولكن خبرتى على مدار الـ١١ عاما كنائب لحى شرق أعطتنى الكثير من الثقة فى كيفية التعامل مع الجمهور، خاصة وأننى كنت أنزل العمل الميدانى باستمرار، وأتصدر تنفيذ قرارات الإزالة.
هل تصلح المرأة لتولى منصب محافظ؟
نعم المرأة تصلح جدا لتولى منصب محافظ، فالمرأة قادرة على إدارة الأمور.
وهل تتطلعين لمنصب المحافظ؟
أنا طموحى ليس له سقف، ودائما أسعى للأفضل ولنجاح أكبر، بل بالعكس أنا أتطلع أن أصبح وزيرة.
كم قضية فساد قمتى بتحويلها للنيابة منذ توليكى المنصب؟
قمت بتحويل قضية فساد واحدة وكانت قضية فساد كبيرة جدا، فى نوفمبر الماضى، وكانت ملابساتها إلقاء القبض على مدير غرفة الحفظ وأحد الموظفين بإدارة اخرى والأول هو المسئول عن ملفات التراخيص الخاصة بالبناء وقام بالتلاعب فى التراخيص وقام بإعطاء تراخيص ببناء أبراج بأدوار عليا زائدة بتواريخ قديمة وهو مازال مقبوض عليه حتى الآن ويجرى التحقيق معه.
ما هى أغرب المواقف التى تعرضتى لها أثناء العمل؟
أغرب المواقف مررت بها فى الشارع، فالأهالى فى الشارع كانوا مندهشين جدا لوجود مسئول امرأة عن الحى وكانوا رافضين تماما لذلك القرار، وكانت هناك فى البداية بعض المناوشات والمعاكسات ولكن بعد رفضى ذلك الأسلوب ومواجهة الأمر بصرامة بدأت الأمور تسير فى نصابها الطبيعى.
لماذا تتكرر الانهيارات بشكل مستمر بحى غرب؟
انهيارات حى غرب الكثيرة فى الكتلة السكنية القديمة، فالعقارات قديمة جدا والعديد منها مبنى بالطوب اللبن، وهى قديمة العهد وحينما بدأ سكان جدد بالمنطقة ببناء عقارات حديثة بدأت تتأثر تلك المبانى القديمة مثل حادث الانهيار الأخير الذى وقع منذ عدة أيام، كان السبب فى انهيار المنزل بناء برج جديد خلف ذلك المنزل على الرغم من أن المنزل كان جيد جدا ولم تحدث به قبل الانهيار أى تصدعات أو تنميلات وبسبب سقوط المنزل تصدعت أيضا بعض المنازل المجاورة .
أيضا من أهم أسباب الانهيارات التنقيب عن الآثار، فسكان المنازل القديمة يقومون بالحفر لمسافات بعيدة تحت الأرض بهدف البحث عن الآثار، اعتقادا منهم بأن المنطقة بالكامل تسبح فى بحر من الآثار، فينتهى الأمر بانهيار المنزل على القائمين بأعمال الحفر، ويسبب ذلك أضرار بالغة حتى للمنازل المجاورة.
مشكلة الصرف الصحى بالفواخير من أكثر المشكلات المزعجة بحى غرب كيف ستعملين على حلها؟
لا أنكر أن هناك مشكلة كبيرة جدا فى الصرف الصحى بمنطقة الفواخير بحى غرب، بسبب ارتفاع منسوب مياه المجارى عن مواسير الصرف، الأمر الذى يغرق المنازل والأثاث بمياه المجارى، وذلك يسبب أذى شديدا للأهالى، ولكن محطة غرب البلد للصرف الصحى تم إسنادها لشركة حسن علام للمقاولات ومن المفترض أن المحطة جاهزة للتشغيل منذ ١٩٨٠أى ما يقرب من ٣٥ عاما، ولكن المحطة تحتاج إلى تغيير الطلمبات إلى طلمبات جديدة، وقامت الشركة بإعطانا أكثر من ميعاد خلال ذلك العام منها ميعاد فى شهر نوفمبر وشهر ديسمبر، وميعاد آخر فى يناير ٢٠١٦ ونحن فى الانتظار .