لليوم الرابع تتواصل فعاليات منتدى شباب العالم، الذى تستضيفه شرم الشيخ بين 4 و10 نوفمبر، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وضمن جدول فعاليات وأنشطة اليوم تتوزع قائمة من الجلسات واللقاءات، أبرزها جلسة "دور المرأة".
منذ انطلاق فعاليات المنتدى مساء الأحد الماضى، يُحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على المشاركة الفاعلة فى أغلب الجلسات واللقاءات، وفتح حوارات عميقة مع الشباب المشاركين، وبينما بدأ نشاطه صباح اليوم الأربعاء بتقدم ماراثون للشباب المشاركين فى المنتدى، يحضر الآن جلسة "دور المرأة فى دوائر صناعة القرار".
المرأة كانت الأكثر مشاركة ووعيا فى 30 يونيو
فى إطار حديثه خلال الجلسة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن المرأة المصرية كانت الأكثر مشاركة ووعيا ودعما لثورة 30 يونيو، وهى من قدمت أبناءها طواعية من أجل مصر والإنسانية، فى الحرب التى نخوضها ضد الإرهاب.
وأضاف "السيسى" فى كلمته بالجلسة، أن المرأة فى مصر لها دور عظيم، إذ تقوم بدورها فى بيتها وعملها، متابعا: "بتشيل الهم وخايفة على بيتها وأولادها.. والرجل يظن إنه عمل كل حاجة عشان بيجيب قرشين وييجى، وأرجو ما يزعلوش منى"، مؤكدا أن المرأة المصرية فى ثورة 30 يونيو كانت أكثر إدراكا وتحركا فى مجابهة الفكر المتطرف، وخافت على بلدها وأولادها ومستقبلهم فكان تحركها واضحا.
وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسى، قائلا: "طالبنا فى خلال يومين، يوم 24 يوليو، إن الناس تنزل عشان تعطينا تفويض لمجابهة الإرهاب والتطرف اللى شايفينه، الكلام ده كان فى رمضان وقت الحر والناس صايمة، المرأة نزلت بأولادها وزوجها وجيرانها وأخدت الأكل وفطروا فى الشارع، ونزلوا أكثر من 33 مليون مصرى ومصرية".
سيدات مصر وقفن ضد الإرهاب رغم التضحيات الكبيرة
وعن تغافل العالم عن الدور الذى تقدمه مصر فى مكافحة الإرهاب نيابة عن العالم كله، وعن تضحيات السيدات بما يقدمنه من أبناء وأزواج كشهداء، قال الرئيس السيسى: "مصر ملهاش ذنب فى استخدام الإرهاب كوسيلة لتدمير العالم، مصر تكافح بشرف، بينما فيه دول بتتكلم بشكل معين وتدّى للإرهابيين وتساعدهم بشكل تانى، مصر مش بتعمل كده".
واستكمل الرئيس السيسى حديثه عن حضور المرأة ومشاركتها الفاعلة، بالقول: "المرأة نزلت عشان تقول معاك، وهنتحمل تكلفة مجابهة الإرهاب اللى بندفع تمنها من 3 سنوات، نزلوا بأولادهم وأزواجهم وبناتهم فى الشارع فى وقت صعب جدا، كانوا أكتر من 33 مليون فى كل حتة من مصر فى كل قرية وميدان ومحافظة، قالوا إحنا موجودين فى مواجهة الإرهاب، رغم إنهم على علم إن ده معناه إن أبناء وأزواج هيُستشهدوا عشان خاطر بلادهم والإنسانية، ومش عاوزينى أحترمها؟! لازم أحترمها".
الأم تصيغ شخصية الرجل.. وتمكين المرأة ليس تفضلا عليها
وعن مسألة تمكين المرأة وتعميق مشاركتها الاجتماعية والسياسية، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال جلسة "دور المرأة فى دوائر صناعة القرار"، إن المشكلة التى تواجهها بلادنا أن الرجل قد يكون غير منصف للمرأة، مع إغفال دورها وتقديره المناسب له، متابعا: "الأم هى من صاغت شخصية الرجل، ربنا أراد لهن هذا الدور العظيم".
وأشار الرئيس السيسى فى كلمته، إلى أن الإرادة السياسية ليست كافية لتمكين المرأة، فى ظل ثقافة مجتمعية قد تكون حاجبة ورافضة لدور المرأة، مضيفا: "ستكون الإرداة السياسية غير كافية فى ظل هذه الثقافة، لأنه من المستحيل التدخل فى كل منطقة ووزارة وجهة حكومية وفى القطاع الخاص لإنصافها"، مشددا على أن من التحضر إعطاء المرأة دورا، وليس الأمر تفضلا أو مجاملة لها.
ثقافتنا فى مصر والدول العربية حاجبة لدور المرأة ويجب تغييرها
وأكد الرئيس السيسى، أن المرأة موجودة فى كل مكان، وأنها فى كل أنشطتها تقوم بدور أكثر من رائع، سواء فى البيت أو العمل، مستطردا: "المرأة المصرية تقدير كبير جدا فى نفسى، واللى يتصور إن اللى بنعطيه للمرأة تفضّل أو كرم من الرجل، فده كلام لا يليق".
