رغم أن الدين الإسلامى هو دين التسامح والوسطية، ونبذ العنف، إلا إننا نعيش فترة تستر فيها الإرهاب بكل صوره تحت قناع الدين الإسلامى الذى جعلته العصابات المنظمة والجماعات الإرهابية شعاراً لهم، ليلقوا على كاهله مسئولية جميع الأفعال البشعة التى يقومون بها، لكن إذا نظرنا إلى حقيقة الأمر سنجد هذه الجماعات المتطرفة مثل "داعش" أبعد ما تكون عن الدين الإسلامى الصحيح.
وحبى الله عز وجل مصر، بمؤسسة الأزهر الشريف، التى كانت و مازالت منصة الإسلام الوسطى، والمصدرة له لجميع دول العالم، والتى من المفترض أن تطوع منهجها لتكون أداه لمواجهة الإرهاب، لكن ما الذى ينتقص المناهج الأزهرية لتنفذ دورها كوسيلة لمواجهة الإرهاب والمتاجرة باسم الدين؟
المناهج الأزهرية عدلت بالفعل بما يتناسب مع العصر
من جانبه قال الدكتور توفيق نور الدين ، نائب رئيس جامعة الأزهر إن المناهج الأزهرية بالفعل تم تغييرها وتعديلها بما يتناسب مع العصر الحالى، مضيفا :"كان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قد شكل لجنة لتطوير المناهج الأزهرية، وحذف الفتاوى الفقهية التى لا تتناسب مع الزمن الذى نعيش فيه، بالإضافة إلى حذف جميع الألفاظ المستهجنة التى لا يمكن أن نستخدمها الآن".
حذف فقة ابن تيمية
و أكد "نور الدين" أن المناهج الأزهرية تم تطويرها حتى المرحلة الثانوية، وبعض الكتب المعدلة تم تسليمها إلى الطلبة، وباقى الكتب سيتسلمها الطلاب فى العام الجديد، مشيرا إلى أن هناك مناهج فقهية بأكملها تم حذفها من المنهج من أبرزها "فقه ابن تيمية"، لأنه من الفقه الجهادى، الذى يدعو إلى عدة أفكار مثل الجهاد والسبايا والفدية، وقد تم حذف هذا الفقه لأنه كان مرتبطاً بأيام الحروب والغزوات، وهذا غير موجود الآن.
التجديد لا التبديد
وحول تغيير المناهج الأزهرية الخاصة بالجامعات أكد الدكتور توفيق نور الدين أن فضيلة شيخ الأزهر أمر بتشكيل لجان مختصة، لتغيير الفتاوى والأحكام الشرعية بما تناسب مع الزمان المكان والمشكلات المجتمعية والقضايا التى نواجهها ، و أضاف أن التعديل يجب أن بطريقة "التجديد لا التبديد"، وتابع :"يجب أن يتضمن التفكير الأحكام التى تدعم حرية الفكر و التطور الزمنى بما لا يخل بالأجزاء الفقهية التراثية الأصيلة".
وأكد "نور الدين" أن المشكلات والقضايا الموجودة على الساحة الآن، تحتاج إلى رأى الفقيه الذى من المفترض أن يحسم بعلمه وفقهه النزاعات القائمة، مشيرا إلى أن المنهج الأزهرى ينتقص إلى عدة أشياء من أبرزها إعمال العقل واستخدام المنهج الاستنباطى والابتعاد عن مناهج التلقين، الذى يفتقد إلى عنصرى البحث والتجديد لمواكبة العصر.
وشدد على أن الأفكار التى تتبناها بعض الجماعات الإرهابية أبعد ما تكون عن الدين الإسلامى، مشيرا إلى أن المنتمين إلى الفكر الداعشى مجرد مارقون، ومناقشة قضياهم تعطيهم قيمة و حجم أكبر من حجمهم.