قال المدير العام لدائرة الثقافة والسياحة فى أبوظبى سيف سعيد غباش، إن متحف اللوفر أبو ظبى صرح ثقافى حيوى يأتى كعنصر مكمل للاستراتيجية المكملة لإمارة أبو ظبى.
وأكد سيف غباش فى حوار خاص لـ"انفراد" بالعاصمة الإماراتية أبو ظبى، ان التعاون بين مصر والإمارات دائم ويوجد تبادل بعض الأفكار والأشياء والمعارض التى يمكن تنظيمها.
وفيما يلى نص الحوار..
كيف جاءت فكرة تدشين متحف اللوفر أبو ظبى ؟ وما الذى تتأمله الإمارات من خلال تدشين هذا المتحف ؟
استراتيجية أبو ظبى فى قطاع الثقافة منذ عقود وكانت أول خطوة اتخذتها أبو ظبى قبل انشاء الدولة على يد الشيخ زايد، الذى أسس أول متحف فى العين ومنذ ذلك الحين بدأ العمل فى قطاع الثقافة بحراك وحماس من خلال التنقيب بالبيئة التاريخية والحفاظ على الكنيسة التى تم العثور عليها فى صير بنى ياس والفعاليات والبرامج التعليمية والعروض التى يتم تنظيمها.
متحف اللوفر أبو ظبى
فكرة اللوفر أبو ظبى هى عبارة عن عنصر مكمل للاستراتيجية المكملة لإمارة أبو ظبى بإنشاء حى ثقافى حديث فى حى السعديات والذى يتكون من ثلاثة متاحف، ومتحف اللوفر أبو ظبى هو جزء لا يتجزأ من أى مشروع ثقافى ضخم فى هذا الضخم.
تم توقيع اتفاقية بين باريس وأبو ظبى تشمل عدة عناصر أولها إعارة الاسم "اللوفر" وهو أعرق وأقدم وأكبر متحف بالعالم، وثانيا إعارة القطع الآثرية، وثالثا العمل الاستشارى وبناء الكادر، وعملنا مع الشركاء الفرنسيين وبعد فترة وجيزة أنجزنا مشروع متحف اللوفر أبو ظبى، وتم اعداد كوادر إماراتية قادرة على إدارة المتحف ببرامج فى الجامعات أو ببرامج وهذا انجاز، الأمر لم يكن افتتاح ولكن تغيير ثقافات وتطوير العقول والسير نحو إثارة الفكر الثقافى فى الإمارات والمنطقة ككل، ويعتبر متحف اللوفر أبو ظبى تحفة فنية عالمية.
ما هو الذى ترغب فيه أبو ظبى مستقبلا ..هل ستتوقفون عند افتتاح متحف اللوفر أبو ظبى ؟ أم سيكون هناك تحرك آخر ؟
متحف اللوفر أبو ظبى صرح ثقافى حيوى يتغير والأشياء التى يمكن تغييرها الإعارات بمعنى أنها ستقل وستتولى أبو ظبى خلال السنوات المقبلة بناء مجموعة أبو ظبى، أما قاعة المسرح فيتم تنظيم عمل ورش عمل وندوات وهى أيضا تتغير، ومن المقرر أن يفتتح أول معرض فى شهر ديسمبر المقبل ويمكننا استضافة معرضين أو ثلاثة خلال العام.
متحف اللوفر أبو ظبى
لدينا فى متحف الأطفال بعض الأشياء التى ستطرح للزوار وستتغير على مدار السنة، والمنطقة التى حول متحف اللوفر أبو ظبى سيتم تطويرها لتزيد من تجربة الزائر والمقيم.
ما بعد اللوفر أبو ظبى إلى أن تتجه الإمارات على مستوى الثقافى بالخليج ودول العالم ؟
اللوفر أبو ظبى من أهم مشاريع الثقافية بالإمارات ولكن مسيرتنا لم تنتهى مع افتتاح هذا المتحف ولكن تزيد أبو ظبى عزم وحماس للاستمرار فى المشاريع الثقافية، أولا المشروع الثقافى فى حى السعديات يكتمل ويجرى العمل بقدم وساق ولم نوقف ورش العمل أو التحرك، هناك منارة السعديات والمركز الثقافى، الذى يحتضن معرض الفن أبو ظبى.
أبو ظبى تطمح من خلال هذه المشاريع ان تكون احدى العواصم الثقافية فى العالم وليس من خلال المتاحف ولكن من خلال مخرجات المشاريع ومن أهمها بناء صرح ثقافى يفيد ويغير الأجيال القادمة، هناك تأثير إيجابى فى المجتمع وهدفنا هو عمل صرح ثقافى وفهم الآخر والتسامح فى بيئة سليمة، ويستطيع الشخص من خلال زياراته أن يرى أشياء من أمور وديانات آخرى وهذه رسالة سلام.
