أنهت وزارة البترول وشركة إينى الإيطالية ملف تنمية اكتشاف حقل "ظهر" بعد مرور 6 شهور على تحقيق الكشف العملاق وعامين على توقيع الاتفاقية البترولية الخاصة بها فى يناير 2014 مع إيجاس، بعد فوزها بالمنطقة فى المزايدة العالمية التى طرحتها إيجاس.
واستطاعت شركة إينى الإيطالية عملاق النفط العالمى من مسابقة الزمن فى تنمية الكشف، حيث تمكنت خلال تلك الفترة من تحديد جدول زمنى يتضمن صيانة الحفار سابيم الذى حقق الكشف وموعد عودته فى نهاية ديسمبر الماضى، كما دخلت إينى فى مفاوضات مع الحكومة المصرية على تقييم سعر شراء الغاز والاستثمارات التقديرية التى سيتم ضخها من قبل الشركة خلال أعمال الحفر فى المرحلة الأولى والتى تتضمن 22 بئرا.
وبالتوازى مع الإجراءات الفنية والمالية بدأت إينى عملية الحفر لحين اكتمال الإجراءات التنفيذية وتأسيس شركة مشتركة تتولى أعمال تنمية المشروع والأنشطة المتعلقة به واعتماد عقد التنمية.
وأعلن المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية اكتمال الإجراءات التنفيذية لتنمية حقل ظهر فى منطقة التزام شروق بالمياه الاقتصادية بالبحر المتوسط، مشيرا إلى اعتماد عقد تنمية حقل ظهر لشركة ايوك المملوكة بالكامل لشركة إينى الإيطالية.
وأوضح أنه تم تكوين شركة بتروشروق للبترول وهى شركة مشتركة بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وايوك لتقوم بأعمال تنمية مشروع حقل ظهر، على أن يتم تنفيذ الأنشطة المتعلقة بالمشروع من خلال شركة بتروبل.
وأشار إلى أنه تم تعظيم دور شركات البترول المصرية فى أعمال تنمية الحقل والتسهيلات البرية، حيث تم الاتفاق على مشاركة شركتى بتروجت وإنبى كمقاولين رئيسيين بجانب شركة سايبم الإيطالية لتنفيذ المشروع وتعظيم المكون المحلى فى أعمال تنفيذ المشروع الذى تبلغ استثماراته 12 مليار دولار.
وأضاف: من المخطط بدء الإنتاج من حقل ظهر قبل نهاية عام 2017 مع تصاعد الإنتاج خلال عامين فقط وصولا إلى ذروة الإنتاج بمعدل حوالى 2.7 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا، على أن يتم توجيه كامل إنتاج الحقل من الغاز إلى السوق المحلى، لافتا إلى أن الحفار سايبم يقوم حاليا بحفر البئر الثانى ظهر-2 وسيتم الانتهاء منه فى الشهر القادم.
تم الإعلان عن كشف ظهر فى 30 أغسطس 2015 بعد عملية حفر ناجحة للبئر ظهر-1 ويعتبر أكبر الاكتشافات التى تحققت فى مصر وفى منطقة البحر المتوسط، وتقدر احتياطيات حقل الغاز العملاق بحوالى 30 تريليون قدم مكعب من الغاز.
ومن المعروف أن شركة إينى تعمل فى مصر منذ عام 1954، حيث تباشر عملياتها من خلال فرعها ايوك وتعد شريكا استراتيجيا لقطاع البترول المصرى ولها دور ريادى لقيامها باكتشاف أول حقل للغاز الطبيعى فى مصر (أبو ماضى) فى عام 1967.
ومنذ الإعلان عن الكشف تعرض للعديد من محاولات التشكيك وبث الشائعات، حيث تبلورت أغلبها فى توقف عمليات الحفر، وعدم توافر استثمارات عمليات التنمية، فيما شكك موقع مجلة مصرية تصدر باللغة الإنجليزية فى احتياطيات، حقل "ظهر" وهو الأمر الذى تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية وأثار بلبلة دولية، حيث ذكرت المجلة أن الاحتياطيات، لا تزيد عن 16 تريليون قدم مكعب من الغاز وليس 30 تريليون وهو ما نفته وزارة البترول، مؤكدة على أن هذه الاكتشافات تمت بأسلوب علمى وتكنولوجى دقيق لا يقبل الشك.