تكهنات سياسية عديدة، باحتمالية قيام حرب أهلية شرسة فى دولة زيمبابوى الأفريقية، خاصة بعد أن حذر حزب حركة التغيير الديمقراطى ( أم دى سى - تى) الزيمبابوى المعارض، من أن البلاد قد تقع فى هوة الحرب الأهلية، بسبب الخلافات مع الحكومة وحزب "زانو" الحاكم الذى يقوده الرئيس الحالى "روبرت موجابى"، وتمسكه بحكم البلاد دون تمرير السلطة، وتعديل الدستور ليتمكن من البقاء فى الرئاسة حتى سن الـ99.
المعارضة ترفض الخرس السياسى واتهامات للحكومة بتجويع الشعب
وقال موقع "أول أفريكا" الإخبارى، إن "موجابى بدأ فى فقدان السيطرة على الدولة، كما اتهمته أحزاب المعارضة بمحاولة إجبارهم على الخرس السياسى، وأشارت الأحزاب المعارضة الحكومة إلى استخدام المساعدات الغذائية الدولية فى الانتخابات المحلية، وتجويع المواطنين من أجل إجبارهم على التصويت لمرشحى الحزب الحاكم.
يأتى ذلك ضمن حرب "تجويع إجرامية" ضد الفلاحين والمواطنين البسطاء فى المناطق الريفية الفقيرة، لحجب عنهم المساعدات الغذائية والزراعية الدولية، بهدف إجبارهم على التصويت لمرشحيه فى الانتخابات البلدية القادمة.
الحكومة توزع المعونات الغذائية وفق الانتماء السياسى
وقال زعيم الحزب، وزير الصناعة السابق "ويلشمان نكوبى": "إن الحكومة تقوم بتوزيع المعونات الغذائية والزراعية التى تحصل عليها من المنظمات الدولية والاتحاد الأوربى وفقا للانتماءات السياسية للمواطنين، ويتم حرمان المناطق التى يشتبه فى انتمائها للمعارضة من الحصول على مساعدات، بهدف إجبارهم على تغيير الانتماءات، والتحول لمناصرة حزب زانو الحاكم".
وأشار "نكوبى" إلى أن هناك أكثر من 1.5 مليون مواطن يعانون من الجوع فى محافظات ميدلاندز وماسفينجو ومانكيلاند ووماتبيلاند، ويحرمون من الحصول على أى معونات لأن حكومة "موجابى" ترى أن هذه المناطق تابعة للمعارضة ولا تستحق الحصول على أى مساعدات حتى وإن كانت تعانى من الجوع والجفاف.
انقسامات داخل الحزب الحاكم
على الجانب الآخر، هدد "موجابى" بتأديب أعضاء الحزب الحاكم، متهماً إياهم بإذكاء الانقسامات بشأن من سيخلفه معيدا التأكيد على سلطته، قبل عيد ميلاده 92 الأحد المقبل.
وقال "موجابى": "إنه انزعج من الصراع الشرس والإهانات بين مسؤولين بارزين فى حزب الاتحاد الوطنى الإفريقى - الجبهة الوطنية المنقسمين بشأن من يجب أن يخلفه".
وأضاف رئيس زيمبابوى: "الذين يقولون إننا ننتمى لهذا الفصيل أو ذاك الفصيل أقول لهم أنتم تنتمون لزيمبابوى.. ودعونا من سماع أصوات منقسمة منكم".
موجابى يخطط للبقاء بالسلطة حتى عمر الـ99
وأشار "موجابى" إلى أن الحزب سيختار من يخلفه، لكنه يخطط للتنافس فى الانتخابات المقبلة المقررة فى 2018، وسيكون عمره وقتها 94 عاما فى مسعى للحصول على آخر ولاية رئاسية له لمدة خمس سنوات وفقا لدستور جديد، بما يعنى أنه قد يبقى فى الرئاسة لعمر 99 عاما. وبعد سنوات الحكم الطويلة التى قضاها موجابى فى الرئاسة يخشى البعض من أن الحكومة قد تصاب بالشلل ويخيم عدم الاستقرار على البلاد إذا ما مات دون حل قضية من سيخلفه.
مخاوف من تولى موجابى مقاليد الحكم لزوجته من بعده:
ويجدر بالذكر، أن "موجابي" تمتع لسنوات عديدة بدعم كبير من الأفارقة بسبب تحديه الصريح للسيطرة والنفوذ الغربى، كما كان "موجابى" أول رئيس للحكومة فى زيمبابوى، بين عامى 1980 و1987، قبل أن يصبح ثانى رئيس للبلاد منذ 1987، وهناك مخاوف قوية حول رغبة الرئيس الزيمبابوى فى إعداد زوجته "جريس" لكى تخلفه فى منصبه بعد وفاته.