حالة من الرعب تسيطر على الحكومات الغربية حيال حرب سيبرانية مزعومة تشنها روسيا، ترغب من خلالها فى الاستيلاء على الفضاء الإلكترونى عبر عمليات القرصنة واختراق وكالاتهم، رغم فقر الأدلة التى تؤكد هذه الاتهامات المستمرة.
ففى كلمتها خلال مأدبة رسمية لبلدية لندن، شنت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى، هجوما لاذعا ضد روسيا واتهمتها "بالسعى لاستخدام المعلومات كسلاح" و"بنشر الخلافات فى الغرب وتقويض مؤسساتنا". كما قالت إن النشاطات الإلكترونية الروسية تشمل "استخدام منظماتها الإعلامية الحكومية لزرع روايات كاذبة ونشر صور تم التلاعب بها".
وهو ما دفع وزارة الخارجية الروسية للرد سريعا واتهام ماى بتحويل انتباه الشعب عن المشكلات الداخلية. غير أنه مثلما هو الحال داخل الولايات المتحدة من تحقيقات واسعة جارية بشأن احتمال تدخل روسيا فى الانتخابات الرئاسية العام الماضى، فإن المحاولات الروسية المفترضة للتأثير على استفتاء بريكست العام الماضى، هى ضمن تحقيق يجرى فى لندن.
وقد طلبت اللجنة البرلمانية للمعلومات الرقمية والثقافة ووسائل الاعلام والرياضة معلومات من "تويتر وفيس بوك" عن حسابات مرتبطة بروسيا، وتسعى هذه اللجنة للاستماع إلى مدراء تنفيذيين من مواقع التواصل الاجتماعى فى السفارة البريطانية فى واشنطن مطلع العام القادم.
واتهم مدير الأمن المعلوماتى فى بريطانيا، أمس الأربعاء، روسيا بشن هجمات معلوماتية على وسائل إعلام بريطانية وعلى قطاعى الطاقة والاتصالات السنة الماضية، وسط تقارير عن تدخل روسى فى الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى "بريكست". وبحسب مقتطفات من خطابه نشرها مكتبه مسبقا يقول كيران مارتن رئيس المركز الوطنى للأمن المعلوماتى أن "روسيا تسعى لتقويض النظام العالمى. هذا واضح".
ويضيف "التدخل الروسى الذى رصده المركز الوطنى للامن المعلوماتى فى السنة الماضية، تضمن هجمات على وسائل الاعلام فى المملكة المتحدة وقطاعى الاتصالات والطاقة"، وسيقول ايضا "ان رئيسة الوزراء (تيريزا ماى)، أكدت مساء الاثنين أن النظام العالمى كما نعرفه يواجه خطر الزوال". وتفاعل المركز مع اكثر من 590 حادثة مهمة منذ إنشائه فى 2016، رغم أن الوكالة الحكومية لم تحدد عدد تلك المرتبطة بروسيا، وتأتى تعليقات مارتن بعد
وفى ظل حالة الرعب من القرصنة الروسية التى تسيطر على حكومات الدول الكبرى، رغم ما لديها من أدوات متطورة تمكنها من حماية نفسها، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الأمريكية، أن عدة وكالات حكومية أمريكية عثرت على برامج تتعلق بالأمن السيبرانى تابعة لشركة روسية، على أجهزة الكمبيوتر لديها، ذلك بعد أن وجهت الحكومة إلى البحث عن منتجات الشركة وإزالتها.
ونقلت الصحيفة على موقعها الإلكترونى، أمس الأربعاء، عن جانيت مانفرا، السكرتيرة المساعدة لشؤون الأمن السيبرانى والاتصالات بوزارة الأمن الداخلى، أن جميع الوكالات والإدارات الـ 102 التابعة للحكومة قد قدمت تقارير إلى إدارة الأمن الداخلى حول ازالة منتجات كاسبيرسكى لابس.
وأضافت مانفرا أن 15٪ من الوكالات وجدوا منتجات الشركة، التى تتخذ من موسكو مقرا لها، على أنظمتهم. وبحلول 12 ديسمبر سيكون على الوكالات الاتحادية إزالة برامج كاسبيرسكى.
وكانت وزارة الأمن الداخلى الأمريكية قد وجهت الوكالات الاتحادية لاتخاذ إجراءات بشأن البرنامج منذ سبتمبر الماضى. وفى ذلك الوقت، أعربت الإدارة عن قلقها من الوصول الواسع إلى الملفات والامتيازات العالية التى تتمتع بها منتجات كاسبيرسكى لمكافحة الفيروسات على أجهزة الكمبيوتر الحكومية يمكن استغلالها من قبل الجهات الفاعلة السيبرانية الضارة.
كما أشارت الوزارة إلى العلاقات المزعومة بين مسئولى شركات كاسبرسكى ووكالات المخابرات الروسية، بالإضافة إلى القوانين الروسية التى تسمح للسلطات بالحصول على المساعدات من كاسبيرسكى واعتراض الاتصالات عبر الشبكات الروسية.