أما الجانب التعليمى فنعمل للحفاظ على السلام وتوفير منصة تعليمية فريدة من نوعها فى المنطقة، فلا يوجد متحف كهذا فى الشرق الأوسط ويتم تنمية قدرات وكفاءات من أى الدول.
التعاون الثقافى بين مصر والإمارات..هل ستنظم معارض مؤقتة للآثار المصرية ؟ وهل تم بحث ذلك مع المسؤولين بمصر ؟
التعاون بين مصر والإمارات دائم وهناك تبادل بعض الأفكار والأشياء والمعارض التى يمكن تنظيمها، جمال هذا المتحف يمكن أى دولة من تنظيم معارض مؤقتة، أى دولة تريد أن تعرض ثقافتها وحضارتها يمكننا احتضان ذلك، هناك حديث مع مصر ونعمل على كيفية تفعيل هذا التشاور، فما تقدمه مصر فى هذا المجال لا مثيل له ولابد من التعاون مع مصر لزيادة النجاح لما يطرحه متحف اللوفر أبو ظبى للزوار.
هناك إعارة لقطع أثرية من المتاحف الفرنسية للوفر أبو ظبى ونتمنى أن نثرى المجموعة بالتعاون مع جميع الجهات التى لها علاقة بهذا الموضوع، وقد أطلقنا مبادرة لحماية التراث المهدد للعالم ككل وبالأخص للدول العربية التى تعانى من الصراع، بحيث نعمل على بناء كوادر فى دول الصراع تكون قادرة على الحفاظ وحماية التراث المهدد.
الأنشطة الثقافية فى الإمارات متنوعة..هل تسعى كل إمارة أن يكون لها طابع ثقافى خاص بها فى الأنشطة الثقافية ؟
أبو ظبى منذ بداية مسيرتها فى قطاع الثقافة ركزت على جميع عناصر الثقافة والتراث من بداية التراث المعنوى بإحياء الحفاظ عليه إلى البيئة التاريخية، وتعمل على نشر البحوث وجلب الزوار إليها لعدد من المناطق ومنها واحة العين التى تعتبر من أقدم المناطق المأهولة في العالم، وموطن المواقع التاريخية الوحيدة في دولة الإمارات المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، بالإضافة لهذا هناك معرض أبو ظبى للكتاب وهناك ترجمة أفضل الكتب الثقافية للغة العربية.
أبو ظبى لما تمتلكه من أصول وكفاءات ودعم من القيادة الرشيدة قادرين على الوصول للنجاح فى أى المجالات ومنها قطاع الثقافة، وفى نفس الوقت عمل أبو ظبى وباقى الإمارات يكمل بعض من خلال وزارة الثقافة ولجان تدير الملفات المهمة على المستوى الثقافى وتجتمع دوريا ومن خلال يحدث تعاون، وكانت هناك قمة حكومية منذ ما يقرب من شهر ونصف وكان هناك ورش عمل برئاسة وزير الثقافة السابق نهيان بن مبارك وممثلى الجهات وكل رئيس جهة ثقافية فى الإمارات وتحدثنا عن بعض الاستراتيجيات التى يمكن العمل عليها والتعاون حتى 2020 على المستوى الإتحادى فى هذا الإطار.
هناك مقتنيات تم عرضها فى اللوفر أبو ظبى من السعودية تتحدث عن الحج ورحلة الحج...هل سيكون هناك مقتنيات أخرى من المملكة لأبو ظبى ؟
أتوجه بالشكر للزملاء فى الهيئة الثقافية بالسعودية لأنهم أعاروا لأبو ظبى مقتنيات أثرت المعروض.
هناك حديث يتم لاستقطاب إعارات أخرى فالمملكة تجلس مع الإمارات فى مجلس إدارة المحفظة التى الإعلان عنها فى ديسمبر الماضى للحفاظ على التراث المهدد فى دول الصراع وكانت مبادرة فرنسية بقيادة مصر والإمارات والسعودية وتم تشكيل مجلس إدارة ويجرى التعاون فى الساحة الثقافية.
الهدف من متحف اللوفر أبو ظبى ليس استغلال المنصة العالمية لوضع الإعارات التى تأتى من الدول الغربية، ولكن أن نقوم بعرض القطع والتحف العربية سواء من مصر أو السعودية أو عمان، فلابد من الترويج للحضارات القديمة.