وأضاف السيسى: "عايزين نكون مجتمع منصف وعادل وأمين، ولازم نكون صادقين مع نفسنا، الرجالة بيتجوزوا ويسيبوا زوجاتهم هما اللى يشيلوا الأولاد، وحتى مش بيبقوا عايزين يساعدوهم، هما اللى بيربّوا، وأنا بتكلّم على بعض النقاط السلبية فى مجتمعنا، مفيش إنصاف، ولو الرجل منصف مش هيعمل كده، فى مصر والدول العربية ثقافتنا حاجبة لدور المرأة، ولازم نغير ثقافتنا تجاه المرأة، ولازم يكون فى جهد من خلال الإعلام والمسجد والكنيسة والتعليم"، مؤكدا أن المرأة لها دور شئنا أم أبينا، وهو دور عظيم فى حياة الأمم، فهى التى تأخذ الأمة إلى الأمام، و"لو تغافلنا الأمة هتضيع".
الرئيس للشباب: "خلوا بالكم من كل شابة وسيدة وامرأة وانحنوا أمامهم"
ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته، الشباب للاهتمام بكل امرأة وفتاة، قائلا: "خلوا بالكم من كل شابة وسيدة وامرأة وانحنوا أمامها، والكلام اللى بقوله مش كلام معسول علشان أرضى بيه الناس، انتبهوا يا مصريين، انتوا اللى علّمتوا الإنسانية وأساس الحضارة".
وشدد الرئيس السيسى، على أنه مع كل إجراء يدفع بمكانة المرأة وتقديم دورها باحترام وتهذيب، متابعا: "كنت عايش مع أسرتى فى منزل، وكل بنت فى البيت كانوا بيقولوا يا ريت بابانا عمو عبد الفتاح، كنت بعمل ده ليس تفضلا واسألوا عن ده، ومعاملة بمنتهى اللطف، لأن ده شكل من أشكال المعالجة الدينية التى أمرنا بها النبى صلى الله عليه وسلم للبنت والمرأة، ولكن ده ما بنعملوش، وده الحد الأدنى اللى حاولت بفهمى لدينى أن أعامل به المرأة حتى أولادى وهما صغيرين، الأولاد كنت قاسى معاهم لكن البنات لأ".
وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسى: "النبى بيقول ترفقوا، ودى استراتيجية وتطلع منها عادات وتقاليد تتنفذ، لكن إحنا مش بننفذ، وفيه بعض القرى لا تورث المرأة، إيه الكلام ده؟ ده لازم يتغير إذا كنا بنعرف ربنا".
السيسى مازحا: الرجالة هيزعلوا منى وإحنا داخلين على انتخابات
خلال كلمته بالجلسة، ركز الرئيس عبد الفتاح السيسى على الحديث عن دور المرأة، وامتدح طاقاتها وما قدمته وتقدمه لمصر، مواصلا: "معظم المشاركين معى فى ماراثون الصباح كانوا من السيدات والنساء المتواجدات فى الحكومة، تمكين المرأة ليس فى إعطاء وظائف أو مناصب مهمة، ولكن التمكين هو الاحترام بين أى إنسان أو أى سيدة تسير فى الشارع وليس بتولى المناصب".
وأضاف الرئيس السيسى، أن التمكين الحقيقى للمرأة هو الاحترام الحقيقى والتقدير من جانب الرجل والشاب والفتاة، ثم داعب الحضور قائلا: "المفروض الراجل يحط إيده ورا ظهره وهو بيكلم الست عشان ما تخافش، مش يزعّق ويشتم، وكده الرجالة هيزعلوا منى وإحنا داخلين على انتخابات".
إيمان الحصرى للرئيس: عندنا 4 وزيرات ومحافظة.. والسيسى: عاوزين رئيسة وزراء ولا إيه؟
وعن خطط الدولة وجهودها لتحقيق مزيد من التمكين للمرأة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن لدينا برنامجا متكاملا لإعادة رسم الصورة الحقيقة للمرأة فى مجتمعاتنا، موضحا أن التمكين الحقيقى للمرأة هو الاحترام فى الشارع والعمل والبيت وكل مكان.
من جانبها، قالت الإعلامية إيمان الحصرى، مقدمة الجلسة، إنه فى عام المرأة أصبح لدينا 4 وزيرات وأول محافظة فى مصر و89 نائبة برلمانية، متسائلة عن وجود خطوات أخرى لتمكين المرأة، ليرد الرئيس السيسى ضاحكا: عاوزين رئيسة وزراء ولا إيه؟ مش كده يعنى".
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسى شارك صباح اليوم الأربعاء فى الماراثون الدولى "الجميع من أجل السلام"، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ، وانطلق الماراثون من شارع محمد بن زايد بوسط المدينة، بحضور عدد من الوزراء والشباب المشاركين فى فعاليات المنتدى.